أعلن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أمس، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيبدأ، اعتباراً من 7 مارس (آذار)، زيارة للندن تلقى اهتماماً كبيراً من الحكومة البريطانية، وتؤكد عمق العلاقات التي تجمع المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وقال مكتب ماي إن زيارة ولي العهد السعودي تمثل منصة لتعزيز العلاقات الثنائية، وإنها ستشمل إجراء محادثات حول الشراكة الاقتصادية والأمنية. ومن المتوقع أن يعقد الأمير محمد بن سلمان خلال هذه الزيارة محادثات مع رئيسة الوزراء ماي، كما سيلتقي عدداً من وزراء الحكومة البريطانية.
وأشادت ماي، في تصريحات وزعها مكتبها، بالعلاقات الاقتصادية والأمنية بين لندن والرياض، وقالت إن «الشراكة بين المملكة المتحدة والسعودية تساعد بالفعل في جعل بلدينا أكثر أماناً، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية التي أنقذت حياة مواطنين بريطانيين، وأكثر ازدهاراً من خلال توفير آلاف فرص العمل في المملكة المتحدة، وفتح فرص هائلة للشركات البريطانية في السعودية. وزيارة ولي العهد تؤسس منصة لتعزيز هذه العلاقات».
وتابعت رئيسة الوزراء أن «السعودية تمر الآن بمرحلة من التغيير، فقد شهدنا قرارات صدرت أخيراً للسماح للنساء بقيادة السيارات، اعتباراً من يونيو (حزيران) من العام الحالي، واستهداف أن تمثل المرأة السعودية ثلث نسبة القوى العاملة في المملكة بحلول 2030، والتوجه نحو تطوير قطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة. وهذه جميعها قطاعات تعتبر المملكة المتحدة رائدة عالمياً فيها، وتتوافر فيها فرص جديدة للتعاون بين بلدينا».
وأضافت: «كما أن علاقاتنا المتينة مع السعودية تتيح لنا الحديث بصراحة وبشكل بناء حول مواضيع تثير القلق لدى بلدينا، كأمن المنطقة والصراع في اليمن».
واعتبرت ماي أن رؤيتها لبريطانيا العالمية «هي أننا بلد منفتح على الخارج، ونعزز علاقاتنا في أنحاء العالم وندافع عن قيمنا، ولسنا منطوين على أنفسنا رافضين للتواصل مع الآخرين. وزيارة ولي العهد هي فرصة لفعل ذلك تحديداً لما هو في مصلحة شعبنا والشعب السعودي».
بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في تغريدة على «تويتر»، إنه يتوق للترحيب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في بريطانيا، معتبراً زيارته فرصة لعقد مناقشات بناءة حول السياسة الخارجية ودعم البرنامج الإصلاحي.
وتأتي هذه الزيارة لتبني على زيارة رئيسة الوزراء البريطانية إلى السعودية في الخريف الماضي، وهي إيذان ببدء حقبة جديدة من العلاقات الثنائية التي تركز على شراكة تحقق فوائد واسعة النطاق لكل من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، كما ذكر مكتب ماي في بيان.
وتابع البيان: «سنعزز التعاون فيما بيننا لمواجهة تحديات دولية، كالإرهاب والتطرف، والصراع والأزمة الإنسانية في اليمن، وغير ذلك من قضايا المنطقة، مثل العراق وسوريا».
وستكون هذه أول زيارة يقوم بها ولي العهد إلى المملكة المتحدة منذ مبايعته في يونيو 2017، ومنذ مضي السعودية في برنامج كبير للإصلاح المحلي، شمل رفع الحظر على قيادة النساء للسيارات اعتباراً من يونيو المقبل، والسماح لهن بحضور فعاليات رياضية كبيرة، والسماح بفتح دور السينما في المملكة. كما لفت بيان رئاسة الوزراء إلى خريطة الطريق المتمثلة بـ«رؤية 2030»، التي طرحتها السعودية لتحفيز اقتصاد المملكة، وتحويلها إلى مركز عالمي للاستثمار، مشيراً إلى أن ذلك سيوفر فرصاً للشركات البريطانية للمساعدة في تحقيق الرؤية في مجالات كالتعليم والترفيه والرعاية الصحية.
وتابع البيان أن هذه الزيارة تتيح فرصة لبحث السبل التي تمكن السعودية، بالعمل مع حي المال في مدينة لندن، من تحقيق أهدافها.
وتربط السعودية وبريطانيا علاقات أمنية تاريخية راسخة. وبفضل التعاون البريطاني - السعودي، نجحت بريطانيا في إحباط اعتداءات إرهابية، وذلك يمثل جزءاً أساسياً من الجهود الدولية لهزيمة «داعش». وكانت السعودية واحدة من أوائل الدول التي شاركت في الضربات الجوية ضد «داعش» في سوريا، كما أنها تشارك في قيادة جهود التحالف الدولي لتجفيف مصادر تمويل التنظيم الإرهابي.
إلى ذلك، يشمل برنامج تعاون دفاعي واسع النطاق قطاعات القوات السعودية كافة، وأكثر من 250 من منتسبي القوات البريطانية يعملون في المملكة. كما يزور السعودية 100 ألف معتمر بريطاني كل عام لأداء العمرة، إلى جانب 23 ألفاً من الحجاج البريطانيين الذين يؤدون فريضة الحج كل عام.
وعلى مستوى العلاقات التجارية، شهد التبادل البريطاني - السعودي في السنوات الخمس الماضية زيادة فاقت 2.3 مليار جنيه إسترليني. وفي عام 2016، بلغ حجم التجارة من سلع وخدمات نحو 9 مليارات جنيه. وتعتبر السعودية منذ عام 2010 ثالث أكبر الأسواق نمواً للصادرات البريطانية، وثالث أكبر الأسواق نمواً بالنسبة إلى السلع التي تستوردها المملكة المتحدة. كما تعتبر المملكة المتحدة ثاني أكبر مستثمر أجنبي تراكمي في السعودية بعد الولايات المتحدة. وهناك نحو 300 مشروع بريطاني - سعودي مشترك، فيما تبلغ القيمة الإجمالية للاستثمارات نحو 17.5 مليار دولار.
واجتماعياً، توجد في السعودية 90 مدرسة تدرس مناهج دولية، وتطبق امتحانات بريطانية، وتمنح أكثر من 130 ألفاً من المؤهلات البريطانية في السعودية كل عام. كما يدرس في المملكة المتحدة 15 ألف طالب سعودي. وفي 2016، كانت المملكة المتحدة البلد الأكثر استقطاباً للزائرين في أوروبا الغربية من دول مجلس التعاون الخليجي، وكان نحو 20 في المائة من الزوار من السعودية. ويبلغ متوسط ما ينفقه الزوار السعوديون إلى المملكة المتحدة 2.370 جنيهاً إسترلينياً في كل زيارة. ومن المتوقع أن ينمو عدد الزيارات عموماً من السعودية إلى المملكة المتحدة بنسبة 20 في المائة بين 2016 و2020.
لندن: زيارة ولي العهد السعودي تدشن حقبة جديدة في العلاقات
رئيسة الوزراء البريطانية أشادت بالتعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين
لندن: زيارة ولي العهد السعودي تدشن حقبة جديدة في العلاقات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة