رئيس جنوب أفريقيا يواجه «إعداماً سياسياً لا يمكن تفاديه»

قيادة الحزب الحاكم خيّرته بين التنحي بنفسه أو حجب الثقة عنه

رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما (أ.ف.ب)
رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما (أ.ف.ب)
TT

رئيس جنوب أفريقيا يواجه «إعداماً سياسياً لا يمكن تفاديه»

رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما (أ.ف.ب)
رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما (أ.ف.ب)

أمهل حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما أقل من 24 ساعة ليقدم رده على طلب التنحي. وذكرت هيئة الإذاعة في جنوب أفريقيا أن زعيم الحزب سيريل رامافوسا غادر اجتماع اللجنة التنفيذية الوطنية، التي تضم 80 قياديا من الحزب، وتوجه إلى مقر زوما في وسط بريتوريا ليسلمه الرسالة التي تطالبه بالاستقالة شخصيا. وأبلغ مصدر رفيع المستوى في الحزب «رويترز» أمس الثلاثاء بأن اللجنة التنفيذية بالحزب قررت عزل جاكوب زوما من رئاسة البلاد، وذلك بعد اجتماع استغرق 13 ساعة لقيادة الحزب العليا. وقبل منتصف ليل الاثنين بقليل قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون في جنوب أفريقيا إن رامافوسا أبلغ بنفسه زوما بأن أمامه 48 ساعة لتقديم استقالته. وقال مصدر بارز في الحزب في وقت لاحق لـ«رويترز» إن زوما صرح بوضوح بأنه لن يترك منصبه. وقال المصدر إن رامافوسا عندما عاد إلى اجتماع الحزب في أحد فنادق بريتوريا بعد لقائه زوما، كانت المناقشات «محتدمة وصعبة».

ومنذ انتخاب سيريل رامافوسا، نائب الرئيس، زعيما للحزب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، يواجه زوما دعوات من حزبه لإنهاء فترة ولايته الثانية التي شابتها الفضائح، والتي من المقرر أن تنتهي في منتصف 2019. ولدى اللجنة التنفيذية بالحزب سلطة إصدار أمر لزوما بالتنحي عن رئاسة البلاد، بيد أن هناك تقارير إعلامية محلية تشير إلى أنه قد يرفض ذلك. وقال الأمين العام للحزب إيس ماجاشولي أمس الثلاثاء إن الحزب سيتعامل مع الأمر إذا رفض الرئيس جاكوب زوما التنحي عن منصبه رئيسا للبلاد بموجب قرار من حزبه. وقال ماجاشولي عند سؤاله عما سيفعله الحزب إذا رفض زوما الامتثال لقرار حزبه: «سنتعامل مع هذا الوضع». ولم يذكر مزيدا من التفاصيل، مضيفا للصحافيين في جوهانسبورغ: «تحديات الدولة تتطلب ردودا عاجلة وحاسمة». وأوضح أن اللجنة التنفيذية للحزب قررت استدعاء زوما وفقا لدستور الحزب، مضيفا أنه يتوقع أن يعلن زوما (75 عاما) رده اليوم الأربعاء. ويمثل قرار استدعاء زوما الذي طال انتظاره إيماءة رمزية تهدف لحمله على الاستقالة.
ويملك البرلمان الجنوب أفريقي فقط السلطة الدستورية لعزل الرئيس من منصبه، عبر الاتهام بالتقصير أو إجراء تصويت لسحب الثقة، وهي خطوة مقررة في 22 فبراير (شباط) الحالي. وقال بن بايتون، الباحث في مؤسسة «فريسك مابلكروفت» لاستشارات المخاطر السياسية، في تعليقات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية إن «خطوة الاستدعاء ليست لها قوة قانونية، ولكن إذا رفض زوما التنحي، فسوف يواجه تصويتا حول الثقة في البرلمان، الذي سوف يخسر فيه بالتأكيد». وأضاف بايتون أن «قرار الحزب الحاكم استدعاء زوما هو حكم إعدام سياسي لا يمكن تفاديه».
وقال ماجاشولي إنه خلال الاجتماع، وافق زوما «من حيث المبدأ» على الاستقالة، مقترحا جدولا زمنيا للاستقالة يمتد من 3 إلى 6 أشهر. ولكن الحزب رفض الاقتراح لأن «جنوب أفريقيا تمر بفترة من التشكك والقلق» نجمت عن صراع السلطة الراهن حول الرئاسة، والذي يتطلب حلا سريعا، وفقا لماجاشولي. وذكر ماجاشولي أيضا إن حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي»... «يصر على استعادة صلابة المؤسسات العامة، وإرساء الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي اللازم».
وبدأت محادثات بشأن عزل زوما على مستويات عالية في الحزب الحاكم في 4 فبراير (شباط) الحالي، ويترقب مواطنو جنوب أفريقيا معرفة مصير زوما الذي يترأس البلاد منذ عام 2009. ويواجه زوما اتهاما بأنه سمح لعائلة «جوبتا» الهندية الثرية بـ«الاستيلاء على الدولة»، كما جاء في تقرير وكالة الصحافة الفرنسية، حيث حصلت العائلة على صفقات تجارية مربحة، بل ومن المحتمل أنها مارست نفوذا بالنسبة لتعيينات وزارية. وفي حال استقالة زوما، يحل مكانه على الأرجح نائب الرئيس سيريل رامافوسا الذي انتخب في ديسمبر الماضي رئيسا للحزب الحاكم. ورامافوسا زعيم نقابي قيل يوما إن نيلسون مانديلا اختاره ليتولى السلطة. وفي ديسمبر الماضي تم انتخابه رئيسا للحزب بعدما فاز بفارق طفيف على منافسته نكوسازانا دلاميني زوما؛ زوجة جاكوب زوما السابقة. ويوم الجمعة الماضي كتبت توبيكا ماديبا زوما، زوجة زوما، على «إنستغرام» تعليقات توحي بأن زوجها، الذي تحدى محاولات من الحزب الحاكم ومن المحاكم لعزله، مستعد للمقاومة، ويرى أنه ضحية مؤامرة من الغرب. وقالت: «سينهي ما بدأه، لأنه لا يتلقى أوامر عبر المحيط الأطلسي». وشهد اقتصاد جنوب أفريقيا، الأكثر تقدما في القارة، ركودا طوال 9 أعوام قضاها زوما في السلطة مع عزوف البنوك وشركات التعدين عن الاستثمار بسبب الشكوك السياسية وتفشي الفساد.


مقالات ذات صلة

رامافوزا يخلف زوما في رئاسة جنوب أفريقيا

العالم رامافوزا يخلف زوما في رئاسة جنوب أفريقيا

رامافوزا يخلف زوما في رئاسة جنوب أفريقيا

انتخب برلمان جنوب أفريقيا، اليوم (الخميس)، سيريل رامافوزا في منصب رئيس الجمهورية، وذلك إثر استقالة جاكوب زوما المثيرة للجدل، الأربعاء، تحت ضغط حزبه. وأعلن رئيس المحكمة الدستورية، مغوينغ مغوينغ، وسط تصفيق النواب الذين عقدوا جلسة استثنائية للبرلمان، أن سيريل رامافوزا، رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، انتخب «بحسب الأصول، رئيساً لجمهورية جنوب أفريقيا». وفي غياب منافسين، أعلن مغوينغ، رئيس المحكمة الدستورية، سيريل رامافوزا رئيساً للجمهورية، دون إجراء تصويت. وأومأ الرئيس الجديد، الجالس في الصفوف الأولى في القاعة، برأسه محيياً الحضور بابتسامة عريضة عند إعلان النتيجة. ومنذ توليه رئاسة حزب المؤت

«الشرق الأوسط» (جوهانسبورغ)
أفريقيا زوما يستبق إجراءات عزله بالتنحي

زوما يستبق إجراءات عزله بالتنحي

أعلن الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما استقالته، أمس، عشية تصويت على سحب الثقة في البرلمان كان حزب {المؤتمر الوطني الأفريقي} الحاكم يعتزم إجراءه اليوم لعزل الرئيس الذي تلاحقه شبهات الفساد. وبعد أيام من مقاومته الدعوات للتنحي، أعلن زوما {استقالة فورية}، في ختام كلمة طويلة ألقاها خلال مؤتمر صحافي، مساء أمس، وأكد فيها رفضه تحرك الحزب ضده، وفنّد أسانيده الدستورية والقانونية، مشدداً على أنه لا يخشى التصويت على سحب الثقة. وجاءت الاستقالة بعد ساعات من مداهمة الشرطة منزل صديقيه الأخوين غوبتا واعتقال 3 أشخاص في إطار تحقيق يتعلق بمكافحة الفساد واستغلال الصلات الرئاسية، لتنهي عهداً استمر 9 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم زوما يعتبر أمر حزبه بالرحيل «جائراً جداً»

زوما يعتبر أمر حزبه بالرحيل «جائراً جداً»

صرح رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما أن الأمر الذي أصدره حزبه المؤتمر الوطني الأفريقي له بالاستقالة «جائر جدا»، معتبراً أنه لم يقم بأي عمل يبرر ذلك، وذلك في مقابلة لم يعلن خلالها استقالته، لكنه أكد أنه سيصدر إعلانا في وقت لاحق الأربعاء. وقال زوما في مقابلة بثت مباشرة مع قناة التلفزيون الحكومية «إس إيه بي سي» إنه «من الجائر جداً أن يطرح هذا الموضوع باستمرار». وأضاف: «ماذا فعلت؟

«الشرق الأوسط» (جوهانسبورغ)
العالم الحزب الحاكم بجنوب أفريقيا يقرر عزل الرئيس زوما

الحزب الحاكم بجنوب أفريقيا يقرر عزل الرئيس زوما

أفاد مسؤول رفيع في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بجنوب أفريقيا اليوم (الثلاثاء)، بأن الحزب قرر عزل جاكوب زوما من رئاسة البلاد، وذلك بعد اجتماع مطول لتحديد مصير زعيم أثارت أعوامه في السلطة انقساماً واسعاً. وجاء قرار اللجنة التنفيذية بالحزب في الساعات الأولى من الصباح بعد مناقشات مكثفة استمرت 13 ساعة، وعقب اجتماع مباشر بين زوما ونائبه سيريل رامافوسا الذي يفترض أنه سيخلفه. ورامافوسا زعيم نقابي قيل يوماً إن نيلسون مانديلا اختاره ليتولي السلطة.

«الشرق الأوسط» (كيب تاون)
العالم جنوب أفريقيا: رامابوزا يخلف زوما على رأس {المؤتمر الوطني}

جنوب أفريقيا: رامابوزا يخلف زوما على رأس {المؤتمر الوطني}

انتخب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم منذ 1994 في جنوب أفريقيا، أمس، نائب الرئيس سيريل رامابوزا رئيساً، خلفاً لجاكوب زوما. وفي ختام حملة قاسية استمرت عدة أشهر، انتخب رامابوزا بفارق طفيف عن منافسته الوحيدة الرئيسة السابقة لمفوضية الاتحاد الأفريقي وزوجة زوما السابقة نكوسازانا دلاميني زوما. وأفادت النتائج التي أعلنها الحزب عن حصوله على تأييد 2440 مندوبا، مقابل 2261 لغريمته. وبذلك، أصبح النقابي السابق البالغ 65 عاماً ورجل الأعمال الثري، اليوم، الأوفر حظا كي يخلف زوما بعد عامين في رئاسة جنوب أفريقيا، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبورغ)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».