مقترحات طبية جديدة لتصنيف مرض السكري

تسهم في تقديم معالجة أفضل وتقليل الإصابة بالمضاعفات

مقترحات طبية جديدة لتصنيف مرض السكري
TT

مقترحات طبية جديدة لتصنيف مرض السكري

مقترحات طبية جديدة لتصنيف مرض السكري

ضمن المحاولات الطبية لتطوير التعامل العلاجي مع حالات مرض السكري، طرح مجموعة من الباحثين السويديين تصنيفاً جديداً لمجموعات مرضى السكري بما يمكّن من تسهيل تلقيهم المعالجة الملائمة للحالة المرضية لديهم في وقت مبكّر.
5 أنواع للسكري
وأفاد الباحثون بأن مرض السكري ليس مرضاً واحداً؛ بل هو، ووفق نتائج تحليلاتهم الدقيقة، عبارة عن 5 أنواع من مرض السكري. ويأتي هذا التصنيف الطبي المقترح مع إفادة نتائج كثير من دراسات المسح الإحصائي الطبية بأن معدلات الإصابة بمرض السكري في ارتفاع مستمر بمختلف مناطق العالم، وبأن تلك الإصابات تطال اليوم فئات صغار السن ومتوسطي العمر بشكل أكبر، وأن ثمة تفاوتا في كثير من الخصائص لدى منْ يُصابون بمرض السكري، مما يفرض إعادة دراسة التصنيف الطبي لأنواع مرض السكري ووضع خطط علاجية أكثر فاعلية على المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة بما يلائم كل مجموعة من المجموعات المختلفة لمرضى السكري.
وكان الباحثون من «مركز جامعة لوند للسكري» في مالمو بالسويد، ومن «معهد الطب الجزيئي» في فنلندا قد نشروا دراستهم الطبية حول المجموعات الفرعية لمرضى السكري ضمن عدد 1 مارس (آذار) الحالي لمجلة «لانست للسكري وأمراض الغدد الصماء» The Lancet Diabetes and Endocrinology. وقال الباحثون في مقدمة عرضهم لنتائج الدراسة إن «مرض السكري يُصنف اليوم إلى مجموعتين رئيسيتين؛ هما النوع الأول من مرض السكري DM Type1 والنوع الثاني من مرض السكري DM Type2.
ولكن مجموعة مرضى النوع الثاني من مرض السكري تضم مجموعات غير متجانسة بدرجة شديدة من حالات المرضى. ويمكن أن يقدم إجراء إعادة تصفية وتنقية لتقسيم هؤلاء المرضى، وسيلة مفيدة جداً في وضع برامج المعالجة الملائمة لكل مريض، ويُسهّل عند التشخيص إجراء التعرف المبكر على أولئك المرضى الذين ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بأحد أنواع مضاعفات السكري المستقبلية».
وقام الباحثون بإجراء تحليل دقيق لنحو 15 ألف مريض سويدي ممنْ تم تشخيص إصابتهم بالسكري حديثاً. وشمل ذلك التحليل الدقيق لدى أولئك المرضى دراسة مدى وجود 6 من المتغيرات، وهي: العمر عند تشخيص الإصابة بمرض السكري، ومؤشر كتلة الجسم BMI، ونسبة تراكم السكر في الهيموغلوبين HbA1c، وتقييم فاعلية عمل «خلايا بيتا» β - cell في البنكرياس، ومدى قوة وجود حالة مقاومة الإنسولينInsulin Resistance، ونسبة وجود نوعية خاصة من الأجسام المضادة في الدم «GDA» ذات الصلة بنشوء وتطور مرض السكري. وهي كلها متغيرات ثبت من الدراسات الطبية السابقة أن لها تأثيرات مباشرة في نوعية الاستجابة للعلاجات وفي احتمالات الإصابة بمضاعفات مرض السكري المستقبلية.
وقال الباحثون في نتائج دراستهم: «لقد حددنا 5 مجموعات من المرضى الذين يُعانون من مرض السكري، وكانت ثمة خصائص مختلفة يشترك فيها بشكل ملحوظ مرضى كل مجموعة منها، وفي كيفية تطور مرض السكري لديهم، وكذلك في احتمالات خطورة الإصابة بمضاعفات مرض السكري».
معالجة مبكرة
وعلى وجه الخصوص، كان لدى أفراد المجموعة الثالثة من مرضى السكري ارتفاع في احتمالات خطورة الإصابة بمرض الكلى السكري Diabetic Nephropathy مقارنة بأفراد المجموعتين الرابعة والخامسة. وكذلك كان أفراد المجموعة الثانية من مرضى السكري أعلى عُرضة للإصابة باعتلال شبكية العين الناجم عن مرض السكري Diabetic Retinopathy. وقد يُساعد هذا التصنيف الجديد في نهاية المطاف على تصميم وتوجيه المعالجة المبكرة للمرضى الذين سيستفيدون بشكل أكبر، وهو ما يُمثل الخطوة الأولى نحو تقديم معالجة طبية دقيقة لمرضى السكري. وقال الباحثون إن مرض السكري هو 5 أمراض منفصلة، ويُمكن وضع خطة المعالجة بشكل ملائم لكل مريض على حده، وهو ما وصفه بعض الباحثين الطبيين عند تعليقهم على نتائج هذه الدراسة بأنه بدء عصر «تفصيل المعالجة بما يُلائم حالة كل مريض».
مجموعات المرض
وأظهرت النتائج تصنيف مرضى السكري إلى 5 مجموعات مرضية، هي:
