تواصل القوات التركية شن حملاتها ضد تنظيم داعش الإرهابي التي بدأتها منذ مطلع العام الماضي حيث اعتقلت أكثر من 5 آلاف من عناصر التنظيم تم توقيف 3 آلاف منهم بالسجون وترحيل المئات خارج البلاد.
ومنذ بداية العام الحالي، وخلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من خلال كثير من الحملات في أنحاء البلاد من ضبط عدد كبير من عناصر التنظيم الإرهابي إلى جانب كميات من الأسلحة والذخائر والوثائق العائدة للتنظيم.
كما شددت قوات الأمن والجيش التركي من تدابيرها داخل المدن وعلى الشريط الحدودي مع كل من سوريا والعراق.
وكشفت معلومات لوزارة الداخلية التركية أمس عن أن قوات الأمن نفذت عمليات متزامنة في ولايات عدة ضد التنظيم ألقت خلالها القبض على 203 مشتبهين بالانتماء لتنظيم داعش بينهم أجانب خلال شهر يناير الماضي.
وقررت المحاكم التركية توقيف 95 من هذه العناصر فيما رحلت السلطات عددا آخر بينما تتواصل الإجراءات القانونية بحق الباقين.
كما أوقفت الشرطة، الشهر الماضي 14 مشتبها بهم بينهم ثلاث قادة بتنظيم داعش الإرهابي، أحدهم العراقي كفاح بشير حسين أمير ما يسمى «ديوان الصحة» بالتنظيم. وقالت مصادر أمنية إن العملية التي أسفرت عن توقيف هؤلاء جاءت بناء على معلومات استخباراتية أفادت بعبور مجموعة من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، بينهم قادة ومسؤولون بالتنظيم، من سوريا إلى داخل تركيا بواسطة مهربين.
وأضافت المصادر أن من بينهم 7 جزائريين، وسوريين اثنين، وعراقيين اثنين، وهولنديا، وبريطانيا من أصل مغربي، ومصري. وخلال التحقيقات التي أجريت معه، قال الدكتور، كفاح بشير حسين، أحد العراقيين الموقوفين إنه أمير «ديوان الصحة» في تنظيم داعش.
وأوضح أنه متخصص في علم الجريان، وأنه كان من ضمن مؤسسي جماعة التوحيد والجهاد عام 2004، وفيما بعد شارك بأنشطة تنظيم القاعدة في العراق.
كما أوقفت الشرطة، الأربعاء الماضي، عضوا في تنظيم داعش الإرهابي مدرجا على النشرة الحمراء في ولاية كوجالي، شمال غربي البلاد. وذكر بيان صادر عن الولاية أن الشرطة أوقفته بينما كانت تقوم بمهامها الدورية في قضاء كورفاز التابعة للولاية للاشتباه فيه وعثرت معه على وثيقة مزورة تحمل اسم شخص آخر، وعقب تدقيقات تبين أن الشخص (س. س) هو أحد المطلوبين المدرجين على النشرة الحمراء. في السياق ذاته، أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش التركي تحييد 3 آلاف و777 عنصرا من تنظيم داعش الإرهابي خلال عام 2017 في عملياتها داخل وخارج البلاد.
وبحسب بيان لرئاسة هيئة الأركان، فإن القوات التركية تمكنت من تحييد 717 عنصرا من «داعش»، وتدمير 105 مركبات وكثير من الأسلحة والذخائر المختلفة، ومواقع تابعة للتنظيم في عملياتها ضد «داعش» شمال العراق. وفي إطار عملية «درع الفرات» شمال سوريا، حيدت القوات 3 آلاف و60 إرهابيا من «داعش»، ودمرت 308 مركبات مختلفة الاستخدام، و5 طائرات من دون طيار (درون)، وكثيرا من الأسلحة والذخائر المختلفة، بالإضافة إلى مواقع ومخازن أسلحة تابعة لـ«داعش» أيضا.
ونفذت قوات الجيش التركي، خلال الفترة من أغسطس (آب) 2016 وحتى نهاية مارس (آذار) 2017، عملية «درع الفرات» دعما للجيش السوري الحر، ونجحت العملية في طرد «داعش»، من مناطق واسعة شمال سوريا، بلغت مساحتها ألفين و55 كيلومترا مربعا.
في سياق متصل، أصدرت محكمة تركية، الأربعاء الماضي حكما بالسجن المؤبد بحق 3 شركاء لمنفذ عملية انتحارية خلفت 12 قتيلا من السياح الألمان في منطقة السلطان أحمد في إسطنبول في يناير 2016.
وأدانت المحكمة المتهمين الثلاثة بتهم عدة منها القتل ومحاولة قلب النظام الدستوري للبلاد. وفي 12 يناير 2016، فجر انتحاري نفسه في منطقة السلطان أحمد وسط مجموعة من السياح الألمان على بعد مئات الأمتار من متحف آيا صوفيا ومسجد السلطان أحمد، المعلمين الأكثر شعبية في إسطنبول ما أسفر عن مقتل 12 منهم.
وأكدت السلطات التركية أن «الانتحاري كان سوريا يبلغ من العمر 28 عاما وينتمي إلى تنظيم داعش، الذي لم يعلن رسميا مسؤوليته عن الهجوم. وتمت تبرئة 18 مشتبها فيهم كانوا ملاحقين في إطار القضية نفسها. وشهدت تركيا منذ صيف عام 2015 سلسلة اعتداءات دامية نسبت إلى (داعش) أو إلى جماعات يسارية محظورة. وأسفرت العمليات التي نظمها (داعش) منذ ذلك الوقت عن مقتل 319 شخصا وإصابة المئات».