الحكومة البريطانية تعقد اجتماعاً أمنياً طارئاً

توقعات بأن تعلن رئيسة الوزراء عن عقوبات وشيكة ضد روسيا

قوات عسكرية بريطانية بملابس واقية تنقل سيارة إسعاف من محطة لسيارات الإسعاف لفحصها (إ.ب.أ)
قوات عسكرية بريطانية بملابس واقية تنقل سيارة إسعاف من محطة لسيارات الإسعاف لفحصها (إ.ب.أ)
TT

الحكومة البريطانية تعقد اجتماعاً أمنياً طارئاً

قوات عسكرية بريطانية بملابس واقية تنقل سيارة إسعاف من محطة لسيارات الإسعاف لفحصها (إ.ب.أ)
قوات عسكرية بريطانية بملابس واقية تنقل سيارة إسعاف من محطة لسيارات الإسعاف لفحصها (إ.ب.أ)

حددت الشرطة البريطانية أكثر من 200 شاهد وبدأت بتفحص أكثر من 240 عنصراً من الأدلة في تحقيقاتها الجارية في هجوم بغاز الأعصاب على جاسوس روسي سابق وابنته، كما أفادت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد، أمس (السبت)، بعد أن ترأست اجتماعاً آخر للجنة الطوارئ الوطنية البريطانية (كوبرا)، وهو الثاني لها منذ محاولة القتل التي تعرض لها الجاسوس الروسي المزدوج في مدينة سالزبري في جنوب غربي إنجلترا. وقالت راد إن أكثر من 250 من أفراد شرطة مكافحة الإرهاب يشاركون في التحقيق الذي يتم «بسرعة وباحتراف».
ويرقد العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في المستشفى في حالة حرجة منذ الأحد الماضي عندما عُثر عليهما فاقدَي الوعي على مقعد في مدينة سالزبري. ووسعت الشرطة تحرياتها في المدينة لتشمل الأماكن التي كان يتردد عليها سكريبال، 66 عاماً، وابنته البالغة من العمر 33 عاماً. وعالجت المستشفيات ما مجموعه 21 شخصاً، بما في ذلك سكريبال ويوليا، منذ عثرت الشرطة عليهما فاقدَي الوعي على مقعد في المدينة يوم الأحد الماضي. وقالت الشرطة إن سبب التسميم غاز الأعصاب، ولكنها امتنعت عن تحديد نوعه.
وفي هذه الأثناء، شوهد محققون ببزّات واقية من الأخطار البيولوجية يعملون إلى جانب عناصر الشرطة في مقبرة «لندن رود»، التي دُفنت فيها زوجة سكريبال ونجله. وشوهد عناصر أمن كذلك ينصبون خياماً للتحليل الجنائي على نصب نجله التذكاري قبل أن يضعوا مواد في عدة حاويات صفراء على ما يبدو. وتعتقد الشرطة البريطانية أن زوجة العميل وابنه ربما قُتلا بغازات الأعصاب. وكان سكريبال يعمل لدى الاستخبارات الروسية برتبة كولونيل قبل أن يُسجن في بلده لكشفه عملاء روس لجهاز الاستخبارات البريطاني «إم آي 6». وأُعفي عنه عام 2010، ثم تم نقله إلى بريطانيا.
وتسابق السلطات الزمن لتحديد مصدر غاز الأعصاب الذي استُخدم ضد سكريبال. واتهم وزير الخارجية بوريس جونسون، موسكو بتنفيذ المحاولة. أما وزير الأمن بن والاس، فقال لإذاعة «بي بي سي»، أمس، إن الحكومة جاهزة للرد «بكامل قوى الموارد البريطانية». وأضاف أن الهجوم يعد «حادثة جدية للغاية تحمل عواقب مريعة». وقال: «قدم أحد ما إلى أراضينا (...) وارتكب باستهتار وصفاقة ما بدا كأنه جريمة سيئة للغاية باستخدام غاز للأعصاب تحظره جميع القوانين الدولية (...) وعرّض الكثير من الأشخاص للخطر».
وأفادت صحيفة «ديلي تليغراف» بأنه «من المتوقع أن تعلن رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن عقوبات» وشيكة ضد روسيا (بحلول الاثنين). من جهتها، ذكرت صحيفة «ذي تايمز» أن مسؤولين بريطانيين يناقشون مع نظرائهم الأميركيين والأوروبيين رداً انتقامياً منسقاً قد يشمل «إجراءات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية» في حال ثبت أن موسكو تقف خلف الاعتداء.
لكنّ هناك شكوكاً بشأن ما إذا كانت الحكومة ستكون في وضع يمكّنها من الجزم بتحديد مصدر غاز الأعصاب. غير أن أولف شميت، وهو خبير في تاريخ الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، قال لوكالة الأنباء الألمانية إن تحليل الطب الشرعي يمكن أن يقدم أدلة بسيطة تشير إلى كيفية بل وربما حتى المكان الذي تم إنتاج غاز الأعصاب فيه. وقال جون غلين النائب في البرلمان البريطاني عن المدينة التي تم فيها حادث التسميم، إن «هناك سلسلة كاملة من الوسائل في جعبتنا» في حال تم التأكد من الجهة التي تقف خلف الحادثة. وأضاف: «الحكومة لن تتصرف باندفاع للرد على ما حصل. حان وقت الفحص الهادئ والمنطقي للحقائق». وأضاف: «فقط فور التأكد (من هذه الحقائق)، سيتم التحرك بشكل مناسب. هناك سلسلة كاملة من الوسائل في جعبتنا حسب مرتكب هذا العمل، بما في ذلك عدد من أدوات الضغط المالية والاقتصادية».
ويعيد تسمم سكريبال وابنته إلى الأذهان مقتل الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو بمادة مشعة في بريطانيا عام 2006. وخلص تحقيق بريطاني إلى أن مقتل ليتفينينكو ربما كان بموافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.


