زيارات المشاهير لمصر... رهان قوي للترويج السياحي

زيارات المشاهير لمصر... رهان قوي للترويج السياحي
TT

زيارات المشاهير لمصر... رهان قوي للترويج السياحي

زيارات المشاهير لمصر... رهان قوي للترويج السياحي

قبل عام من الآن؛ استقبلت القاهرة نجم كرة القدم ليونيل ميسي، لاعب فريق برشلونة الإسباني والمنتخب الأرجنتيني، الذي شارك في حملة علاجية ضد «فيروس سي» لإحدى الشركات، وعلى هامشها قام بزيارة الأهرام وبعض المعالم السياحية، حيث انتشرت صورته بجوار الهرم على آلاف صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ومنذ تلك الزيارة، وعلى مدار عام كامل، أصبحت دعوة مشاهير العالم، واجتذاب النجوم في عالم الفن والرياضة، اتجاها في مصر بهدف التنشيط السياحي للبلاد، ورهانا لتحقيق انتعاشة للقطاع السياحي. وانعكست الترجمة العملية لهذا الاتجاه قبل أسابيع بزيارة نجم كرة القدم البرازيلية ونجم فريق ريال مدريد السابق روبرتو كارلوس، الذي شارك في إحدى القوافل الطبية بمنطقة «عزبة الهجانة» ضمن مبادرة «مصر خالية من فيروس سي 2020»، وذلك برعاية وزارة الصحة والسكان المصرية وإحدى شركات الأدوية، للمساهمة في نشر التوعية والكشف والعلاج المجاني على مرضى «فيروس سي»، بعدما أصبحت مصر أهم دول العالم في علاج هذا المرض، وقبلة للسياحة العلاجية.
ومن قبله حل مواطنه لاعب كرة القدم العالمي رونالدينيو إلى القاهرة في زيارة لمصر للترويج للسياحة العلاجية ضمن حملة «تور أند كيور» للسياحة العلاجية في مصر وعلاج «فيروس سي»، وهي الحملة ذاتها التي استقبلت اللاعب ليونيل ميسي.
وبخلاف الرياضة، استقبلت القاهرة في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي اثنين من أشهر حاملي الأرقام القياسية في العالم، وهما أطول رجل في العالم «سلطان كوسين»، وأقصر امرأة في العالم «جيوتي أمجي»، اللذان اجتمعا لأول مرة على أرض مصر. وهي الزيارة التي قامت باستغلالها هيئة تنشيط السياحة المصرية، من خلال عقد مؤتمر عالمي جمع صاحبي الرقمين (الأطول والأقصر)، بالتعاون مع موسوعة غينيس، وبمشاركة بعض من حاملي الأرقام القياسية من مصر.
وثمنّ أحمد مقلد، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشريك الرسمي لغينيس للأرقام القياسية العالمية بمصر (بي بريميام)، زيارة الضيفين، لكونهما يعدان من أشهر حاملي الأرقام القياسية حول العالم، بل والأكثر متابعة من جانب قراء كتاب الموسوعة وزوار موقعها الإلكتروني بجميع اللغات.
وفي زيارة شبيهة، حضرت فيكتوريا لوبيروفا، ملكة جمال روسيا لعدة أيام في مصر مطلع العام للترويج للسياحة بمصر، حيث زارت الأهرامات في إطار جولاتها بصفتها سفيرة للنوايا الحسنة للتسويق لبطولة كأس العالم روسيا 2018.
وتعليقا على هذه الزيارات المتتابعة؛ يقول الخبير السياحي، وليد البطوطي لـ«الشرق الأوسط»: «زيارات المشاهير ونجوم العالم إلى مصر تهدف في المقام الأول إلى تنشيط السياحة، وهو اتجاه بالفعل يؤتي ثماره، فهم لهم متابعون بصفة شخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقدرون بالملايين، ومع نشر هؤلاء النجوم لصورهم في أشهر الأماكن السياحية كالأهرامات والمعابد والمنتجعات، ونشرها من خلال صفحاتهم فهذا يكون له عامل إيجابي للغاية».
وعن أبرز هذه الزيارات، أوضح «البطوطي»، والملقب بـ«مرشد المشاهير»، لكونه اصطحب كثيرا منهم في جولاتهم بمصر، أن زيارة نجم هوليوود ويل سميث كانت ناجحة للغاية، فقد كتب على حساباته بمواقع التواصل مشيدا بمصر وبما شاهده ونشر صورته أمام الأهرامات، مؤكدا أنه سيعود مجددا لزيارة معالم مصر، وهو ما كان له صدى كبير لدى جمهوره حول العالم.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».