نساء غزة يكافحن من أجل توفير لقمة العيش لعائلاتهن

يشهد القطاع حصاراً خانقاً منذ أكثر من 11 عاماً

فلسطينية تعمل في الحقل في قطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطينية تعمل في الحقل في قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

نساء غزة يكافحن من أجل توفير لقمة العيش لعائلاتهن

فلسطينية تعمل في الحقل في قطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطينية تعمل في الحقل في قطاع غزة (إ.ب.أ)

بينما يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي في الثامن من مارس (آذار) من كل عام، تعيش السيدة الفلسطينية أجواء مختلفة، في ظل الظروف الحياتية والمعيشية الصعبة؛ خاصة في قطاع غزة الذي يشهد حصارا خانقا منذ أكثر من 11 عاما.
وتجبر الظروف الشاقة سيدات غزة على أن يكافحن بالعمل من أجل توفير لقمة عيش عائلاتهن.
ويعمل كثير من النساء في قطاع غزة لإعالة عائلاتهن في ظل الظروف الصعبة؛ حيث أظهرت مؤشرات المرأة في سوق العمل أنها بلغت 24.5 في المائة، فيما بلغ عدد الإناث من العاملات العاطلات عن العمل 69 في المائة، من بين 207 آلاف عاطل عن العمل. ووفقا لإحصائيات اطلعت عليها «الشرق الأوسط» من مراكز حقوقية، فإن النساء العاملات في الخدمات والبائعات في الأسواق بلغ نحو 18.2 في المائة، منهن 14.5 في المائة متزوجات.
وتشير الأرقام إلى أن معدل البطالة بين الجنسين في غزة وصل إلى 62 في المائة؛ لكنه يبلغ بين النساء وحدهن 50 في المائة، فيما وصلت مؤشرات الفقر إلى مستويات خطيرة بلغت 75 في المائة؛ حيث تتحمل النساء العبء الأكبر باعتبار أنهن أكثر الفئات تضررا، وفقا للدور التقليدي المنوط بهن، والمهام الملقاة على عاتقهن في الحياة الأسرية.
«أم محمود حجازي»، 53 عاما، تعمل منذ ما يزيد على 12 عاما في مجال الخياطة، لتفصيل الملابس النسائية داخل منزل عائلتها، بهدف إعالة نفسها وأبنائها الذين يبلغ عددهم خمسة، وهي المعيلة الوحيدة لهم، بعد أن فقدت زوجها منذ ذلك الحين.
تقول أم محمود لـ«الشرق الأوسط»، إنها تزوجت حين كانت تبلغ من العمر 19 عاما، وعاشت حياة صعبة إلى جانب زوجها الذي كان يعاني كثيرا على المستوى الصحي والمادي، قبل وفاته منذ نحو 14 عاما بسبب مرض السرطان الذي نهش جسده، فتحملت مبكرا مسؤولية تدبير حياتها وأبنائها الذين يكبرون مع مرور الزمن.
وتشير إلى أن ابنتها البكر «فاتن» امتهنت على يدها فن الخياطة، حتى أصبحت تمثل بالنسبة لها الساعد الأيمن لها، لتكافح معها جنبا إلى جنب، من أجل توفير لقمة العيش للعائلة، وضمان مستقبلهم دون أن يمدوا يد العوز إلى الناس.
وتضيف: «كرست حياتي من أجل أبنائي، وأصبح هدفي الوحيد تأمين لقمة العيش لهم والحفاظ عليهم والعمل على تعليمهم، لضمان مستقبلهم». مشيرة إلى أنها تضطر للعمل لساعات طويلة على ماكينة الخياطة الوحيدة التي تملكها، وتساعدها فيها ابنتها من أجل كسب بعض المال.
وأشارت إلى أن كثيرا من السيدات يلجأن إليها لخياطة العباءات والملابس المختلفة، رغم وجود أنواع مختلفة من «الموضة»، وأنها تشتري الأقمشة اللازمة لذلك بناء على طلب صاحبة الملابس، وليس من تلقاء نفسها، وتعمل على خياطة ملابس تحاكي «الموضة» في الوقت الحالي؛ لكنها بسعر أرخص من الجاهزة في المحال؛ مشيرة إلى أن ما تتحصل عليه يصل إلى ما بين 25 إلى 30 شيقلاً فقط (ما يعادل أقل من 9 دولارات) في كل قطعة تعمل على خياطتها، وهو أقل بكثير مما يدفع للمحال مقابل القطع الجاهزة.
وفي صورة أخرى لواقع السيدات في غزة، نجحت «أم أنور صلاح» البالغة من العمر 37 عاما، في الاتفاق مع عدة محال بمدينة غزة لتوفير المعجنات والخبز المنزلي لهم، لبيعها للمواطنين الذين يرغبون في شرائها؛ بدلا من التي يتم إعدادها في المخابز.
ويرغب كثير من المواطنين، خاصة الموظفين منهم أو ممن زوجاتهم موظفات، في شراء المعجنات والخبز المنزلي، بدلا من الجاهز في المخابز. حيث تشير «أم أنور» في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن عملها بات عليه إقبال أكبر، وبعض المحال طلبت منها توسيع أعمالها؛ مشيرة إلى أنها تحقق دخلا ماديا جيدا يمكنها من توفير احتياجات منزلها بشكل دائم.


مقالات ذات صلة

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

ينطلق منتدى المرأة العالمي دبي 2024 اليوم ويناقش محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي ويبحث اقتصاد المستقبل والمسؤوليات المشتركة.

مساعد الزياني (دبي)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.