دوائر حكومية ألمانية تتعرض لهجوم معلوماتي «مستمر»

مصادر أمنية حمّلت مجموعة تجسس روسية المسؤولية

TT

دوائر حكومية ألمانية تتعرض لهجوم معلوماتي «مستمر»

أعلنت لجنة الاستخبارات في البرلمان الألماني، أمس، أن الشبكة المعلوماتية الخاصة بالحكومة تتعرض لهجوم إلكتروني «مستمر»، لكنّها لم تؤكد تقريرا صحافيا ذكر أن قراصنة روسا يقفون وراء الهجوم.
وقال آرمين شوستر، رئيس اللجنة، إنه «هجوم إلكتروني حقيقي على أجزاء من النظام الحكومي. إنها عملية مستمرة، هجوم مستمر»، مضيفا أنه لا يمكن الكشف عن مزيد من التفاصيل تجنّبا لنقل معلومات حساسة للمهاجمين، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبه، قال وزير الداخلية توماس دو ميزيير، إن عملية القرصنة «هجوم تقني متطور تم التخطيط له منذ مدة»، مؤكدا السيطرة عليه. وأضاف أن الهجوم الذي تمّ باحتراف رفيع المستوى راقبته الأجهزة الأمنية لمعرفة أسلوبه وأهدافه.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، التي كانت أول من نشرت خبر الهجوم الأربعاء (أول من أمس) عن مصادر أمنية لم تسمها، أن الجهة التي تقف وراء الهجوم هي على الأرجح مجموعة التجسس الإلكتروني الروسية «سنيك». وكانت الوكالة قد وجهت أصابع الاتهام في وقت سابق إلى مجموعة القراصنة المعروفة بـ«إيه بي تي - 28»، المتهمة بالهجمات على حملة هيلاري كلينتون الرئاسية عام 2016 وعلى النظام المعلوماتي للبرلمان الألماني في 2015.
وذكر التقرير أن السلطات الأمنية الألمانية لم تكتشف التجسس الإلكتروني حتى ديسمبر (كانون الأول) الماضي بحسب الوكالة الألمانية، التي أضافت أن القراصنة اخترقوا أنظمة وزارتي الخارجية والداخلية. واشتكى كونستانتين فون نوتس، نائب رئيس اللجنة، من أنه «من غير المقبول إطلاقا» أن يعلم أعضاء هيئة المراقبة عن الهجوم عن طريق وسائل الإعلام. كما حذّر مسؤولون أمنيون كبار مرارا خلال الحملة الانتخابية في ألمانيا عام 2017 من أن قراصنة روسا ربما يسعون للتأثير على الانتخابات أو عرقلتها.
وفيما لم يكن لدى السلطات دليل ملموس على ذلك، وجّهت أصابع الاتهام في هجوم البرمجيات الخبيثة الذي شل شبكة البوندستاغ عام 2015 لأيام، إلى مجموعة «إيه بي تي - 28» المعروفة أيضا بـ«فانسي بير» أو «سوفاسي». واستهدف الهجوم 17 غيغابايت من البيانات التي يخشى المسؤولون من احتمال استخدامها لابتزاز نواب أو الإساءة إليهم.
وفي هجوم منفصل، تلقّت العديد من الأحزاب السياسية الألمانية في سبتمبر (أيلول) 2016 رسائل إلكترونية تدّعي أنها من مقر حلف شمال الأطلسي، تحتوي على رابط يقوم بتنزيل برنامج تجسس على حواسيب الضحايا.
وقد تركت الرسائل الإلكترونية تأثيرا على عمليات للحزب، منها شبكة إقليمية للاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، ومكاتب فيدرالية تابعة للحزب اليساري المتطرف «دي لينكه».
ووسط تصاعد وتيرة الهجمات، أنشأت وزارة الدفاع الألمانية العام 2016 قسما إلكترونيا لتنسيق الرد على الهجمات الإلكترونية. وسعت ميركل لتحضير المواطنين الألمان للتعامل مع الهجمات الإلكترونية، قائلة إن على الناس «ألا يسمحوا لأنفسهم بأن ينزعجوا» من تلك العمليات المارقة. وقالت: «يجب أن تدركوا أن شيئا كهذا موجود، وأن تتعلموا التعايش معه».


مقالات ذات صلة

بعد قرار تشاد وتصريحات السنغال... هل يُغير الفرنسيون تحالفاتهم الأفريقية؟

تحليل إخباري الرئيس الفرنسي ونظيره النيجيري في باريس قبل أيام (رويترز)

بعد قرار تشاد وتصريحات السنغال... هل يُغير الفرنسيون تحالفاتهم الأفريقية؟

طُرد الجنود الفرنسيون في السنوات الأخيرة من مالي ثم بوركينا فاسو والنيجر، وأخيراً من تشاد.

الشيخ محمد (نواكشوط )
تكنولوجيا «سيبراني» التابعة لـ«أرامكو» الرقمية كشفت عن منتجات تطلق لأول مرة لحماية القطاعات الحساسة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:27

لحماية الأنظمة محلياً ودولياً... «أرامكو» تطلق لأول مرة منتجات سيبرانية سعودية

أعلنت شركة «سيبراني» إحدى شركات «أرامكو» الرقمية عن إطلاق 4 منتجات سعودية مخصّصة لعوالم الأمن السيبراني.

غازي الحارثي (الرياض)
تكنولوجيا فعالية «بلاك هات 2024» تهدف لتمكين خبراء الأمن السيبراني عالمياً عبر ورش وتحديات تقنية مبتكرة (بلاك هات)

فعالية «بلاك هات» تعود في نسختها الثالثة بالرياض بجوائز تفوق مليوني ريال

بمشاركة عدد كبير من الشركات السعودية والعالمية والشخصيات الرائدة في المشهد السيبراني.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد الهجمات الإلكترونية تكلف الشركات 1.9 % من إيراداتها في المتوسط (رويترز)

الهجمات الإلكترونية تكلف الشركات البريطانية 55 مليار دولار في 5 سنوات

قالت شركة «هاودن» لوساطة التأمين، إن الهجمات الإلكترونية كلفت الشركات البريطانية نحو 44 مليار إسترليني (55.08 مليار دولار) في السنوات الخمس الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا حذّرت شركة «فورتينت» من تهديدات سيبرانية متزايدة استهدفت انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 (أدوبي)

تقرير استخباراتي: تزايد التهديدات السيبرانية خلال الانتخابات الأميركية

بيّن التقرير تسجيل أكثر من 1000 نطاق وهمي جديد يحمل محتوى انتخابياً منذ بداية عام 2024، يستهدف خداع الناخبين.

نسيم رمضان (لندن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».