الجيش اليمني يحاصر حيس من ثلاثة محاور

مقتل 17 حوثياً حاولوا التسلل إلى جنوب السعودية

مقاتلون من الجيش الوطني صدوا محاولة حوثية للهجوم على منطقة القبيطة بمحافظة لحج جنوب اليمن (سبأ)
مقاتلون من الجيش الوطني صدوا محاولة حوثية للهجوم على منطقة القبيطة بمحافظة لحج جنوب اليمن (سبأ)
TT

الجيش اليمني يحاصر حيس من ثلاثة محاور

مقاتلون من الجيش الوطني صدوا محاولة حوثية للهجوم على منطقة القبيطة بمحافظة لحج جنوب اليمن (سبأ)
مقاتلون من الجيش الوطني صدوا محاولة حوثية للهجوم على منطقة القبيطة بمحافظة لحج جنوب اليمن (سبأ)

حققت قوات الجيش الوطني بإسناد جوي من مقاتلات التحالف تقدماً كبيراً جنوبي محافظة الحديدة، اليومين الماضيين، وتتحدث المصادر الميدانية عن مواصلة لزحف القوات صوب مركز مديرية الجراحي، الواقعة شمالي حيس، تحت غطاء جوي كثيف من مقاتلات التحالف العربي، وطائرات الأباتشي.
وتدور في الأثناء معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني والميليشيا الحوثية في أطراف مديرية الجراحي، حيث تفرض قوات الجيش الوطني حصاراً مطبقاً على المديرية من ثلاثة محاور.
وبالتزامن، قصفت مقاتلات التحالف مواقع وتجمعات وتعزيزات للميليشيا الحوثية في مزارع متفرقة بالمديرية ذاتها، وفي مديرية زبيد المجاورة لها، وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الميليشيا الحوثية، من بين القتلى القيادي المدعو يونس إبراهيم عامر، علاوة على تدمير أطقم وآليات قتالية.
في الوقت ذاته، ألقت قوات الجيش الوطني القبض على مسؤول التجنيد للميليشيات بمديرية حيس، المدعو ثابت محيي الدين، في حين قامت الميليشيا بتصفية المدعو عمر الانسي، بتهمة الخيانة، أحد قادتها بعد انهزامها في مديرية حيس، طبقاً لما نقله موقع الجيش اليمني (سبتمبر نت).
في غضون ذلك، دفعت الميليشيا الحوثية بتعزيزات كبيرة صوب الحديدة، إثر انهيار عناصرها في الجراحي، وفرار العشرات منهم باتجاه مديرية زبيد، وجبل رأس، ومدينة بيت الفقيه.
وقال رئيس مركز الدراسات العسكرية، العميد الركن علي ناجي عبيد، إن قوات الجيش الوطني والمقاومة التهامية تمكنت من الوصول إلى أطراف مديرية الجراحي، معتبراً وصولها إلى ثالث مديرية في الحديدة، يفتح الطريق إلى مديرية زبيد، التي تبعد عنها نحو 10 كيلومترات.
وبحسب عبيد، فإن مديرية زبيد تعتبر عقدة مهمة وخط دفاع مهماً للميليشيا الحوثية على مداخل الحديدة، مؤكداً أن تحرير الجيش الوطني كامل مديرية الجراحي، يمكنها من قطع تعزيزات الميليشيا التي تقدم إليها عبر محورها الشرقي، من محافظتي إب، وذمار. ووفق ما تحدث عبيد عن خسائر الميليشيا الحوثية في جبهات الحديدة، فإن محاولات الميليشيا الفاشلة في هجمات متفرقة تنفذها يعني محاولات منها استثمار تغطية الضعف في أكثر من جبهة، التي يروح ضحيتها العشرات من عناصرها بين قتلى وجرحى.
وأكد أن هدف الميليشيا بتقديم عناصرها في محرقة القتال، علاوة على تصفية قياداتها الميدانية، بتهمة التخابر مع الشرعية والتحالف العربي، هو تغطية الضعف؛ حتى لا تظهر مهزومة، كما تفعل في إعلامها بادعائها أن كل المواقع التي خسرتها ما زالت تحت قبضتها؛ حفاظاً على تماسك جبهاتها الداخلية.
إلى ذلك، نقلت قناة «العربية» عن مراسلها صد القوات السعودية، أمس (الأحد)، هجوماً من الحوثيين قبالة نجران، وذلك لدى محاولة تسلل عناصر من الحوثيين إلى الحدود السعودية لتنفيذ عملية عسكرية وتوثيقها للبحث عن انتصار معنوي. وقتل 17 عنصراً من الحوثيين حاولوا التسلل إلى الحدود السعودية، مع تدمير عدد من المركبات التي كانت تقلهم عبر طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن.
إلى ذلك، نزعت الفرق الهندسية المتخصصة في نزع الألغام والمتفجرات التابعة للجيش الوطني، اليمني كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة خلال الأسبوعين الماضيين في محور صعدة.
وقال مسؤول الفريق الهندسي، النقيب سيف السلفي: إن الفرق الهندسية المشكّلة من كافة الوحدات والألوية العسكرية، وبالتعاون مع خبراء من قوات التحالف في محور صعدة، نزعت حتى اليوم أكثر من 4000 لغم وعبوة ناسفة، وفقاً لموقع الجيش اليمني (سبتمبر نت).
وأكد أن الفرق الهندسية تواصل نزع الألغام ومخلفات الحرب بعد تأمين المرتفعات الجبلية في البقع، وسوق البقع، والخط الإسفلتي الرابط مع الحدود الدولية مع المملكة العربية السعودية.
وبحسب ما ذكر السلفي، فإن هذه المتفجرات تشمل الألغام المضادة للأفراد والألغام المضادة للدروع والعربات والعبوات الناسفة محلية الصنع وبأحجام مختلفة، إضافة إلى تفكيك صواريخ تحكم عن بعد، موضحاً أن «هذه المتفجرات كانت موجهة لضرب أفراد وتجمعات الجيش الوطني في البقع، إضافة إلى ضرب التجمعات السكنية في الحدود السعودية»، وقال: إن عملية نزع الألغام والمتفجرات من قبل وحدة نزع الألغام من الوحدات العسكرية في البقع، تمت بأجهزة متطورة حصل عليها الفريق الهندسي في الجيش الوطني لأول مرة من قوات التحالف العربي، وبمساندة كاسحات الألغام التابعة للتحالف.
ونوّه إلى أن عملية نزع الألغام ما زالت مستمرة على قدم وساق حتى يتم تطهير جميع المناطق المحررة من الألغام التي تشكل خطراً حقيقياً يهدد حياة المواطنين القاطنين في تلك المناطق.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.