كشفت مصادر في الشرطة الإسرائيلية، عن أن نير حيفتس، الذي كان مستشاراً مقرباً من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، وأصبح «شاهد دولة» في التحقيقات ضدهما بجميع ملفات الفساد، لا يقدم لمحققي الشرطة معلومات عن نتنياهو فقط، بل يقدم معلومات أخرى من شأنها تجريم أربعة مسؤولين آخرين في حزب الليكود الحاكم، بينهم وزيران، على الأقل، في الحكومة الحالية.
وقالت المصادر: إن حيفتس قدم رؤوس أقلام للمحققين حول المعلومات التي سيدلي بها خلال التحقيق معه، إذا وافقت على منحه مكانة «شاهد ملك»، وأعفته من الشراكة في المخالفات، وحررته تماماً من الاتهام أو العقوبة. وطرح خلالها أسماء أربعة مسؤولين كبار في كتلة الليكود، ربطته بهم علاقات عمل في الدورتين البرلمانيتين الأخيرتين، كمتورطين بشبهات جنائية. وترتبط هذه القضايا بمشروعات في الجهاز الصحي وفي وزارة شؤون البيئة. وقد عمل حيفتس مع هذه الجهات بفضل مكانته المقربة من نتنياهو.
ويشتبه بأن هذه الجهات استغلت مناصبها بشكل سيئ. والحديث يدور حول قضايا ترتبط بتنظيم الجهاز الصحي، وصفقات عقارات، وقضية تتعلق بشؤون البيئة لا تزال مطروحة على الجدول حالياً.
ولم يقدم حيفتس شهادته الكاملة حتى الآن، لكن الشرطة باتت تعرف بالمعلومات. وقالت جهات مطلعة على الموضوع: «إن المقصود (هو) مواد استخباراتية ذات قيمة عالية، يضاف قسم منها إلى مواد استخباراتية سابقة توفرت لدى الشرطة». وحسب المصادر، فإن حيفتس يحتفظ بعدد كبير من الأدلة والوثائق التي تثبت أقواله وتدين المشبوهين؛ إذ كان على ما يبدو يتوقع التورط في تحقيقات الشرطة وراح يسجل ما يدور حوله، بما في ذلك محادثاته وجلسات العمل مع نتنياهو نفسه.
وعلم أنه جرى إبلاغ النيابة العامة والمستشار القانوني بإمكانية أن يشهد حيفتس ضد مسؤولين آخرين من الليكود. وتم منح المحققين الضوء الأخضر لجباية إفادات كاملة من حيفتس في هذه القضايا، وبعد أن يتم سماع إفاداته ودعمها بأدلة أخرى، سيتم تحويل المواد إلى المستشار القانوني، لكي يقرر ما إذا توجب عليه أن يفتح تحقيقاً ضد تلك الشخصيات. وأما نتنياهو نفسه، فقد تقرر استدعاؤه للتحقيق مرة أخرى، بعد عودته من الولايات المتحدة.
وكان نتنياهو قد حاول المزاح مع الأميركيين بشأن التحقيقات ضده، وتحويل التحقيق إلى موضوع نكات. فحينما سئل عن أبرز ما يهم في منصب رئيس الحكومة في إسرائيل، أجاب: «تحقيقات الشرطة». وعندما سئل إن كان نسّق مع الرئيس دونالد ترمب ملابسهما، عندما ظهرا معاً بالقميص الأبيض وربطة عنق زرقاء، أجاب: «هذا موضوع لتحقيقات الشرطة في إسرائيل». وهاجم الشرطة الإسرائيلية من واشنطن، عندما كتب على صفحته في «فيسبوك»: «إنهم يأخذون الناس الذين يدعون أنهم ارتكبوا مخالفة، ويضعونهم في السجن، يرعبونهم، ويقولون لهم: انتهت حياتكم، انتهت حياة عائلاتكم، سنأخذ منكم كل شيء تقريباً، حتى حريتكم. تريدون النجاة من هذا؟ يوجد مخرج وحيد – لوثوا سمعة نتنياهو. ليس مهماً أن تقولوا أكاذيب مهووسة – المهم لوثوا سمعة نتنياهو». وكرر نتنياهو ما نُسب إلى المقربين منه، في وقت سابق من هذا الأسبوع، قائلاً: «عندما يكون هناك شيء حقيقي، لا توجد حاجة إلى شاهد دولة واحد، وعندما لا يكون هناك شيء، حتى ألف شاهد دولة لن يساعدوا. هذا الركض المهووس وراء شاهد دولة واحد، وشاهد دولة آخر، وشاهد دولة آخر، هو أفضل دليل على أنه لا يوجد أي شيء».
إلى ذلك، انتشر على الشبكة الاجتماعية، في الأيام الأخيرة، تحريض شرس على المفوض العام للشرطة، روني الشيخ، يتوعده بالبكاء بكاءً مريراً، ويصفه باليهودي الشرير. كما تنتشر مواد تحريض ضد المحققين في ملفات نتنياهو.
نتنياهو يخضع للتحقيق مجدداً بعد عودته من واشنطن
«شاهد ملك» جديد يورط وزيرين في قضايا الفساد
نتنياهو يخضع للتحقيق مجدداً بعد عودته من واشنطن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة