فصل الختام في قضية الفرنسي الذي انتقم لابنته بعد 32 سنة من مقتلها

محكمة قضت بحبسه 12 شهرا مع وقف التنفيذ

بامبرسكي يحمل صورة ابنته
بامبرسكي يحمل صورة ابنته
TT

فصل الختام في قضية الفرنسي الذي انتقم لابنته بعد 32 سنة من مقتلها

بامبرسكي يحمل صورة ابنته
بامبرسكي يحمل صورة ابنته

يحق لأندريه بامبرسكي (76 سنة) أن يتنفس، أخيرًا، الصعداء. فهذا الفرنسي لم يتوقف عن المطالبة بعقاب طبيب متهم بالاعتداء على ابنته والتسبب في وفاتها، خاض معركة قضائية شرسة طوال 32 سنة، لم يتورع خلالها عن استئجار المخبرين الخصوصيين واختطاف المتهم من ألمانيا وإحضاره مقيدًا إلى فرنسا، لكي يقف أمام القضاة وتأخذ العدالة مجراها.
وبعد أن أخذ المتهم جزاءه ودخل السجن، ظل بامبرسكي ملاحقًا بتهمة الاختطاف إلى أن أصدر قاضي الجزاء في مولوز (شرق فرنسا) حكمًا عليه بالسجن لسنة واحدة مع وقف التنفيذ. وبهذا وصلت المعركة إلى نهايتها، أول من أمس، بعد أن شغلت عشرات المحققين والمحامين في كل من فرنسا وألمانيا. وتسببت القضية في مشكلة دبلوماسية بين البلدين، خصوصا أن والد الضحية تدخل بنفسه لاعتقال المتهم بعد رفض السلطات الألمانية، على مدى عقود، تسليمه لها.
وكانت كالينكا بامبرسكي قد لقيت حتفها عام 1982 وهي في الرابعة عشرة من العمر، على يد زوج والدتها الطبيب الألماني ديتر كرومباخ بعد شبهات باعتدائه عليها. وظل الملف الذي بات يعرف باسم «قضية الدكتور كرومباخ» يشغل وسائل الإعلام في البلدين، منذ أكثر من ثلاثة عقود. أي منذ أن ذهبت كالينكا، بصحبة أخيها، لقضاء إجازة على ضفاف بحيرة كوستانس في ألمانيا، لدى والدتهما التي كانت قد طلقت من أبيهما واقترنت بالدكتور كرومباخ، الطبيب المعروف والمتخصص في أمراض القلب. وبعد أيام وجدت الابنة ميتة في فراش زوج الأُم. وزعم هذا الأخير أنه كان قد حقنها بمادة كيماوية غير ضارة، لأنها أرادت أن تكتسب اللون البرونزي بسرعة. ثم زعم أنه تمكن من إعادة النبض إلى قلبها الذي كان قد توقف بعد الحقنة، لكنها فارقت الحياة بسبب مضاعفات غير متوقعة.
حققت الشرطة الألمانية في الوفاة وحُفظت القضية ضد مجهول. ويبدو أن المحققين لم يشكوا في أقوال طبيب مشهور ومحترم مثل كرومباخ، أو الدخول في تفاصيل علاقاته النسائية وزيجاته الثلاث. ومرت السنوات والمتهم فار من العدالة الفرنسية لغاية 1995، أي بعد 16 سنة من رحيل كالينكا، حين صدر عليه حكم غيابي بالسجن لمدة 15 سنة. ولم يهتم المتهم بهذا الحكم وتجاهله تماما، لا سيما أن بلده رفض تسليمه إلى السلطات الفرنسية لتنفيذ العقوبة. وبما أنه لم يكن ملاحقا في ألمانيا، فإن القانون الألماني لا يعترف بكونه مدانا في بلد آخر عن الجريمة نفسها. وهكذا واصل الطبيب حياته بشكل طبيعي، غير عابئ بإصرار السلطات الفرنسية على استصدار مذكرة إلقاء قبض دولية عليه. لكن المحققين الفرنسيين تباطأوا في إخطار الـ«إنتربول» بالقضية، فقرر والد الضحية أن يتولى الأمر بنفسه. وكان أهم ما يخشاه أن يهرب كرومباخ إلى أميركا الجنوبية ويصعب الوصول إليه في تلك القارة الشاسعة.