> المجموعة الأولى: مرضى «سكري المناعة الذاتية الشديد» Severe Autoimmune Diabetes، وهو الذي يُعرف بالنوع الأول من مرض السكري، أي الذي يُصيب صغار السن الذين يتمتعون بصحة جيدة ولكن يحصل لديهم اضطراب مفاجئ في عمل جهاز مناعة الجسم، مما يجعل «خلايا بيتا» في البنكرياس غير قادرة تماماً على إنتاج هرمون الإنسولين، وبالتالي تحصل لديهم الإصابة بمرض السكري.
> المجموعة الثانية: مرضى «سكري النقص الحاد في إنتاج الإنسولين»Severe Insulin - Deficient Diabetes، وهم الذين من بداية الأمر يكونون في حالة مشابهة لمرضى المجموعة الأولى، ولكن لا علاقة لإصابتهم بمرض السكري بحصول أي اضطراب في عمل جهاز مناعة الجسم، رغم وجود نقص شديد في إنتاج خلايا البنكرياس لهرمون الإنسولين.
> المجموعة الثالثة: مرضى «سكري المقاومة الشديدة لمفعول الإنسولين»Severe Insulin - Resistant Diabetes، وهؤلاء في الغالب تكون لديهم سمنة وزيادة في وزن الجسم، مما يُقلل بشكل كبير من فاعلية هرمون الإنسولين في التأثير على أنسجة الجسم لضبط مستوى السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية.
> المجموعة الرابعة: مرضى «السكري المعتدل ذو الصلة بالسمنة» Mild Obesity - Related Diabetes، وهؤلاء المرضى يكونون بدناء جداً ولكن من ناحية ضبط نسبة السكر في الدم يكونون أقرب إلى الأشخاص الطبيعين مقارنة بأفراد المجموعة الثالثة، أي إن حالة مرض السكري ليست شديدة لديهم، ويُمكن التحكم فيها بالحمية وبتناول أدوية خفض نسبة السكر في الدم عبر الفم.
> المجموعة الخامسة: مرضى «السكري المعتدل ذو الصلة بالعمر» Mild Age - Related Diabetes، وهؤلاء المرضى تنشأ لديهم أعراض مرض السكري مع تقدمهم في العمر، بخلاف المجوعات الأخرى التي يكون غالبية المرضى فيهم ليسوا متقدمين في العمر بدرجة شديدة، أي في الغالب إما أنهم صغار في السن أو متوسطو العمر.
وعلق البروفسور ليف غروب، أحد الباحثين المشاركين بالدراسة، قائلاً: «هذا التصنيف الجديد أمر بالغ الأهمية، ونحن نتخذ بهذا خطوة حقيقية إلى الأمام في ممارسة الطب الدقيق عند معالجة مرضى السكري. وعند إجراء تشخيص الإصابة بمرض السكري، فإن السيناريو المثالي هو إجراء هذا التقييم بهدف تقديم المعالجة الأفضل، ذلك أن هناك 3 أنواع شديدة وتتطلب معالجة مكثفة، ونوعين أخف منها».
مضاعفات متباينة
واستطرد قائلاً ما مفاده أن مرضى المجموعة الثانية يُصنفون وفق التقسيم الحالي لمرض السكري بأنهم مرضى النوع الثاني من السكري، وسبب المرض لديهم ليس السمنة؛ بل فشل البنكرياس في إنتاج الإنسولين، وبالتالي تجدر معالجتهم منذ البداية بطريقة مشابهة لمرضى النوع الأول من السكري، أي تلقي حقن الإنسولين وليس الأدوية الخافضة للسكر التي يتم تناولها عبر الفم. ومرضى المجموعة الثانية أكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات السكري في شبكية العين، ومرضى المجموعة الثالثة أكثر عُرضة للإصابة بمرض الكلى، وبالتالي يُمكن أن نستفيد من هذا التصنيف الجديد في الفحص المُعزز لشبكية العين أو وظائف عمل الكلى بما يُمكّن من التعرف المبكر على أي تدهور في أي منهما.
من جانبها، علقت البروفسورة فيكتوريا سالم، الطبيبة الاستشارية في «إمبريال كولدج» بلندن، قائلة: «هذا هو بلا شك التفكير المستقبلي حول السكري بصفته مرضا، وغالبية الاختصاصيين الطبيين يعلمون أن تصنيف السكري إلى النوع الأول والنوع الثاني ليس تقسيماً دقيقاً». وأضافت أن «هذه النتائج لتقييم مرضى السكري الاسكندنافيين أفرزت 5 مجموعات مختلفة منهم، ونحتاج إلى إجراء مزيد من التقييم لمرضى السكري في مجتمعات أخرى مثل آسيا وغيرها»، وهو الأمر الذي علق عليه أيضاً البروفسور سيدهيش كومار، أستاذ الطب الباطني في «كلية وايرويك للطب»، بالقول: «من الواضح أنها خطوة أولى، ونحتاج إلى أن نعرف ما إذا كانت معالجة هذه المجموعات بطريقة مختلفة ستؤدي إلى نتائج أفضل». وقالت الدكتورة إيملي بيرنز، من «جمعية مرض السكري» بالمملكة المتحدة: «هذه الدراسة تقدم خطوة واعدة نحو معرفة أدق حول مرضى النوع الثاني من السكري، ونحتاج إلى مزيد من المعرفة حول هذه التقسيمات الجديدة المقترحة».

* استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».