باسيل في معقل فرنجية: زغرتا ليست حكراً على أحد

TT

باسيل في معقل فرنجية: زغرتا ليست حكراً على أحد

أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أن زيارته إلى مدينة زغرتا مسقط رأس النائب سليمان فرنجية «ليست استفزازية»، معتبرا أن هذه المدينة «ليست حكراً على أحد». وشدد على أن «التيار الوطني الحرّ بدأ يستعد في زغرتا».
وأشار باسيل في مؤتمر صحافي عقده في زغرتا أمس، إلى أن «اللبنانيين المنتشرين في الخارج سيكون لهم ستة نواب في الدورة الانتخابية المقبلة، لأن الانتشار بات جزءاً أساسياً من الوطن والحياة السياسية». ورأى أن «هذا الأمر ستكون له تداعيات إيجابية في المستقبل، لأنه يمثل بداية عودة المنتشرين إلى لبنان، من خلال حقوقهم وجنسيتهم وإمكاناتهم، وهذا أهم شيء قام به (التيار الوطني الحر) في السنوات الأخيرة».
وقال باسيل: «مستمرون في العمل من أجل حقوق اللبنانيين، لأننا لا نأتي إلا بالخير إلى الوطن»، مشدداً على أن «التيار الوطني الحر يستعيد اليوم نشاطه في قضاء زغرتا، ليكون على كل مساحة الوطن، وهو مشروع لبناني صرف»، لافتاً إلى أن زغرتا «أنجبت على مر التاريخ كثيرا من الأبطال الذين دافعوا عنها، واليوم لا يمكن إلا أن نستذكر شهداء سقطوا من أجل لبنان مثل الوزير الراحل طوني فرنجية والرئيس الراحل رينيه معوض، وهما شهيدان من عائلتين كبيرتين سقطا من أجل لبنان».
وتشهد العلاقة بين «التيار الوطني الحرّ» برئاسة باسيل، وتيّار «المردة» برئاسة النائب سليمان فرنجية، تراجعاً كبيراً منذ الانتخابات الرئاسية، التي كان فرنجية أبرز مرشحيها في مواجهة رئيس الجمهورية ميشال عون، على خلفية رفض عون للتسوية التي كان قدّمها الرئيس سعد الحريري لانتخاب فرنجية والخروج من أزمة الفراغ الرئاسي. وهذا التراجع سيترجم بمواجهة انتخابية بين الطرفين في شمال لبنان.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.