بوتين: سوريا أظهرت تفوقنا العسكري... وجربنا 80 صاروخاً جديداً

موسكو تتحدث عن 20 قاعدة عسكرية أميركية في مناطق سيطرة الأكراد

TT

بوتين: سوريا أظهرت تفوقنا العسكري... وجربنا 80 صاروخاً جديداً

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحرب في سوريا أظهرت تطور القدرات العسكرية الروسية، وفاخر خلال خطابه السنوي أمس أمام الهيئة الاشتراكية الروسية بامتلاك روسيا تقنيات فائقة قال إن بعضها تمت تجربته بنجاح في سوريا.
وفي إطار عرض القدرات العسكرية الحديثة، قال بوتين إن موسكو جربت بنجاح نحو 80 من طرازات الصواريخ المتطورة في سوريا. وزاد أن «العالم كله رأى قدراتنا وبات يعرف أسماء الصواريخ والتقنيات الروسية الأخرى التي نفذت مهمات مهمة».
وكشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن اثنتين من أحدث المقاتلات الروسية من الجيل الخامس «سوخوي 57» نفذتا «برنامج اختبار قتالي ناجح في سوريا».
وكانت وسائل إعلام تناقلت صور للمقاتلة الروسية الحديثة في سوريا، وقال شويغو: «بالفعل كانتا هناك لفترة قصيرة، فقط ليومين. وخلال هذا الوقت نفذتا برنامج الاختبار، بما في ذلك اختبار قتالي مباشر. وبوسعي القول إن الاختبار جرى بنجاح وعادت الطائرتان إلى الوطن قبل أسبوع».
إلى ذلك، أعلن مساعد سكرتير مجلس الأمن الروسي لشؤون الأمن الدولي ألكسندر فينيديكتوف، أن عودة الاستقرار والسلام إلى سوريا يعيقه التدخل الخارجي في الأزمة السورية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الحكومية عن فينيديكتوف أن «وجود 20 قاعدة عسكرية أميركية في منطقة سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية يشكل مثالا واضحا على العقبات التي يشكلها التدخل الخارجي».
وزاد أن «المسلحين يتنقلون بحرية أمام أعين العسكريين الأميركيين في منطقة التنف بسوريا، علما أن المنطقة مغلقة أمام قافلات مساعدات الأمم المتحدة»، موضحا: «الوضع محير أيضا عندما تحتل الولايات المتحدة عمليا، منطقة بطول 55 كيلومترا حول التنف على الحدود السورية - الأردنية. في هذه المنطقة يوجد مخيم الركبان للاجئين، حيث يتنقل المسلحون أمام أعين القوات المسلحة الأميركية».
وكانت وكالات غربية أشارت إلى أن الولايات المتحدة تستعد لإنشاء قاعدة جديدة لقواتها في سوريا على بعد 60 - 70 كيلومترا من قاعدة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في التنف.
من جهة أخرى، أعلن المسؤول الروسي أن «الإرهابيين في سوريا انتقلوا من العمليات القتالية الواسعة النطاق إلى تكتيك حرب العصابات». وقال فينيديكتوف: «داعش على الأراضي السورية تلقت أضراراً جسيمة. وفي هذه الظروف انتقل الإرهابيون من العمليات القتالية الواسعة النطاق إلى تكتيك حرب العصابات». ورأى إن الأميركيين «عبر تقديم الأسلحة الحديثة للأكراد وتشجيعهم على الانفصال استفزوا تركيا للقيام بالعملية العسكرية في عفرين السورية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.