تجميل الأسنان... لعلاج المشاكل الخلقية أو المكتسبة

تقنيات وأساليب حديثة في طب الأسنان التجميلي

تجميل الأسنان... لعلاج المشاكل الخلقية أو المكتسبة
TT

تجميل الأسنان... لعلاج المشاكل الخلقية أو المكتسبة

تجميل الأسنان... لعلاج المشاكل الخلقية أو المكتسبة

الابتسامة الجميلة حق ومطلب لكل إنسان وخاصة النساء. وتلعب الابتسامة الجميلة دوراً رئيسياً في كيفية تقييم ورؤية الشخص لنفسه وكذلك مدى الانطباع الذي يكوّنه الآخرون، من حوله، عنه.
تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة هناء محمود المغربي استشارية إصلاح وتجميل الأسنان والمسؤولة عن الطب الوقائي للأسنان في مستشفى العزيزية للولادة والأطفال بجدة، فأوضحت أنّ الكثير من العادات السيئة تؤثر على شكل ولون وتراص الأسنان كالتدخين وتناول المشروبات ذات الصبغات وكذلك استخدام الأسنان كآلة حادة، مما جعل الابتسامة المثالية مستحيلة وصعبة المنال.
وفي عالم التجميل يتهافت الناس للحصول على أسنان جذابة تشبه ما يتمتع به المشاهير والنجوم دون الاهتمام بأهمية سلامة الإجراء الذي يتخذونه من أجل الحصول عليها.
إن الكثيرين من أفراد الجمهور يجهلون المفهوم الصحيح لتجميل الأسنان، ويقع على عاتق الأطباء والعاملين معهم في هذا المجال مهمة شرح وتفصيل مراحل التجميل وأقسامه ليدرك الإنسان ما يحتاج إليه مع مراعاة أن يكون تحت إشراف طبي.
-- مفهوم تجميل الأسنان
أوضحت الدكتور المغربي أن هناك عدة أمور وعدة خطوات للتعريف بمفهوم تجميل الأسنان، وهي تختلف من حالة إلى أخرى حسب الحاجة، فعلى سبيل المثال يمكن لشخص أن يُجرى له تنظيف أسنان بسيط فقط فيحصل على التجميل المثالي، بينما تُجرى لشخص آخر عدة خطوات ابتداء من التنظيف وانتهاء بالزراعة ليحصل في النهاية على النتيجة المطلوبة من التجميل المثالي.
وتعتبر عمليات التنظيف والتبييض والحشوات التجميلية البيضاء والتلبيس وصولا إلى الزراعة وحتى التقويم، جميعها تقنيات طبية تدخل ضمن وصف تجميل الأسنان. وبعد التشخيص الصحيح هناك معايير يجب أن تؤخذ بالاعتبار قبل المباشرة في عمل تجميل الأسنان، نذكر منها:
- اختيار المريض المتعاون الحريص على المتابعة مع الطبيب للعناية بأسنانه.
- علاج كل ما حول الأسنان من لثة وأنسجة داعمة وذلك بتنظيف الأسنان واللثة دورياً بالعيادة مرتين سنوياً، ويومياً بالبيت.
- الابتعاد عن العادات الضارة بصحة الفم والأسنان والتي تؤثر سلباً على نجاح تجميل الأسنان مثل التدخين وشرب المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والملونات بأنواعها.
- تناول الوجبات المنتظمة والتقليل من السكّريات مع شرب الكثير من الماء.
-- مشاكل الأسنان الشائعة
تشير الدكتورة هناء المغربي إلى أن بعض مشاكل الأسنان تكون خلقية بمعنى أنها موجودة عند الشخص منذ الصغر، ولكن الغالب منها يكون مكتسبا. ويعالج النوع الأول منها (الخلقي) عادة بالجراحات التجميلية كتصحيح الفكين أو أحدهما إضافة إلى جراحات اللثة وتقويم الأسنان.
أمّا المشاكل المكتسبة، مثل وجود عدد من الأسنان المرممة بحشوات قديمة، وجود تسوّسات كثيرة أو تلوّنات وبقع لا تزول (غالباً تكون في بنية السن الداخلي)، وجود اعوجاج وتراكب الأسنان البسيط، تصحيح الفراغات أو تعويض الأسنان المخلوعة سابقاً، ففي هذه الحالات يقوم طبيب تجميل الأسنان بدراسة حالة المريض باستخدام نسب قياسية دقيقة، آخذا في الاعتبار عدة أمور مهمة منها: لون البشرة والعينين والشعر وكذلك شكل الوجه هل هو دائري أو مستطيل أو مربّع أو بيضاوي أو على هيئة قلب، إضافة إلى التناظر في شقّي الوجه الأيمن والأيسر وحتى جنس المريض (ذكرا كان أم أنثى)، واختلاف العرق فأسنان دول شرق آسيا ليست كأسنان دول أفريقيا أو أوروبا مثلاً.
-- أساليب تجميل الأسنان
تقول الدكتورة هناء المغربي أن هذه الأساليب تختلف من مريض لآخر حسب حالته ومدى احتياجاته ابتداء من:
- تلميع الأسنان: لإزالة البقع والتلوينات من أسطح الأسنان، ويقوم الطبيب بوضع معجون على الأسنان مستخدما الجهاز الدوّار.
- الكحت والتنظيف: يقوم به اختصاصي صحة الفم والأسنان لإزالة البلاك والجير الذي من شأنه أن يحسّن الكثير من صحة اللثة والعظم الداعم للأسنان.
- التبييض: ويتم عمله بجلسات متتالية بالعيادة وجلسات أخرى بالمنزل للحصول على أفضل النتائج وللوصول للّون المطلوب.
- تغطية الأسنان بحشوات الراتنج المركب: حيث يقوم الطبيب بإزالة الحفر والتسوس أو التلوينات القديمة ووضع الحشوات البيضاء.
- التغطية بالأوجه الخزفية (فينيرز): وهذه تحتاج لبرد بسيط من طبقات السّن ورغم كونها باهظة الثمن فإنها تعطي نتائج تجميلية رائعة.
- تيجان الأسنان: تستخدم إذا ما كان هناك حشوات متعددة ومتضررة جداً أو الباقي من طبقات الأسنان قليلة جداً أو لإعادة تنسيق وتسوية الأسنان دون اللجوء للتقويم.
- الجسر الثابت: يستعمل لتعويض سن أو أكثر ويلزم لتركيبه تحضير الأسنان وبردها واختيار اللون والشكل المماثلين للأسنان الطبيعية حتى لا تظهر وكأنها صناعية.
- زراعة الأسنان: وتعتبر هذه الوسيلة الطريقة المثالية لتعويض الأسنان المفقودة وتكون على مرحلتين جلسة للجراحة وبعد ثلاثة أشهر يتم الكشف عنها ثمّ عمل التاج.
- أطقم الأسنان أو الاستعاضة المتحركة: وهذه تستخدم غالباً لفاقدي جميع أسنانهم أو لمن لا يقدرون على تكاليف الزراعة.
-- تقنيات التجميل
أوضحت الدكتورة هناء المغربي أن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة قد ساهمتا كثيرا في علاج مختلف المشاكل التجميلية بطرق سريعة ومبتكرة، من أهمها:
- الليزر: ويطلق عليه القاطع البارد، وهو يعتبر علاجا فعالا للكثير من مشاكل اللثة وخصوصا عند بروزها وظهور جزء كبير منها أثناء الابتسامة، كما ويستخدم الليزر أيضا في تقنية تبييض الأسنان للحصول على أفضل النتائج.
- الأسطح اللاصقة للأسنان (اللومينير): وهي عبارة عن طبقة رقيقة جدا من السيراميك من نوع معين لا يتعدى سمكها 0.2 ملم وتلتصق مباشرة بالأسنان من دون حفر أو نحت ولا تحتاج إلى إعطاء مخدر، وإنما تحتاج هذه الوسيلة لعناية فائقة تتمثل في نظافة الأسنان بانتظام وصحة اللثة قبل وبعد تركيبها.
- ابتسامة هوليوود المتحركة (سناب أون سمايل): هذه الوسيلة تعتبر من الحلول المؤقتة لعلاج مشاكل المظهر السيئ للأسنان، وهي تتميّز بتكلفة أقل من البدائل التجميلية الأخرى، وتظل حلا سريعا ومؤقتا، يمكن وضعه وإزالته بطريقة سهلة وبسيطة، ويمكن ارتداؤه في المناسبات، ولكن لا يمكن إبقاؤه في الفم عند النوم أو تناول الأطعمة القاسية.
- الطبعة الرقمية الحديثة (ديجيتال إمبريشن): وهذه تعتمد على أخذ المقاس أو الطبعة من خلال كاميرا رقمية تكون متصلة بالمختبر وبذلك تكون هذه التقنية قد سهلت عمل الطبيب ووفرت الوقت مع حصول المريض على أدق وأفضل النتائج.
- عمليات تصحيح الفك: لقد ساهمت التطورات الأخيرة في صناعة أدوات تجميل الأسنان من سهولة إجراء عمليات تصحيح شكل الفك وتشوهاته وتحسين شكل الشفتين والذقن.
- البوتوكس والفيلرز: ساهم البوتوكس كثيرا في عمليات تجميل الوجه والأسنان، فيستخدم في علاج ارتخاء عضلة الوجه، وكوسيلة حديثة لعلاج الابتسامة اللثوية، وعلاج تجميلي لمشاكل التجاعيد التي تؤثر على الابتسامة نتيجة التقدم بالعمر.
- الفيلرز: يستخدم لتصحيح حجم الفم وشكل الشفاه غير المتناسقة لتصبح الابتسامة أكثر جمالا.
-- أخطاء شخصية
تقول الدكتورة هناء إنها تشعر بالحزن عندما تشاهد مريضا يتصرف ذاتيا في علاج أسنانه أو أن يقدم على تجميلها مستخدما طرقا وأدوات غير صحية، فرغم كل التطور في مجال تجميل الأسنان إلا أن هناك فئة لا تزال تجهل الطرق الصحيحة لتجميل الأسنان. مثال على ذلك استخدام البعض للمطهرات المنزلية ذات الحموضة العالية جدا مثل الفلاش والكلوركس في محاولة لتبييض أسنانهم والحصول على الابتسامة الجميلة. وهذا بلا شك يؤدي إلى فقدان أسنانهم بالكامل. وهنا يأتي دور توعية المجتمع لتجنب استخدام هذه الوسائل البدائية المضرة على أن تتم الخطوات التجميلية الصحيحة للأسنان في العيادة وتحت إشراف طبيب الأسنان.
- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الرمان يزود الجسم بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام (غيتي)

