رحلات للصغار والكبار

جزء من البرامج التي توفرها أورلاندو في فلوريدا
جزء من البرامج التي توفرها أورلاندو في فلوريدا
TT

رحلات للصغار والكبار

جزء من البرامج التي توفرها أورلاندو في فلوريدا
جزء من البرامج التي توفرها أورلاندو في فلوريدا

زيغي باي ـ عمان
لم يبالغ من قال إن زيغي باي هي جوهرة عُمان. فهي لا تبعد سوى ساعتين بالسيارة عن دبي، لكن التنوع الطبيعي الذي تتمتع به يشعرك كما لو أنك انتقلت إلى قارة أخرى. الزائر إليها ستشده جبال الحجر الوعرة، والمياه الرقراقة التي تعانق مضايق مسندم، ومذلم، المسارات الانزلاقية المبهرة والشاطئ الرملي الأبيض الطويل. هنا يستكين منتجع «زيغي باي» sixth Senses الذي يخاطب كل العائلة. فالكبار يمكنهم الاستمتاع بنشاطات تتباين بين رحلات شيقة إلى هضبة ساباتين بسيارة رباعية الدفع تأخذ بعين الاعتبار أن الطرق غير معبّدة، تأخذك إلى قرية ساباتين العريقة والممتدة على طول سفح الجبل، حيث يمكن التمتع بمناظر بانورامية تطل على وادي البيح. هنا أيضا ستكتشف طيفاً واسعاً من النقوش الصخرية، وأبراج الحجر والمنازل القديمة من نقطة تأمّل استثنائية على ارتفاع 4 آلاف قدم عن مستوى سطح البحر. هناك أيضا سباقات الدراجات النارية والقفز بالمظلات من على ارتفاع 293 متراً (960 قدماً) عن سطح البحر. لمن لا يميلون إلى المغامرات والنشاطات الرياضية، يقدم المنتجع أيضا برامج راحة متنوعة في أجواء رومانسية يأخذ بعضها شكل رحلات بحرية على متن قارب شراعي يمكن منه تأمل غروب الشمس وراء جبال الحجر الشاهقة. بالنسبة للأطفال فهم سيعيشون مغامرات من نوع آخر، أغلبها على شكل لقاءات مع السلاحف الأليفة وأسماك الراي اللساع، أو خوض تجربة الغطس لمشاهدة الأسماك في كهف كبير على طول ساحل صانات.

أورلاندو ــ فلوريدا
عندما تُذكر السياحة العائلية، فإن أكثر ما يتبادر إلى الذهن هي «أورلاندو» في مقاطعة «أورينج»، وسط ولاية «فلوريدا»، لما توفره من نشاطات متنوعة. فإلى جانب شواطئها المترامية، تضم ثاني أكبر عدد من البحيرات في أميركا. لكن رغم هذه الطبيعة المتنوعة يبقى أهم عنصر جذب فيها هو احتضانها لأكبر منتجع ترفيهي في العالم فيها: «والت ديزني» الذي تعتبر زيارته حلما بالنسبة لأي طفل. فهو هنا على موعد مع أبطاله المفضلين بدءا من هاري بوتر إلى ميكي ماوس مع إمكانية زيارة استوديوهات يونيفرسال. كما أن عشاق الحيوانات النادرة والتماسيح سيجدون ضالتهم هناك، من حديقة «بوابة أورلاندو» التي توفر فرصة مشاهدة تماسيح وزواحف نادرة يصل طول بعضها إلى 12 قدماً، إلى «حدائق بوسكة» التي تضم حيوانات مثل الغوريلا، والشمبانزي، والزرافات وهلم جرا. هذا طبعا عدا عن إمكانية السباحة مع الدلافين في منتجع «ديسكفري كوف» وممارسة هواية الغوص وغيرها.
لكن سحر أورلاندو لا يقتصر على عالم ديزني، فهناك كثير من النشاطات الثقافية والمعارض التي تنظمها ميامي مثلا. هناك أيضا أطباق دسمة ومتنوعة من كل أنحاء العالم توفرها مطابخها المتعددة.
فمقاطعة أورينج تشتهر بمزيج من المأكولات وأصناف الأطباق الرائجة عالمياً، مع قائمة من المطاعم التي تحضر شتى أنواع الأطعمة الغربية والشرقية. وكل مطعم يتميز بنكهة مختلفة تبعاً لتموضعه ونوع وجهة السفر داخل أرجاء المقاطعة.

دبي

في شهري فبراير (شباط) ومارس تكون الإمارات العربية المتحدة من أفضل الوجهات نظرا لاعتدال طقسها. وقد تكون دبي أكثر من ينافس فلوريدا جذبا للأطفال لما توفره من برامج ونشاطات متنوعة. فالإقامة في أي فندق تكفي لكي توفر لهم كل ما يحلمون به من ألعاب وترفيه، فضلا عن مراكز جذب أخرى نذكر منها أكبر نافورة راقصة في العالم، و«سكي دبي»، منتجع التزلج الداخلي الذي يوفر أرضية ثلجية مناسبة للتزلج على الجليد ولا تستثني الكبار أو الصغار على مدار العام، مع توفير كل ما يلزمهم من معدات التزلج على الجليد والزلاجات. هناك أيضا حديقة «وايلد وادي المائية» الواقعة أمام فندق برج العرب، وتتميز بتصميمها المستوحى من قصة جحا. لكن لا يمكن ذكر دبي والأطفال من دون ذكر «حوض دولفيناريوم» وهو أول حوض مائي مغلق ومكيف الهواء في منطقة الشرق الأوسط، يسمح للزوار بالتفاعل مع الدلافين أو فقط متابعة عروضها الحية. إذا كان الوقت يسمح فإن زيارة «محمية دبي الصحراوية» من الأمور المهمة، حيث توجد فيها نباتات وحيوانات مهددة بالانقراض، فضلا عن حياة برية متنوعة ورحلات السفاري والمغامرة. أما «دبي أكواريوم» الواقع في «دبي مول» فيضم ما لا يقل عن 140 نوعا من الحيوانات البحرية، منها مجموعة من أسماك القرش النمر الرملي.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».