حين يختلف النقاد مع لجان التحكيم ويتساءل الجمهور

5 أفلام تطرح أسئلة عن استحقاق فوزها

«مسز فانغ» - من «المتطفلة»
«مسز فانغ» - من «المتطفلة»
TT

حين يختلف النقاد مع لجان التحكيم ويتساءل الجمهور

«مسز فانغ» - من «المتطفلة»
«مسز فانغ» - من «المتطفلة»

السؤال الذي يلي مباشرة بعد توزيع كل جائزة في كل مهرجان ومناسبة هو إذا ما كان هذا الفيلم استحق جائزته أو لم يستحق. هل كان من القيمة الفنية بحيث ينالها باستئهال فعلي، أم أنّ لجنة التحكيم منحته الجائزة لأنّه يمثّل شيئاً نابعاً عنه خارج الفيلم؟ ماذا عن حكايته؟ هل كانت تستحق؟ هل يشكل الموضوع أهمية ما؟ هل رأي الناقد يواكب رأي لجنة التحكيم في أي مناسبة أو حدث سينمائي أو يخالفه؟
بعض هذه الأسئلة ترد مقلوبة فتُطرح على الأفلام التي لم تفز؟ ألم يكن هذا الفيلم مؤهلاً؟ هل استبعد بسبب سياسته؟ لقد أجمع النقاد على أهميته، لمَ لم يفز إذن؟
الواقع أنّ المسألة تنتهي عند تقييم شخصي يجتمع عليه البعض ويختلف عليه البعض الآخر. وهناك ثلاث حلقات يمرّ بها الفيلم الذي يتم اختياره في مهرجان ما أو لمناسبة سنوية، وهي لجنة التحكيم والجمهور والنقاد. وقليل ما تجتمع حلقتان على رأي واحد، فإذا أعجب فيلم معين (لنقل «سفر الرؤيا الآن» لفرنسيس فورد كوبولا أو أي من أفلامه الأخرى)، فنال جائزة لجنة التحكيم وإعجاب النقاد غير المتناهي، تجد أنّ الجمهور، في شكل غالب أو كبير، انحسر عنه ولم يقبل عليه بالشكل الذي يوازي ذلك الإعجاب. وربما اجتمع النقاد مع الجمهور على الإعجاب بفيلم معين (مثل «سايكو» لألفرد هيتشكوك)، لكنّ لجنة التحكيم لفظته.
ثم يحدث أيضاً أن يختلف النقاد فيما بينهم، ولو أنّ هذه مسألة عويصة لا وقت لها هنا. ما هو مطروح هو المستحق من التقدير ومن قِبل مَن. وهذا الطرح يأخذنا إلى قيام المهرجانات الكبيرة، على الأخص، بعرض أفلام تثير الحيرة فازت أم لم تفز.
في مهرجان لوكارنو الأخير (صيف العام الماضي)، خرج فيلم صيني بعنوان «مسز فانغ» بالجائزة الأولى عنوة عن الأفلام الأخرى. لكن مع الاعتراف بأنّني لم أشاهد كل ما عرضه المهرجان السويسري في دورته السبعين تلك من أفلام، بل سبعة منها، فإن السؤال حول استحقاقه لا يتعلق بالمقارنة مع أفلام أخرى مثل «سلوكيات جيدة» لماركو دورتا (فرنسا) أو «لاكي» لجون كارول لينش (الولايات المتحدة) أو «واجب» لآن ماري جاسر (فلسطين)، بل باستحقاق الفيلم بحد ذاته ما تسلمه وعمّا قد تكون عليه الدوافع المختلفة.
التالي هو خمسة الأفلام التي فازت في غضون الأشهر الماضية بجوائز من مهرجانات أو مناسبات تضعنا أمام الحالة التي ذكرناها في مطلع هذا التحقيق حول اختلاف المصادر الثقافية والفنية بين الدوائر الثلاث، وكيف ينتج عنها منح الجوائز لمن لا يستحقها في العديد من الحالات.

