توقع مالك نادي ميدلزبره، ستيف غيبسون، أن فريقه سوف «يسحق فرق الدرجة الثانية (تشامبيون شيب) في الدوري الإنجليزي»، بينما تحدث مدرب هال سيتي الجديد، الروسي ليونيد سلوتسكي عن الاحتفال بالصعود عبر «الغناء والرقص». أما مدرب سندرلاند الجديد، سيمون غرايسون، فقد كشف عن طموحاته لتولي تدريب «هذا النادي العظيم» داخل إطار الدوري الممتاز.
وبعد مرور ما يزيد قليلاً على نصف الموسم، ورغم تلقي كل ناد 47 مليون جنيه إسترليني، أقدمت الأندية الثلاثة الهابطة من الدوري الممتاز مايو (أيار) الماضي على تغيير مدربيها. ورغم أن المدرب الويلزي توني بوليس، الذي حل محل غاري مونك الذي طرده ميدلزبره قبل نهاية العام الماضي بأيام قليلة، لا تزال تراوده أحلام الوصول لمرحلة التصفيات، فإن فريقه يحتل الآن مركزاً متواضعاً بين الفرق المنافسة... المركز التاسع، الأمر الذي يبدو غير متوافق مع المبلغ الضخم الذي أنفقه النادي خلال موسم الانتقالات الصيفي واقترب من 50 مليون جنيه إسترليني.
في الوقت ذاته، يحتل هال سيتي اليوم المركز الـ22 تحت قيادة المدرب نايجل أدكينز، على بعد مركز واحد فقط من فريق سندرلاند الذي يقبع في وصافة جدول الترتيب من القاع وفوق بولتون ألبيون بفارق نقطة واحدة، ويتولى تدريبه حالياً المدرب الويلزي كريس كولمان. من جانبه، قال إيان هالواي المدير الفني لفريق كوينز بارك رينجرز: «يشهد هذا المستوى من بطولة الدوري تحسناً مستمراً. وثمة تطور مستمر في مستوى المدربين وأساليب التدريب. وأصبح جميع المدربين اليوم على دراية بكيفية التصدي لفريقك ووقف تقدمه، وأصبح الجميع على اطلاع على البيانات ذاتها وذات الأدوات التحليلية».
بصورة عامة، فإنه على مستوى القدرات ثمة فوارق ضئيلة للغاية بين غالبية لاعبي فرق الدرجة الثانية. جدير بالذكر أنه من بين الأندية الثلاثة التي هبطت نهاية موسم 2015-2016، كان نيوكاسل يونايتد - تحت قيادة رافاييل بينيتيز - الفريق الوحيد الذي نجح في العودة مباشرة إلى الدوري الممتاز من جديد. إلا أنه لدى إمعان النظر نجد أن المشكلات التي يعانيها نوريتش سيتي وأستون فيلا تكمن وراءها أسباب جذرية مختلفة تماماً عن تلك التي يعانيها ميدلزبره وهال سيتي وسندرلاند. بصورة عامة، يمكن القول بأن مشكلات ميدلزبره ذات طابع فلسفي، تحديداً سعي مونك للتخلص من الأسلوب شديد الحذر والذي يحمل طابعاً دفاعياً قوياً الذي انتهجه سلفه الإسباني أيتور كارانكا والمدرب الحالي لنوتنغهام فوريست، والاستعانة بدلاً عنه بتوجه آخر أكثر انفتاحاً - وهو مسعى أتى بنتائج عكس المرجوة تماماً.
الملاحظ أن مونك تحدث باستمرار عن صعوبات الوصول إلى التوازن المناسب بين الهجوم والدفاع. وقال: «التغيير لا يحدث بين عشية وضحاها»، وذلك في اليوم السابق لطرده. وأضاف: «الأمر يستغرق وقتاً أطول عما كنت آمل، لكن اللاعبين الذين أتعامل معهم اليوم جرى ترسيخ نظام لعب معين بداخل أذهانهم كل يوم على امتداد ثلاثة سنوات، وليس من السهل تغييره الآن».
