الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث عن «قلق جدي» من أسلحة «حزب الله»

TT

الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث عن «قلق جدي» من أسلحة «حزب الله»

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «كل المجموعات والمواطنين اللبنانيين إلى الكف عن التدخل في النزاع السوري»، معتبراً أن «وجود أسلحة غير مشروعة بأيدي (حزب الله) يثير قلقاً جدياً».
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية بعض ما جاء في التقرير الدوري الذي يصدر عن الأمم المتحدة بخصوص لبنان كل 3 أشهر، والذي تم توزيعه على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، على أن تتم مناقشته يوم الثلاثاء المقبل. وجاء فيه أنه «لم يتم إحراز أي تقدم في نزع أسلحة الجماعات المسلحة»، مشيراً إلى أن «حيازة (حزب الله) ومجموعات أخرى أسلحة خارج إطار الدولة لا تزال تحد من قدرة الحكومة اللبنانية على بسط سيادتها وسلطتها على أراضيها كافة». وقال إن «(حزب الله) يعترف صراحة بأنه يحتفظ بقدراته العسكرية».
ووصف غوتيريس الدولة اللبنانية بأنها «ضعيفة»، في تقريره الذي يشمل المدة الممتدة من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) إلى فبراير (شباط)، مستنداً إلى ما قال إنها «حوادث عدة». وعبّر عن قلقه لاستمرار تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية بشكل شبه يومي «في خرق للقرارات الدولية وانتهاك للسيادة اللبنانية». وأضاف: «في منطقة عمليات قوة السلام التابعة للأمم المتحدة، ينتشر 10500 جندي أممي في جنوب لبنان، ويبقى الوضع هادئاً عموماً».
وتعهد لبنان، خلال مؤتمر «روما 2»، بتعزيز وجود الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية مع إسرائيل. وقال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري «نحن سنرسل المزيد من جنود الجيش اللبناني إلى الجنوب ونؤكد نيتنا نشر فوج نموذجي»، مضيفاً أن إسرائيل «تبقى التهديد الرئيسي للبنان». كذلك أعلن أن الاستراتيجية الدفاعية ستناقش بعد الانتخابات النيابية.
ورأى وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي أن «دعم الجيش خطة استراتيجية أساسية لأنه الذراع العسكرية لدعم الدولة، وهو جزء من بناء الدولة الفعلية وقيامها، وهي ليست خطة بسيطة وسهلة»، مشدداً في حديث إذاعي على «الحاجة إلى استراتيجية دفاعية حقيقية». وأشار إلى دور أساسي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ملف «حصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها»، مستبعداً أن «تقبل إيران بوضع سلاح (حزب الله) بيد الدولة اللبنانية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.