سعد الشهري على خطى الزياني

المدرب السعودي الشاب حول حلم الاتفاقيين من «البقاء» إلى «المنافسة على مراكز المقدمة»

سعد الشهري (تصوير: علي العريفي)
سعد الشهري (تصوير: علي العريفي)
TT

سعد الشهري على خطى الزياني

سعد الشهري (تصوير: علي العريفي)
سعد الشهري (تصوير: علي العريفي)

بعيدا عن الصخب الإعلامي والتصريحات الرنانة, حقق المدرب الوطني سعد الشهري ما عجز عنه غيره من المدربين مع ناديه الاتفاق، وحول طموح فارس الدهناء من البقاء في دوري الكبار إلى المنافسة على المراكز الأولى، وخطف إحدى البطاقات المؤهلة لدوري أبطال آسيا في الموسم القادم.
ولم يحتج الشهري وقتاً طويلاً لإعادة «فارس الدهناء» لمساره الصحيح ويوقف مسلسل الخسائر التي تعرض لها الفريق في القسم الأول من الدوري, فالمدرب الشاب الذي جاء خلفاً للصربي يسينش، استطاع خلال فترة وجيزة تحقيق نتائج رائعة مع النادي الشرقي، حيث وضع يده على مكمن الخلل ووجد ما ينقص الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية، وكانت جميع اختياراته الأجنبية صائبة، إلى جانب اعتماده على الأسماء الشابة في ناديه ومنحهم كامل الفرصة إلى إثبات أحقيتهم في تمثيل الفريق. وعلى الرغم من تراجع أداء الفريق واحتلاله المركز الـ13 على سلم ترتيب الدوري السعودي للمحترفين إلا أن الشهري كان واثقا من النجاح، وبدأ في رسم استراتيجية عمله التي تعتمد على روح الفريق الواحد، حيث تشرب لاعبو الاتفاق معه حب الانتصارات ورفض الخسارة، وكان له ما أراد بعدما حقق 6 انتصارات، وأربع تعادلات من بينها ثلاثة جاءت في الوقت بدل الضائع، بينما لم يتعرض الفريق معه سوى لخسارتين.
هذا الأداء المذهل والمتناغم قاد الاتفاقيين بكل جدارة إلى المركز الخامس على سلم الترتيب، وكانت المباراة الأخيرة أمام الهلال بمثابة الاختبار الحقيقي لسعد الشهري وكتيبته، حيث نجحوا بكل اقتدار في اقتلاع أغلى ثلاث نقاط من أمام متصدر الدوري والمرشح الأول للتتويج باللقب، رغم النقص الكبير في صفوف الفريق وافتقاده لأهم أوراقهم الهجومية المتمثلة في إيقاف التونسي فخر الدين بن يوسف وإصابة هزاع الهزاع.
وتغنت جماهير الاتفاق بمدربها الطموح، الذي رفض عروضا تدريبية ووافق على تدريب فريقهم رغم تراجعه على سلم الترتيب، رغبة منه في إنقاذ الاتفاق من شبح الهبوط الذي ظل يحاصره منذ بداية الدوري، غير أن الشهري كان واثقا من قدرته على انتشال الفريق لمعرفته التامة بكافة التفاصيل داخل البيت الاتفاقي، ولإيمانه التام بالمشرع الذي يعمل عليه مجلس الإدارة الحالي بإعادة «فارس الدهناء» إلى واجهة الكرة السعودية من جديد.
سعد الشهري معلم التربية البدنية كان عاشقاً للرياضة منذ نعومة أظفاره، حيث نشأ في عائلة تتنفس كرة القدم، ولهذا اختار أن يكون تخصصه العلمي موازياً لطموحه الرياضي، واتجه للعب في صفوف نادي الاتفاق ليكون إلى جانب شقيقه الأكبر ياسر الذي كان لاعبا في الفريق، وبرز نجم سعد في الدوري السعودي وكان من ضمن الجيل الذهبي للمنتخب السعودي للشباب الذي خاض نهائيات كأس العالم 1997 في نيجيريا, حيث كان قائداً لجميع المنتخبات السنية بداية من الناشئين والشباب ونهاية بالأولمبي، حتى بدأت الأندية الكبيرة تخطب وده، وانتقل إلى نادي النصر وساهم معه بتحقيق البطولة الآسيوية التي منحت النصر شرف المشاركة في مونديال كأس العالم للأندية في البرازيل، حتى عاد مجدداً للمنطقة الشرقية ولكن إلى نادي القادسية.
وفي القادسية اعتزل الركض على المستطيل الأخضر، لكن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد واتجه لدراسة التدريب وحصل على شهادة الـ«C» وهي رخصة آسيوية تخول لمن يحملها بممارسة مهنة التدريب، والشهادة الدولية لتدريب الناشئين، والشهادة الدولية لتدريب الشباب، وشهادة «البرو» وشهادة تدريب الأندية المحترفة، ورأت فيه الإدارة القدساوية المدرب الكفء، وأوكلت له تدريب فئة الشباب.
ولم يخيب الشهري آمال من طرح به الثقة، حيث قاد شباب القادسية لتحقيق بطولة الدوري، وعاد مجدداً للرياض لقيادة شباب النصر وفاز معه ببطولة الدوري للشباب، هذه الإنجازات والنجاحات المتلاحقة، التي حققها المدرب الوطني الشاب، وضعته تحت مجهر الاتحاد السعودي لكرة القدم لقيادة أحد المنتخبات السنية السعودية. ووقع عليه الاختيار للإشراف الفني على المنتخب السعودي لدرجة الشباب في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، ونجح في المضي بالمنتخب السعودي لتحقيق الهدف الذي رسمه ووصل للنهائيات، وتخطى دور المجموعات، بتحقيقه نتائج لافتة ومميزة، وواصل مغامراته في المونديال العالمي، وبلغ الدور ربع النهائي، لكن الخبرة خذلت اللاعبين السعوديين، كما وصل بمنتخب الشباب إلى نهائي كأس آسيا وخسره بركلات الحظ.
ويسير الشهري على خطى خليل الزياني عميد المدربين الوطنيين، وأحد أركان النهضة الرياضية السعودية، حيث قدمه نادي الاتفاق كلاعب، ومن ثم كمدرب لتتحقق على يديه أول بطولة للسعودية عندما أحرز كأس الأمم الآسيوية 84 في سنغافورة، كما حقق معه الاتفاق بطولة الدوري السعودي دون أن يتعرض الفريق لأي خسارة، وصنع تاريخ الأمجاد الاتفاقية، بتحقيق خمس بطولات جعلت من الاتفاق أحد أقطاب الكرة السعودية، والتاريخ يعيد نفسه من جديد، حيث يخطو الشهري نفس الخطى التي كان عليها خليل الزياني.
سعد الشهري بات نجم الساحة التدريبية، بعدما بعثر أوراق الدوري السعودي في الجولة الأخيرة، واستطاع التغلب على متصدر الترتيب الهلال، وخطف الأضواء من جميع المدربين واللاعبين، وأصبح حديث الشارع الرياضي السعودي، عطفاً على ما قدمه مع الفريق خلال الـ12 مباراة التي انتشل بها فريقه من قاع الترتيب، إلى المنافسة على المراكز المتقدمة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».