• «مسز فإنغ» (Mrs‪.‬ Fang) وانغ بينغ
• الجائزة الكبرى في مهرجان لوكارنو
في قرية صينية جنوبية كانت تعيش امرأة بلغت السابعة والستين من العمر، اسمها فانغ جويينغ. لا شيء مميز عنها. نتعرّف عليها في هذا الفيلم التسجيلي وهي تقف عند باب بيتها تنظر إلى لا شيء محدد، وذلك تبعاً وبوضوح لطلب المخرج. لا تنتهي اللقطة بانتهاء صلاحيتها ووصول مفادها، لكنّها تستمر طويلاً.
بعد ذلك، مسز فانغ طريحة الفراش بعدما أصيبت بعارض مفاجئ يصفه الفيلم بأنّه «ألزهايمر». في واقعه هذا المرض الذي يصيب قدرة الإنسان على التعرّف على المقربين منه، ويحدد له ما يتذكره وما ينساه، ليس مرضاً بدنياً يضع صاحبه في الفراش، بل يأتي نتيجة نوبة قلبية لا يشير لها الفيلم. ما يهتم به هو أنّها في الفراش لمعظم مشاهد الفيلم وحتى موتها بعد عشرة أيام طويلة من هذا الوضع.
الكاميرا تنصبّ لنحو ثلثي الفيلم عليها وهي راقدة. لا تتكلم ولا تتحرك إلّا قليلاً، وعيناها قد تجولان قليلاً لكنّهما صامتتان كفمها. كل لقطة عليها مرشحة للاستمرار لأكثر من دقيقتين. إحداها تستمر لأكثر من ثلاث دقائق. للانتقال بعيداً عنها، في الثلث الثالث من الفيلم (95 دقيقة)، يرصد الفيلم حياة بعض أبنائها وجيرانها في صيدهم للسمك في النهر القريب أو لاجتماعهم للحديث والتندر داخل وخارج المنزل. في الواقع، يصوّر وانغ بينغ (الذي سبق وأن اشترك بفيلم سابق له بعنوان «الخندق» في مهرجاني فينيسيا ونانت سنة 2010)، تجمّع ابنتي المريضة وزوجيهما وبعض الرجال والنساء حول سرير مسز فانغ راصداً اختلاف الاهتمامات. إنّها مناسبة للحديث لا عما أصاب العجوز فقط بل عن كل شيء آخر.
هذا المفاد يصل مرّة ومرّتين وثلاث ويستمر طوال الوقت، ما يجعله مكرراً كتكرار تصوير المريضة، وهي شاخصة البصر فاتحة فمها لتظهر أسنانها الحادة. ما لم يلق بالاً لدى لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الفرنسي أوليفييه أساياس، على ما يبدو، هو الفارق بين المتابعة المتمهلة والمتأملة، وبين ترك الكاميرا منصبّة على الموضوع الذي أمامها كما لو أنّها وُلدت أمامه. هذا النوع ينجز أفلاماً مفتعلة الإيقاع والسبب أساساً.

• «امرأة بديعة» (A Fantastic Woman) سيباستيان لليو
• أوسكار أفضل فيلم أجنبي
يندرج هذا الفيلم التشيلي في عداد الأفلام التي تستأهل التحقق من مستواها، وإذا ما كان مناسباً ووافياً للخروج بجائزة أفضل فيلم أجنبي كما فعل قبل نحو أسبوعين.
ماريانا (دانيالا فيغا في أداء جيد) تعمل مغنية وتعيش مع الثري أورلاندو (فرنسيسكو رايز) المرتبط بها عاطفياً أكثر من ارتباطه بزوجته وباقي أسرته. في ليلة لا تنذر بالعواقب، يدخل الاثنان مطعماً للعشاء وعندما يعودان إلى شقتهما يسقط الرجل ميتاً. إنّها حالة تسمم وماريانا تجد نفسها وجهاً لوجه أمام أفراد العائلة الذين يتهمونها بأنّها هي التي سممت عشيقها للحصول على ثروته، ولتفرض نفسها في محيط تلك العائلة.
يزيد الأمر حدة أنّ ماريانا هي رجل كان قد تحوّل إلى أنثى. لا أحد يعرف ذلك في البداية. أورلاندو كان يعرف ذلك بالطبع، لكن العائلة تُواجه بتلك الحقيقة لاحقاً، بالتالي فإنّ عداء العائلة لماريانا ليس بسبب أنّها عشيقة الأب والزوج فحسب، بل لأنّها متحوّلة جنسية، وفي كنف ذلك حقيقة أنّها من طبقة اقتصادية محدودة الدخل.
الحكاية وحدها جيدة ولحد ما جديدة. ولا ريب في أنّ دوافع المخرج للوقوف وراء ماريانا مفهومة. هو نصير الحالات المنفردة في المجتمع كأي ليبرالي منفتح آخر. لكن بينما هناك مجال لدى شخصية ماريانا لكي تتطور وتتبلور في عداد هذه الدراما، فإنّ لا شيء يُذكر من هذا القبيل في شخصيات العائلة المناوئة. قيام المخرج لليو بتحقيق الفيلم من منظور بطلته فقط، يحرم الفيلم من البحث عميقاً في المواقف المناوئة لها. يحرم الآخرين من وجهة نظر أعمق من تلك الواردة سريعاً. وهي أحياناً ليست عميقة حتى من وجهة نظر بطلته بقدر ما هي صادمة تبعاً لاختيار اللقطات التي تؤلف مشاهد يتداولها الفيلم كنوع من إحداث الصدمة بما في ذلك المشهد الرمزي لها وهي تقاوم عاصفة عاتية هبّت عليها وتكاد تقتلعها.

