39 قتيلاً في تحطم طائرة نقل عسكرية روسية قرب حميميم

موسكو استبعدت تعرضها لهجوم وفتحت تحقيقاً

طائرة نقل عسكرية روسية من طراز «أنطونوف 26» في فيتنام شبيهة بالطائرة التي سقطت في سوريا أمس (أ.ب)
طائرة نقل عسكرية روسية من طراز «أنطونوف 26» في فيتنام شبيهة بالطائرة التي سقطت في سوريا أمس (أ.ب)
TT

39 قتيلاً في تحطم طائرة نقل عسكرية روسية قرب حميميم

طائرة نقل عسكرية روسية من طراز «أنطونوف 26» في فيتنام شبيهة بالطائرة التي سقطت في سوريا أمس (أ.ب)
طائرة نقل عسكرية روسية من طراز «أنطونوف 26» في فيتنام شبيهة بالطائرة التي سقطت في سوريا أمس (أ.ب)

قتل 39 شخصاً كانوا على متن طائرة نقل عسكرية روسية من طراز «أنطونوف26» تحطمت أمس، على بعد مئات الأمتار من مدرج الهبوط في قاعدة «حميميم»، في أسوأ خسارة يتعرض لها الجيش الروسي منذ بدء التدخل العسكري المباشر في سوريا نهاية سبتمبر (أيلول) 2015.
وكانت الطائرة المخصصة لنقل الأفراد والمعدات تستعد للهبوط في مطار «حميميم» لكن قائدها فقد السيطرة عليها لأسباب لم يكشفها التحقيق الأولي أمس، ما أدى إلى اصطدامها بالأرض على بعد 500 متر من مدرج الهبوط، واشتعال النيران فيها. وأكدت وزارة الدفاع فور وقوع الحادث مقتل 33 شخصا كانوا على متنها بالإضافة إلى 6 أشخاص هم أفراد طاقم الطائرة.
وأعلن مكتب المدعي العام العسكري فتح تحقيق لكشف ملابسات الحادث، في وقت سارعت فيه وزارة الدفاع إلى استبعاد فرضية أن تكون الطائرة تعرضت لنيران أرضية، وقالت إن الفرضية الأساسية هي تعرضها لخلل فني مفاجئ.
وأعلن الكرملين أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بالحادث، وأن الأخير أمر بإجراء أوسع تحقيق.
وتعد هذه أسوأ خسارة تمنى بها القوات العاملة في سوريا، وثاني أسوأ ضربة تتعرض لها روسيا منذ مقتل 92 شخصا في حادث تحطم طائرة نقل عسكرية من طراز «توبوليف154» قرب سوتشي في نهاية 2016 أثناء توجهها إلى سوريا وعلى متنها فرقة موسيقية كانت تستعد لأحياء حفلات رأس السنة في قاعدة «حميميم».
وكانت «أنطونوف26» تعمل ضمن قوات الجيش السادس التابع للقوات الجوية الروسية، التي تم إرسالها إلى سوريا مع بداية التدخل العسكري، ولفتت مصادر عسكرية إلى أنها أقلعت صباح أمس من مطار كويرس العسكري قرب حلب ونفذت هبوطين في موقعين عسكريين قبل توجهها في رحلتها الأخيرة إلى «حميميم». ورغم أن وزارة الدفاع تجنبت حتى مساء أمس نشر لائحة بأسماء ركاب الطائرة خلافا لعادتها في حوادث سابقة، فإن مصادر روسية أفادت بأن غالبيتهم من العسكريين وبينهم «عدد من المدنيين»، من دون تحديد ما إذا كانوا روساً أم سوريين.
وتعد طائرات النقل العسكري من طراز «أنطونوف26» التي صنعت في أوكرانيا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، الأوسع انتشارا للاستخدام العسكري في روسيا وبلدان الرابطة المستقلة، خلال سنوات طويلة. ووفقا لمعطيات، تملك روسيا منها حاليا عشرات الطائرات التي يعمل جزء منها في سوريا. وهي مخصصة لأغراض شحن المعدات والأفراد للمسافات القصيرة والمتوسطة.
وبتحطم «أنطونوف26» تكون روسيا خسرت منذ بداية تدخلها المباشر في سوريا 14 مقاتلة ومروحية، وفقا للمعطيات الرسمية التي أعلنتها وزارة الدفاع، بالإضافة إلى 10 طائرات أخرى أعلنت وسائل إعلام عن تحطمها، لكن وزارة الدفاع تجنبت تأكيد المعطيات المتداولة بشأنها. وكان أحدث تحطم لمقاتلة روسية وقع في 3 فبراير (شباط) الماضي عندما تحطمت مقاتلة من طراز «سوخوي25» وقتل قائدها بعد تعرضها لنيران أرضية في محيط مدينة إدلب.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.