روسيا تتخذ تدابير إضافية لمنع إسقاط طائراتها

TT

روسيا تتخذ تدابير إضافية لمنع إسقاط طائراتها

أشاد الكرملين أمس بـ«ضربات دقيقة استهدفت معاقل الإرهابيين في إدلب» خلال اليومين الماضيين، مشيرا إلى «رد روسي حازم على الخطر الهائل على كل البلدان» الذي يسببه امتلاك المعارضة السورية أنظمة صاروخية محمولة مضادة للجو.
وفي أول تعليق على مستوى الرئاسة الروسية على إسقاط مقاتلة من طراز «سوخوي 25» قرب إدلب السبت، شدد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على ضرورة التعامل بجدية مع «الخطر الهائل» الذي لا يستهدف روسيا وحدها بل يهدد كل البلدان، موضحا أن الرد الروسي «كان حازما، واشتمل على توجيه ضربات دقيقة ضد معاقل الإرهابيين».
وزاد أن الرئيس فلاديمير بوتين شدد عند إعلانه نهاية العام الماضي عن انتهاء الجزء النشط من العملية العسكرية في سوريا على أن روسيا «ستواصل توجيه ضربات مدمرة إلى الإرهابيين بعد تقليص الوجود العسكري في سوريا».
وتواصلت أمس، ردود الفعل في روسيا على إسقاط المقاتلة الروسية، وركزت وسائل الإعلام على «ضخامة الحدث» لجهة أنها المرة الأولى منذ بدء التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا في نهاية سبتمبر (أيلول) 2015 التي تتمكن فيها فصائل المعارضة السورية من استهداف مقاتلة بإصابة مباشرة. علما بأن موسكو خسرت وفقا لبيانات وزارة الدفاع أربع مقاتلات في سوريا بسبب أعطال فنية أو أخطاء فردية. وأعلنت وزارة الدفاع تدابير جديدة للتعامل مع «الواقع الجديد» في إشارة إلى تأكد امتلاك فصائل مسلحة سورية أنظمة مضادة للطيران، وأشارت إلى أنها وجهت تعليمات جديدة إلى طياريها بالمحافظة على التحليق على ارتفاعات تزيد على خمسة كيلومترات وهو المدى الذي يمكن للصواريخ المحمولة توجيه إصابة مباشرة.
ونقلت وكالات عن خبراء عسكريين، أن مدى ارتفاع التحليقات خلال العمليات الجوية للطائرات من طراز «سوخوي 25» كان دائما يفوق 5 آلاف متر، لكن الطيران الروسي نفذ في الأيام الأخيرة فوق إدلب تحليقات واسعة على ارتفاعات أقل، ما استدعى بعد إسقاط الطائرة العودة إلى إجراءات الأمان التي كانت تراعى في بداية العمليات العسكرية في سوريا.
وأفادت مصادر بأن بين التدابير الجديدة تعليمات بمسارات التحليق المشترك للأسراب، وآليات جديدة للاتصال وتنفيذ عمليات الإنقاذ. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصدرين في وزارة الدفاع ومجمع لصناعة الطائرات، أنه تم تشكيل مجموعة عمل لدرس ملابسات إسقاط الطائرة، بما في ذلك سبب عدم تمكن الطيار من إطلاق البالونات الحرارية التي تتزود بها سوخوي 25 والتي من شأنها تحريف مسار رؤوس التوجيه الذاتي المنصوبة على الصواريخ.
و أعلنت الوزارة أن الطيار القتيل في الحادث رومان فيليبوف سوف يمنح لقب بطل الاتحاد الروسي وهو أعلى تكريم في المؤسسة العسكرية. وأفاد بيان بأن فيليبوف فجر قنبلة يدوية كانت بحوزته بعد تعرضه لإصابات خطرة أثناء هبوطه بالمظلة. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن السفير الروسي لدى طهران ليفان جاغاريان نفيه صحة معطيات تم تداولها أخيرا عن سعي إيران إلى إقامة قاعدة بحرية في سوريا. وقال إن موسكو «ملتزمة بضرورة مغادرة كل القوات الأجنبية سوريا بعد اجتثاث الإرهاب ت». ورفض دعوات أميركية وإسرائيلية لموسكو للتأثير على طهران من أجل منعها من تعزيز وجود عسكري دائم على الأراضي السورية، معتبرا أنه «لا يجوز معاقبة إيران لما تفعله من أجل تعزيز قدراتها الدفاعية وحماية مصالحها الوطنية في الشرق الأوسط». وأكد ان إيران شريك استراتيجي.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.