• «المتطفلة» (The Intruder)
ليوناردو دي كوستانزو
• الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة
التقط مهرجان القاهرة السينمائي هذا الفيلم من بين ما عرضه مهرجان «كان» في قسم «نصف شهر المخرجين»، حيث نال اهتماماً لا بأس به، لكنّه غير مميّز. لجنة التحكيم في المهرجان المصري منحته ذهبية المهرجان، وبالنسبة لما شوهد من أفلام المسابقة في القاهرة فإنّ الفيلم استحق الفوز فعلياً.
إنه حكاية امرأة في الستين اسمها جيوڤاني (رافاييلا جيوردانو التي ظهرت سابقاً في فيلم واحد فقط هو «فهد» لماريو مارتوني سنة 2014)، تشرف على مكان مؤلف من قطعة أرض وبضعة أكواخ باطونية محيطة به تعيش هي في إحداها. بعد موت زوجها (قبل بدء الفيلم)، تنفرد بمسؤولية الرعاية الاجتماعية التي توفرها للأولاد بعيداً عن بيئة عصابات المافيا في مدينة نابولي. إلى ذلك المكان تصل (أيضاً قبل الأحداث) امرأة وابنتها وطفلها الرضيع، وتوهم جيوڤاني بأنّها بلا مأوى. في الليل يلحق بها زوجها عضو عصابة «كامورا»، وفي الصباح، كما نرى، تفاجأ جيوڤاني بأنّ الشرطة أحاطت بالمكان حيث يستسلم الزوج بلا مقاومة، لكنّه يخلق وضعاً صعباً كون ثقة الآباء والأمهات بدفاع جيوڤاني عن الزوجة التي ما زالت تعيش في الكوخ بعد اقتياد زوجها، عن وجود تلك المرأة وحقها في البقاء.
هذا إنتاج محدود الميزانية، يبدو كما لو كان من صنع «أهلي - محلي»، لكن ما يعوّض ذلك أنّ الصنعة ليست ركيكة أو بعيدة عن الاحتراف. المشكلة الأساسية هي في أنّ الفيلم لا يملك إلّا أن يكون بسيط التكوين، ليس فقط على صعيد الشكل والصنعة والإنتاج فحسب، بل درامياً أيضاً. لا يحتوي السيناريو على أكثر من ذلك التلخيص السابق والحبكة فيه مستطردة لا ترتفع مقدمتها عن منتصفها أو نهايتها.
«المتطفلة»، على الرغم من ذلك، يحتوي على ما يكفي من شروط لمنحه جائزة أولى بحد ذاته. على صغر حجمه ومساحته الدرامية يكوّن نفسه نموذجاً يمكن الاحتذاء به من قِبل أي مخرج جديد بميزانية شحيحة.