كرّس الأب حياته لإقلاق راحة خصمه، وتقاعد من عمله لكي يتفرغ للقضية، وكان يسافر إلى ألمانيا عدة مرات في السنة، وأحيانا يذهب إلى هناك لمجرد أن يقرع جرس باب كرومباخ ويقول له: «لن أتركك تعيش هادئا ما حييت». لقد ظل وراء المشتبه فيه يتعقب أخباره وتحركاته، حتى طرأت أول بارقة أمل في الجو؛ ففي عام 1997 تقدمت مريضة شابة كان يعالجها الدكتور كرومباخ بشكوى ضده بتهمة التحرش الجنسي. وبنتيجة سير القضية، اضطر الطبيب إلى الاعتراف بأنه قام بتخديرها قبل أن يغتصبها. وكان والد كالينكا حاضرا طوال جلسات المحاكمة التي اعترف فيها المتهم بضعفه أمام الشابات الصغيرات في السن. وأصدر قاض ألماني حكمه عليه بالسجن لمدة سنتين مع وقف التنفيذ. وكان الحكم مخففا جدا قياسا إلى واقعة الاغتصاب المتعمد.
دفع الأب نقودا لجيران الطبيب مقابل أن يزودوه بمعلومات عنه وعن تحركاته، وطبع على نفقته الخاصة ملصقات تحمل صورة كرومباخ وألصقها على المنافذ الحدودية بين ألمانيا وكل من حدود النمسا وسويسرا، لكي يعوق تنقلاته خارج ألمانيا. وفي عام 2000 وقع المحظور، واعتقل الطبيب في النمسا، لكن السلطات رفضت تسليمه إلى فرنسا بحجة أن بلده الأم لا يعترف بالحكم الصادر ضده هناك. ولم يسكت الدكتور كرومباخ، بل تقدم بشكوى ضد فرنسا أمام المحكمة الأوروبية العليا لحقوق الإنسان، بتهمة تدبير تهمة له وإصدار حكم زائف وغيابي. وأصدرت المحكمة قرارا لصالحه، لكن والد البنت القتيلة لم يستسلم وتعاقد مع محقق سري لكي يساعده في الإيقاع بالطبيب، كما شكل جمعية من الأنصار لمتابعة نشاط «الخصم»، وبفضل الجمعية جرى التوصل إلى أنه يمارس الطب بشكل غير شرعي لأن ملفه العدلي قضى بمنعه من مزاولة المهنة.
في مساء من عام 2009، تلقى الأب مكالمة تخبره بأن الطبيب موجود على الأراضي الفرنسية وفي مدينة مولوز الحدودية، بالتحديد. وقام الأب وساق سيارته في اتجاه الحدود الشرقية لفرنسا ووصل إلى مولوز مع الفجر. وهناك وجد الطبيب في الشارع العام، غير بعيد عن قصر العدل، وكان مقيد اليدين ومكمم الفم وجريحا جرحا سطحيا. وقيل وقتها إن والد القتيلة دفع 20 ألف يورو للمخبر الذي قدم له تلك المساعدة وتولى إحضار المتهم من ألمانيا إلى الأراضي الفرنسية، بالتعاون مع شخصين من أوروبا الشرقية.
جرى إيداع المطلوب الألماني السجن ولم تلق فرنسا بالا إلى الطلبات الألمانية المتكررة باستعادته. وقد جرت له محاكمة ثانية مع شهود إثبات جدد بينهم ثلاث مريضات ألمانيات، أفدن فيها بأنهن تعرضن للاغتصاب في عيادة الدكتور كرومباخ، بعد أن تولى تخديرهن بحقنة منومة. وفي حين أن القاتل الألماني ما زال يقضي محكوميته في فرنسا، فإن الأب العنيد حوكم بتهمة تدبير الاختطاف، وأمضى سنتين في السجن قيد التحقيق، وأفرج عنه، أول من أمس، ليخرج منتصرًا ويذهب ليضع إكليلًا من الأزهار على قبر كالينكا.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.