مقالات ذات صلة

واشنطن: 8 شركات اتصالات وعشرات الدول تأثرت بالقرصنة الصينية

الولايات المتحدة​ علما الولايات المتحدة الأميركية والصين (أرشيفية - أ.ب)

واشنطن: 8 شركات اتصالات وعشرات الدول تأثرت بالقرصنة الصينية

قال مسؤول أميركي كبير للصحافيين، إن «كمية كبيرة» من البيانات الوصفية للأميركيين سُرقت في حملة تجسس إلكتروني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا سكان يقفون بجوار منزلهم المتضرر بسبب ضربة صاروخية وسط هجوم روسي على مشارف أوديسا بأوكرانيا 28 نوفمبر 2024 (رويترز)

الحكم على امرأة بالسجن 15 عاماً في أوكرانيا لمساعدتها الجيش الروسي

حكم القضاء الأوكراني، اليوم الخميس، على امرأة من منطقة دونيتسك، الواقعة في شرق البلاد، بالسجن 15 عاماً بسبب تمريرها معلومات عسكرية حسّاسة لروسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
شؤون إقليمية كلمة «بيغاسوس» تظهر على هاتف ذكي موضوع على لوحة مفاتيح في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 4 مايو 2022 (رويترز)

محكمة تايلاندية ترفض دعوى ضد شركة إسرائيلية تنتج برنامج «بيغاسوس» لاختراق الهواتف

ألغت محكمة تايلاندية دعوى قضائية رفعها ناشط مؤيد للديمقراطية قال فيها إن برنامج التجسس الذي أنتجته شركة تكنولوجيا إسرائيلية تم استخدامه لاختراق هاتفه.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
أوروبا أحد عناصر جهاز الأمن الأوكراني (قناة المخابرات الأوكرانية عبر «تلغرام»)

أوكرانيا توقف ضابطا كبيرا بتهمة التجسس لصالح روسيا

أعلنت أوكرانيا، الجمعة، توقيف ضابط يقود وحدة قوات خاصة في البلاد بتهمة نقل معلومات إلى روسيا حول عمليات عسكرية سرية تنفذها كييف.

«الشرق الأوسط» (كييف)
شؤون إقليمية البرلمان التركي أقر قانوناً حول التجسس يثير مخاوف من استغلاله لقمع حرية التعبير (موقع البرلمان)

​تركيا: قانون جديد للتجسس يثير مخاوف المعارضة وأوروبا

يثير قانون وافق عليه البرلمان التركي يشدد العقوبات ضد من يثبت تورطه في جمع معلومات لصالح جهات خارجية مخاوف من جانب المعارضة والمنظمات المدنية والاتحاد الأوروبي

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.