• «السعداء» صوفيا جمعة
• أفضل إخراج من مهرجان دبي
أصابت لجان التحكيم الثلاث التي تداولت أفلام هذا المهرجان الإماراتي في اختيار الأفلام والشخصيات الفائزة، على الرغم من أنّ بعض الخاسرين كان جديراً بهم أن يقفوا في صف الرابحين. لكنّ الجائزة التي مُنحت لمخرجة هذا الفيلم الجزائري، «السعداء»، تقف نافرة منذ أواخر العام الماضي وإلى اليوم ومرشحة للامتداد.
فيلم جزائري تقع أحداثه بين شخصيات جزائرية من طبقات ومشارب اجتماعية شتّى اليوم، ويريد أن يمنح المشاهد نظرة واقعية على وضع البلاد بعد العشرية السوداء التي سادت فيها حرب وُصفت بالأهلية لضراوتها، وذلك في السنوات الأخيرة من القرن الماضي. لكنّ كل هذا الواقع وشخصياته المحلية يُنسف باستخدام المخرجة اللغة الفرنسية عوضاً عن اللغة العربية التي تتحدّث بها الجزائر، ليس في أماكن معيّنة ربما للإيحاء بغربة أو بعنصر اجتماعي ما، بل طوال الفيلم وبألسنة كل الشخصيات الأخرى.
هذا هو اختيار المخرجة التي كتبت السيناريو، وهو ليس أمراً تفصيلياً بل أساسياً. تصوّر لو أنّك حقّقت فيلماً مصرياً صميماً وكل من فيه يتحدّث الإنجليزية. وهذا الجانب لا يقف وحده في عداد ما يشي بأنّ لجنة التحكيم (برئاسة الممثلة الألمانية مارتينا جيديك) ألهبها حماس ما فسدّدت إلى المخرجة جائزتها كأفضل مخرجة.
هناك فرق بين إدارة ممثلين بنجاح وبين إخراج الفيلم بكامله. الحكاية التي ترد هنا هي مواقف متباينة من تلك الأحداث السياسية، تتذكرها بطلة الفيلم نادية كاسي وزوجها سامي بوعجيلة، نعود فيها إلى دائرتها من جديد وعلى نحو لا يخلو مطلقاً من اللف والإعادة. المفاد ذاته يصل أكثر من مرّة. والمشاهد تلفزيونية المعالجة. ليس فيها تميّز فني بل ممارسة لسياق سردي يمكن لأي مخرج بلا بصمة تحقيقه بنتائج مشابهة وربما أفضل لو أنّه عني على نحو أكثر فاعلية بتقنيات العمل، مستعيناً بمدير تصوير أفضل، ومعيداً كتابة سيناريو يتمحور حول الوضع ذاته في أكثر من مشهد.

• «فنان الكارثة» (The Disaster Artist) جيمس فرانكو
• أفضل فيلم من مهرجان سان سيباستيان
لا بد أنّ المهرجان الإسباني العريق كان يعاني من أزمة أفلام، وإلّا لكانت لجنة التحكيم منحت جائزتها لأفضل فيلم إلى عمل آخر. ما فعلته هي أنّها أعطت تلك الجائزة لفيلم يبدأ جيداً ويتوعك بعد ثلث ساعة وحتى نهايته.
تومي وايزو مخرج وممثل له باعه من الأفلام الرديئة بدءاً من العام 2003 عندما قام بإخراج وتمثيل وإنتاج وتمويل فيلمه الأول «The Room» الذي تلقى عليه مقالات الرثاء أيضاً. فيلم جيمس فرانكو يمنح وايزو العذر، فهو كان مؤمناً بما يقوم به مقتنعاً أنّه تعبير عن موهبة ومستعد دوماً أن يضع اللوم على الآخرين الذين لا يقدرون موهبته. هذا على الرغم من أن جميس فرانكو (الذي يمثل دور وايزو في فيلمه) يصفه، بأنّه لم يكن مخرجاً رديئاً فقط، بل ممثلاً بذات المستوى كذلك. يبدأ كل شيء ذات يوم تعرّف فيه وايزو على كرغ (ديڤ فرانكو، شقيق جيمس) في مدرسة للدراما. اتخذه رفيق دربه واستضافه في منزله كصديق، لكنّه كان يخفي حبه له. عندما فشل كل منهما في شق طريقه ممثلاً، اقترح كرغ على وايزو أن يحقّق الثاني فيلمه الخاص، وهذا ما أدّى إلى قيام وايزو بتحقيق «الغرفة» بعدما اشترى المعدات بنفسه، ووضع كرغ في البطولة.
عند هذا الحد يتوقف الجديد فعلياً ويبدأ الفيلم، قبل نهاية نصف ساعته الأولى، عملية تجمّد: تصوير مشاهد حول كيف قام وايزو الفاشل وغير الموهوب بتمثيل وإخراج الفيلم مثيراً في أول خمس دقائق، بعدها يدخل في تكرار عقيم باستثناء أنّ كرغ كان تعرف على صديقة، وهذه دعته لترك شقة وايزو والانتقال للعيش معها. كرغ وافق. جيمس انهار واتهم كرغ بخيانته. هذا كله يلفت بعض الاهتمام ويبيع بعض التذاكر، لكنّه، وبسبب معالجته بتوقف الفيلم طويلاً عند صنع فيلم «الغرفة»، ويبتعد عمّا كان أجدى، وهو الإبحار في شخصيتي الرجلين عوض تحويل الفيلم إلى كيفية تحقيق الفيلم الذي في داخله. ليست مهمّة صعبة لكنّها تحتاج إلى مخرج لديه مفردات وأجندة فنية. واحد مثل تيم بيرتون عندما أخرج فيلمه النيّر عن المخرج الرديء (بإجماع النقاد) «إد وود» سنة 1994.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.