وتسبب تغيير راديكالي آخر - وإن كان يتعلق بالأفراد بصورة أساسية - في إحداث حالة من الدمار بالنسبة لأول روسي يتولى مهمة التدريب داخل إنجلترا. كان سلوتسكي مدرب هال سيتي، الذي سبق له تدريب «سي إس كيه إيه موسكو» والمنتخب الروسي، قد وصل إيست يوركشاير مبتسما، لكنه الآن يحمل لقب «الرجل المهزوم»، حسب وصف بعض المصادر من داخل النادي.
خلال الفترة بين يونيو (حزيران) والأول من سبتمبر (أيلول)، تولى سلوتسكي الإشراف على رحيل 16 لاعباً من أعضاء الفريق الذي كان المدير الفني البرتغالي ماركو سيلفا يتولى تدريبه وضم 11 لاعباً جديداً بإجمالي تكلفة بلغت 16 مليون جنيه إسترليني. ومن بين الراحلين لاعب خط الوسط المحوري سام كلوكاس الذي انضم إلى سوانزي سيتي مقابل 15 مليون جنيه إسترليني والمدافع هاري مغواير الذي انتقل إلى ليستر سيتي مقابل 17 مليون جنيه إسترليني والظهير الأيسر آندي روبرتسون، الذي اقتنصه ليفربول مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني.
ورغم قضائه عقداً داخل الدوري الممتاز، ارتكب سندرلاند أخطاءً كثيرة فادحة خلال موسم الانتقالات أوقعته في أزمة ديون عميقة لدرجة أن مدربه ستيف غيبسون لم يتمكن سوى من استثمار 1.25 مليون جنيه إسترليني فقط في ضم 10 وجوه جديدة بينما تخلى عن 15 من المحترفين الكبار. إضافة لذلك، هناك بعض الأفراد الذين يشعرون بالسخط داخل النادي، أبرزهم لاعب خط الوسط الإيفواري لأمين كوني والغابوني ديدييه ندونغ الذي جرى ضمه للنادي مقابل مبلغ قياسي بلغ 13.6 مليون جنيه إسترليني. في الواقع، لا تقتصر الرغبة في الرحيل عن النادي على هذين اللاعبين.
من جهته، قال هالواي في أعقاب تعادل كوينز بارك رينجرز الإيجابي أمام سندرلاند بهدف لكل منهما في أكتوبر (تشرين الأول): «أحياناً يكون اللاعبين الذين انضموا إلى النادي مقابل مبالغ ضخمة غير راضين بالبقاء فيه. ولا أقصد بذلك أن سندرلاند يعاني هذه المشكلة، لكن الحقيقة تبقى أنه من دون الاستقرار سيكون الطريق صعب للغاية».
أما كولمان الذي انضم إلى النادي في نوفمبر (تشرين الثاني)، فقد تحدث عن النادي بحاجة إلى «تطهير شامل». ويسعى كولمان بدأب شديد وراء بيع جاك رودويل، لاعب خط الوسط غير المرغوب الذي كان يتقاضى 70.000 جنيه إسترليني أسبوعياً. ومن غير المثير للدهشة أن أحداً لا يبدي رغبته في ضم اللاعب.
الملاحظ أن ميدلزبره يملك عدد من اللاعبين الماهرين، على رأسهم المدافع بين جيبسون الذي يتقاضى 50.000 جنيه إسترليني والمهاجم الكونغولي بريت أسومبالونغا البالغ ثمنه 15 مليون جنيه إسترليني. ومع هذا، لا ينبغي التقليل من تأثير الهبوط على هذه الفرق. عن هذا، قال مدافع مانشستر يونايتد السابق داني هيجينبوثام: «لقد كنت جزءً من فريق هابط (في ساوثهمبتون) وعاينت كيف أن هذه التجربة عصيبة، ذلك أنها تؤدي لتراجع مستوى الثقة. إن الهبوط نتيجة لخسارة مباريات، ويستغرق الفريق بعض الوقت حتى يستعيد إيمانه بنفسه وصموده».
سندرلاند وهال سيتي وميدلزبره تكافح للتأقلم مع واقع الهبوط
الصعود إلى «دوري الأضواء الممتاز» مرة أخرى بات حلماً يصعب تحقيقه
سندرلاند وهال سيتي وميدلزبره تكافح للتأقلم مع واقع الهبوط
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة