اعتراف مرتكب هجومي «السكاكين» في فيينا

TT

اعتراف مرتكب هجومي «السكاكين» في فيينا

اعترف أفغاني أمام الشرطة النمساوية، عصر أمس (الخميس)، بمسؤوليته عن حادثي هجوم بسلاح يدوي «سكين» شهدتهما العاصمة النمساوية فيينا مساء أول من أمس (الأربعاء) بالمنطقة الثانية، وأصيب من جرائهما 4 أشخاص أحدهم إصاباته خطيرة. حسب بيان أخير من الشرطة صدر على لسان ناطق رسمي، فإن المتهم وهو أفغاني، 23 عاما، برر جريمته الأولى بالاعتداء على أسرة نمساوية تتكون من أب وأم وابنتهما، لتعكر مزاجه بسبب سوء أوضاعه وشقاء حياته مما جعله عدوانيا وغاضبا، فيما سبب الجريمة الثانية بالاعتداء على شاب شيشاني، لكونه قريبه ويعتبره مسؤولا عن إدمانه للمخدرات.
وكانت فيينا عقب شيوع أخبار عن الجريمتين قد عاشت حالة من الهلع والشائعات ونقاش على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعليقات متضاربة على الصفحات الإلكترونية لوسائل الإعلام النمساوية التي أوردت أخبارا عن حادث اعتداء تعرضت له أسرة نمساوية هاجمها مجهول يحمل سكينا بمنطقة نستروي بلاتز، بالإضافة إلى خبر عن هجوم ثان بسكين كذلك بمنطقة البراتا تعرض له شاب شيشاني. من جانبها حاولت الشرطة تهدئة الأمور بإصدار بيان على لسان ناطقها الرسمي ذكر معلومات أساسية ومختصرة عن الحادثين، مؤكدا البدء في التحقيقات مع أفغاني الجنسية تم إلقاء القبض عليه بصفته متهما في حادث اعتداء بسكين وقع بمنطقة البراتا بفارق نصف الساعة فقط من حادث تعرضت له الأسرة وأفرادها الثلاثة طعنا على يد مجهول بسكين في نستروي بلاتز المجاورة للبراتا.
ولم يهدئ بيان الشرطة الأحوال خصوصا مع شيوع أخبار سيئة عن حالة أحد المصابين، وتزايد الأسئلة إن كان المتهم واحدا في الحادثين أم لا يزال هناك مجرم آخر طليقا ويحمل سكينا.
في سياق مواز، ظلت فرق من الشرطة مستعينة بكلاب بوليسية تمسح طرقات بالمنطقة الثانية، طيلة صباح أمس، ما بين محطتي نستروي بلاتز وبراتا اشترين، بحثا عن بقع دم افترضت الشرطة أنها نجمت عن جروح في يد الموقوف الأفغاني الذي قبضت عليه الشرطة بتهمة الاعتداء بسكين على شيشاني، 20 عاما، بمنطقة البراتا التي لا تبعد غير مسافة أمتار عن مسرح جريمة الهجوم بالسكين الذي تعرضت له الأسرة النمساوية بمنطقة نستروي بلاتز بفارق نصف الساعة فقط.
وكان باتريك مايرهوفر ناطقا باسم الشرطة قد كرر طيلة صباح أمس، أن التحقيقات مستمرة مع كل الأطراف بما في ذلك الاستماع لأقوال شهود عيان، مؤكدا مراجعة دقيقة لأنظمة المراقبة وأشرطة الفيديو المصورة المزروعة بالمنطقة التي تعتبر من أكثر مناطق العاصمة فيينا حركة، مؤكدا ما يشاع أن من اعتدى على الأسرة كان يصرخ بأقوال وإن لم يدركوا كنهها بعد، وذلك ردا على من سارعوا لربط ما جرى بأولئك الإرهابيين المتأسلمين ممن يهاجمون ضحاياهم وهم يصرخون باسم الله.
حسب تقارير الشرطة فإن ضحايا الاعتداء الأول أسرة تتكون من زوج، 67 عاما، وزوجته، 56 عاما، وابنتهما، 17 عاما، صادفهما المعتدي وهم في طريقهم هبوطا لقطار الأنفاق «1» بمحطة نوستري بلاتز المجاورة لمطعم ياباني تناولوا فيه عشاءهم. فيما وقع الحادث الثاني ضد شاب شيشاني، 20 عاما بمنطقة البراتا. وأن الشرطة وبعد تفتيش مباشر للمنطقة ألقت القبض على أفغاني، 23 عاما، وبحوزته سكين تقطر دما كما كانت بحوزته سكين ثانية من النوع الذي يطوى.
هذا وكان المستشفى، حيث نقل المصابون الأربعة، قد ابتعد عن أي أقوال أو تصريحات، ثم عاد عصر أمس الخميس، لتأكيد تسريبات أن إصابات كل من الأم والابنة والشيشاني خفيفة، فيما تعرض الأب لإصابات قد تودي بحياته.
ما يجدر ذكره أن العاصمة النمساوية فيينا ظلت مختلفة عن مدن أوروبية كبرى وتشتهر بالأمان وبسلام التجوال والحركة فيها مساء حتى بوسائل المواصلات العامة، سيما أن المدينة مزروعة بكاميرات مراقبة وجريان دوريات شرطة كثيفة بمختلف مناطقها الثلاثة والعشرين.
من جانبها، كانت منطقة البراتا وما حولها قد شهدت أخيرا عمليات تطهير واسعة لتنظيفها وتفريقها من تجمعات كثيفة لمدمني المخدرات والدعارة، خصوصا أنها تشتهر بالميادين الواسعة الخضراء وبوجود حديقة ملاهي «البراتا»، وهي الأقدم عالميا، إذ دارت عجلتها الشهيرة في عام 1897، ولا تزال هذه الملاهي تجذب الزوار بما تضيفه من أحدث وسائل الترفيه المناسبة لكل الأعمار، وتعتبر معلما من أهم المعالم السياحية في فيينا.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.