إسرائيل تقصف 18 هدفاً لـ{حماس} وتقتل شابين... ومصر تتدخل

جيش الاحتلال يغير قواعد اللعبة ويستهدف من يقترب من الحدود بعد «فخ العبوة»

دبابات إسرائيلية تموضعت عند «كيبوتس نير عام» قرب الحدود مع غزة حيث جرى قتل فلسطينيين اثنين (أ.ف.ب)
دبابات إسرائيلية تموضعت عند «كيبوتس نير عام» قرب الحدود مع غزة حيث جرى قتل فلسطينيين اثنين (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تقصف 18 هدفاً لـ{حماس} وتقتل شابين... ومصر تتدخل

دبابات إسرائيلية تموضعت عند «كيبوتس نير عام» قرب الحدود مع غزة حيث جرى قتل فلسطينيين اثنين (أ.ف.ب)
دبابات إسرائيلية تموضعت عند «كيبوتس نير عام» قرب الحدود مع غزة حيث جرى قتل فلسطينيين اثنين (أ.ف.ب)

قتلت إسرائيل شابين في قطاع غزة، أمس، بعد سلسلة غارات مكثفة استهدفت بنى تحتية لحركة حماس وفصائل أخرى، ردا على تفجير عبوة ناسفة على الحدود خلفت 4 إصابات بين جنودها. وضربت إسرائيل ما مجموعه 18 هدفاً قالت إنها «استثنائية».
وقال منسق الحكومة الإسرائيلية يوآف بولي مردخاي إن الأهداف تنوعت بين مواقع للتشكيلات العسكرية الخاصة بحماس، وبنى تحتية لإنتاج الوسائل القتالية والتدريبات، ومواقع مراقبة.
وأعلن مردخاي عن تغيير مهم في التعامل مع المظاهرات الشعبية على الحدود، محذرا أي متظاهرين من الاقتراب. وقال إن الجيش الإسرائيلي ينظر «بخطورة إلى محاولة حماس تنظيم مظاهرات شعبية وعفوية مزعومة، بهدف تحويل منطقة الجدار الحدودي إلى ساحة مواجهة واستغلالها لارتكاب اعتداءات إرهابية تؤدي إلى زعزعة الاستقرار».
وحمل مردخاي حماس المسؤولية عن حادث تفجير العبوة وتداعياته، «بالإضافة إلى كل ما يجري وينطلق من قطاع غزة فوق الأرض وتحتها».
وكانت عبوة ناسفة انفجرت في مجموعة من الجنود الإسرائيليين مساء السبت الماضي، عندما كانوا يهمون بإزالة علم فلسطيني زرع على الحدود.
وقال الناطق العام بلسان الجيش العميد رونين مانيليس للصحافيين، إنه تم زرع العبوة الناسفة في إطار المظاهرات التي شهدتها الحدود مع قطاع غزة الجمعة الماضي.
واتضح لاحقا أن شبانا ربطوا العبوة الناسفة بالعلم في محاولة لاستدراج الجيش.
وتعد هذه أعنف سلسلة قصف إسرائيلية منذ حرب عام 2014.
وقتل الشابان بنيران دبابة إسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي إن دبابة استهدفت أشخاصا اشتبهت القوات بأنهم يحاولون عبور الحدود إلى الأراضي الإسرائيلية.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إن جثماني الشابين بسام محمد صباح «أبو غيث» (17 عاما)، وعبد الله أيمن أبو شيخة (17 عاما) وصلا إلى «مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار» بمدينة رفح.
ويعد قتل إسرائيل للشابين مؤشرا جديدا على قواعد مختلفة، تقضي بإطلاق النار على كل من يقترب من الحدود. وتضمن القصف العنيف على غزة، تدمير نفق نوعي يجتاز الحدود من قطاع غزة إلى إسرائيل. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن طائراته دمرته تماما.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد بدأت حماس بحفر النفق منذ عام 2014، وكان مخصصا لشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية.
وردت جهات لم تعرف بإطلاق صاروخ ألحق أضراراً بمنزل في مستوطنة «شاعر هنيغف» قريب من قطاع غزة.
وجاءت الهجمات المكثفة على غزة بعد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالرد على تفجير العبوة، وتهديدات أخرى من وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت، بأن تدفع حماس ثمنا كبيرا بعد تفجير عبوة ناسفة على حدود قطاع غزة، تسبب في إصابة 4 جنود إسرائيليين بينهم اثنان بحالة خطرة.
من جانبه، حمل وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان «لجان المقاومة الشعبية»، التي تضم جميع الفصائل الفلسطينية، مسؤولية العبوة الناسفة، وهدد كل من له علاقة بها بالاغتيال، قائلا: «سيظل لنا حساب مفتوح معهم حتى نصل إليهم ونصفيهم فردا فردا». وأضاف: «قد يستغرق هذا يومين... أسبوعا أو أسبوعين، لكننا بالتالي سنصفي من أقدم على هذا العمل».
وقال ليبرمان إن هذه العملية تمت بإلهام من الإيرانيين، الذين زادوا من نفوذهم وتدخلاتهم في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة.
وحملت حكومة الوفاق، إسرائيل «مسؤولية التصعيد العدواني الخطير» في قطاع غزة، داعية إلى سرعة إنجاز المصالحة الداخلية.
وقال الناطق باسم الحكومة، يوسف المحمود، في بيان، إن «عدوان الاحتلال على قطاع غزة تصعيد خطير، ويأتي ضمن سياسة التصعيد المتواصل التي ينتهجها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضه». وأضاف المحمود أن «وجود الاحتلال وتبعاته هو السبب الأول والأخير في التوتر، وسبب التدهور على الأصعدة كافة في بلادنا وفي المنطقة».
وشدد الناطق الحكومي على أن ممارسات إسرائيل تستدعي إنجاز المصالحة الداخلية وإنهاء الانقسام «كون قضيتنا الوطنية تواجه اليوم أسوأ وأصعب التحديات ولا يمكن التغلب عليها إلا بتحقيق المصالحة وإرساء أسس الوحدة الوطنية».
كما اتهمت حماس إسرائيل بنوايا مبيتة للتصعيد، وقالت إن حجم الاعتداءات التي طالت كثيرا من مواقع المقاومة، يعكس نوايا التصعيد المسبقة والمبيتة لتوتير الأجواء، مؤكدة أن الاحتلال هو الطرف المعتدي والمتمادي من خلال عدوانه وانتهاكاته المستمرة.
وأكدت حماس أن المقاومة الفلسطينية لن تتخلى عن واجبها في حماية الشعب الفلسطيني، وستتصرف بكل مسؤولية للدفاع عنه والتصدي لأي عدوان.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن مصر تدخلت لدى إسرائيل وحماس لمنع أي تدهور إضافي، وانزلاق الأحداث إلى مواجهة جديدة.
وأرسل الطرفان رسائل بشأن عدم نيتهما استمرار التصعيد.
وجاء التصعيد وسط اتهامات أميركية لحماس بالمسؤولية عن أزمات القطاع الإنسانية. ورفضت حماس الاتهامات الإسرائيلية، وقالت في بيان: «نرفض ادعاءات البيت الأبيض حول مسؤولية الحركة عن أزمة غزة الإنسانية المتفاقمة». وعدت الحركة أن «الادعاءات الأميركية ضوء أخضر للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة نهجه العدواني على الشعب الفلسطيني».
وحمّلت الحركة إسرائيل «المسؤولية المباشرة عن الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها قطاع غزة؛ من خلال الحصار والعدوان، والذي لاقى دعماً أميركياً علنياً». وقالت حماس: «واشنطن تجاهلت ما يترتب على الحصار الإسرائيلي من ويلات تمس حقوق شعبنا الفلسطيني الأساسية، خصوصا الأطفال والنساء والشيوخ، في تلقي الرعاية الصحية والخدمات الأساسية، وحرية التنقل والسفر من أجل العلاج والتعليم».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».