قال باحثون في جامعة كولومبيا الأميركية إن «كيوبيد» إذا أراد أن يدفع الطيور المغردة إلى الوقوع في الحب فعليه أن يتوجه إلى عقولها بدلا من قلوبها، إذ ظهر أن هذه الطيور المغردة التي تعيش أزواجا مدى الحياة، تمتلك عقلا مكيفا للتعايش مع شريكة حياتها الأبدية.
وعلى سبيل المثال فإن ذكر العصفور الدوري أو الحسون، وهو من الطيور المغردة يتعلم أغنية أبيه، وكذلك تتعلم الأنثى أغنية أبيها، إلا أنها لا تغني مثل الذكر. وقال العلماء إن الأنثى تقّيم الأغنية وتتحول إلى ناقد، وهي تحلل كل ثنايا أغنية الذكر ثم تقرر التزاوج معه.
وقال العلماء إن دراستهم لدماغ العصفور الدوري تشير إلى أن كلا من الجنسين يستخدم ما أطلقوا عليه «نظام التحكم بالصوت» لتحويل الموجات الصوتية إلى رسائل اجتماعية تسهل عليها اختيار الشريك. وقالت سارة وولي العالمة في علوم الأعصاب في الجامعة إن هذا النظام متطور لدى الجنسين إلا أن تشبيك أعصاب الدماغ يختلف لديهما، إذ وجد الفريق اختلافات كبيرة بين دماغي الذكر والأنثى لدى العصافير الدورية.
وكان الفريق يدقق في النظم الصوتية لعدد من الطيور المغردة لفهم عمليات التعلم والأداء وطريقة تحليلها للأغاني.
وأظهرت النتائج أن أنثى الطير المغرد تفضل الأغاني المفصلة الحاوية على أكثر عدد من المقاطع.
وقالت الباحثة الأميركية إن «سحر الطيور المغردة يكمن في أن وسيلة تعلم الأداء الصوتي لديها لا يمكن العثور عليها إلا نادرا لدى الحيوانات، إذ لا تمتلكها القرود ولا القوارض. إلا أن الإنسان قادر على التغريد».
وقال الباحثون إن دراستهم قد تفتح الطريق لفهم دور الأصوات في نشوء اللغة لدى الإنسان.
عقل الطيور المغردة مجبول على الحب
عقل الطيور المغردة مجبول على الحب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة