«الكل في جريدة» تجربة نموذجية لجريدة «النهار» اللبنانية من أجل بناء الوطن

200 شخصية تشارك في عدد تغيب عن عناوينه المشكلات اليومية

الصحافيون أثناء رفع شعار «الكل في جريدة» يتوسطهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيسة التحرير نايلة تويني - «الكل في جريدة»
الصحافيون أثناء رفع شعار «الكل في جريدة» يتوسطهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيسة التحرير نايلة تويني - «الكل في جريدة»
TT

«الكل في جريدة» تجربة نموذجية لجريدة «النهار» اللبنانية من أجل بناء الوطن

الصحافيون أثناء رفع شعار «الكل في جريدة» يتوسطهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيسة التحرير نايلة تويني - «الكل في جريدة»
الصحافيون أثناء رفع شعار «الكل في جريدة» يتوسطهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيسة التحرير نايلة تويني - «الكل في جريدة»

في خطوة جديدة من نوعها، قرّرت رئيسة تحرير «النهار» النائب نايلة تويني، أن تتحول صحيفتها إلى وطن مصغر؛ حيث يشارك في كتابة مقالات عددها الذي سيصدر اليوم الخميس نحو 200 شخصية اقتصادية وثقافية وفنية وسياسية، وسيتولى مهمة رئاسة التحرير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ويحمل العدد عنوان: «الكل في جريدة».
ورشة عمل وخلية نحل، هو ما تحولت إليه «النهار» أمس، في ظل توضيب هذا العدد المكتوبة أخباره بقلم سياسيين، أمثال رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، على أمل أن تجهز مقالة رئيس الجمهورية ميشال عون قبل موعد طباعة العدد. كما سيتضمن مقالات أخرى لوزراء حاليين وسابقين، ولرؤساء جامعات في لبنان، وهيئات اقتصادية، ومثقفين، ومدونين، وطلاب جامعات، وفنانين أمثال راغب علامة وإليسا، وغيرهم.
المقالات تطبع تحت عنوان «الكل في جريدة لنصنع وطناً»، بحيث كتب كل مشارك في هذه التظاهرة الإعلامية والثقافية، ما استوحاه من هذا العنوان العريض.
أمّا الصفحة الرئيسية لهذا العدد، الذي تغيب عن مضمونه الأخبار السياسية اليومية والمشكلات الحياتية وما شابهها من «كليشات»، فتتصدرها صورة جامعة للكُتاب المشاركين في تحرير هذا العدد، إضافة إلى افتتاحيتين قد تطغى عليهما المواضيع الاقتصادية.
«لا شك في أنّ العدد يحوي كمية لا يستهان بها من المقالات التي تتحدث عن التحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان، إضافة إلى حلول ورؤية مستقبلية حولها». يقول غسان حجار، مدير تحرير جريدة «النهار» منذ عام 2009، في حديث لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «إلا أنّ المقالات بمجملها مختلفة وملونة بأفكار شبابية، وأخرى محترفة، كتبها مسؤولون واختصاصيون من ناحية، وطلاب جامعات من ناحية ثانية».
وتهدف هذه المبادرة التي أكّد لنا حجار أنّه ستتم إعادتها العام المقبل تحت العنوان نفسه، ولكن مع إجراء تغيير على عنوانه الصغير (لنصنع وطناً)، إلى تعريف الآخرين بهذه المهنة التي تتطلب تفاصيل وتحقيقات وتحليلات موثوقاً فيها؛ إضافة إلى دقة الكلمة، عكس ما يخيل للبعض بأنّها مهمة سهلة.
وعمّا إذا كانت هذه الخطوة تشبه «ملحق الشباب» الذي أطلقه الراحل جبران تويني في الثمانينات، ردّ غسان حجار موضحاً: «لا أبداً؛ لأنّ الملحق وقتها كان بمثابة فسحة للتعبير ولإيصال أفكار الشباب. أمّا من يشاركون اليوم في إعداد هذا العدد وتحريره فلديهم منابرهم وإطلالاتهم الإعلامية، وليسوا بحاجة إلى مساحة للتعبير فيها عن آرائهم». ويضيف: «قد تكون تجربة شبيهة إلى حدّ أكبر بالكتيب الذي أصدره في الماضي رئيس المجلس الاقتصادي في لبنان روجيه نسناس، بعنوان (نهضة لبنان)، وشارك في كتابته عدد من الهيئات الاقتصادية والاختصاصيين في هذا المجال».
ومن أخبار كواليس هذا المشروع، استغراق بعض المسؤولين أكثر من 25 يوماً لكتابة المقالة المطلوبة منهم، وكذلك عدم توجههم إلى مبنى «النهار» لكتابتها، إذ فضلوا القيام بمهمتهم هذه بعيداً عن مكاتبها.
«لقد دعونا الجميع لممارسة مهنة الصحافة وتطبيقها على الأرض، من خلال حضورهم إلى (النهار)؛ إلا أنّ أحداً منهم لم يلبّ دعوتنا». يوضح غسان حجار في سياق حديثه.
«هي خطوة من شأنها أن تسلط الضوء على الصحافة المكتوبة التي يدّعي البعض أنّ زمنها انتهى»، يقول مدير تحرير «النهار»، ويتابع: «البعض يقول بأنّها لم تعد تملك الجاذبية، ونحن نريد أن نؤكد لهؤلاء أنّ العكس هو الصحيح، والجميع مهتم بهذا المشروع، وينتظر صدور هذا العدد بحماس».
وعن سبب اختيار حاكم مصرف لبنان رئيساً لتحرير هذا العدد، يجيب حجار: «لأنّه شخصية لبنانية جامعة لعبت دوراً أساسياً في الحفاظ على القدرة الاقتصادية في لبنان، التي نحن بأشد الحاجة اليوم إلى تفعيلها».
اللبنانيون جميعهم من كل الأطياف والمشارب سيلتقون تحت شعار «الكل في جريدة»؛ لأنّهم جميعاً ومن دون استثناء يريدون بناء الوطن. «هو بمثابة مشروع كامل ومتكامل، وكان لا بد منه؛ كونه يزودنا بالرؤية الحقيقية التي يحلم بها أبناء البلد من أجل لبنان أفضل».


مقالات ذات صلة

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

وافقت شبكة «إيه بي سي نيوز» على دفع 15 مليون دولار لصالح مكتبة دونالد ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتصريح غير دقيق من المذيع جورج ستيفانوبولوس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.