تحسين الكولسترول والوقاية من السرطان... فوائد هائلة لتناول الرمان يومياً

بتناول حبات الرمان يومياً تضمن أن تزود جسمك بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

تقرير: النساء الشابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الرجال

تمثل حالة الأختين رورك ظاهرة منتشرة في الولايات المتحدة، وهي تشخيص المزيد من النساء الشابات بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

ربما تكون مثل كثير من الناس الذين من أوائل الأشياء التي يقومون بها كل صباح هو النظر من النافذة لمعرفة حالة الطقس

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
TT

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك للطب النفسي بألمانيا، أنّ الشبكية بمنزلة امتداد خارجي للدماغ وتشترك في الجينات عينها، ما يجعلها طريقة سهلة للعلماء للوصول إلى دراسة اضطرابات الدماغ بمستويات أعلى من الدقة.

وأفادت النتائج بأنّ العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً، وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية وبطريقة فائقة السهولة؛ «لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ»، وفق الباحثين. وهم أكدوا على أن فهم الآليات البيولوجية حول هذا الأمر من شأنه مساعدتهم على تطوير خيارات علاجية أكثر فاعلية وأكثر شخصية.

وحلَّل باحثو الدراسة المنشورة في دورية «جاما سيكاتري»، الارتباط الجيني بين خلايا الشبكية وعدد من الاضطرابات العصبية النفسية. ومن خلال الجمع بين البيانات المختلفة، وجدوا أنّ جينات خطر الفصام كانت مرتبطة بخلايا عصبية محدّدة في شبكية العين.

وتشير جينات الخطر المعنيّة هذه إلى ضعف بيولوجيا المشابك العصبية، وبالتالي ضعف قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض. ويرجح الباحثون أن يكون هذا الضعف موجوداً أيضاً في أدمغة مرضى الفصام.

وبناءً على تلك الفرضية، أظهر الباحثون أنّ الاتصال العصبي يبدو معوقاً في شبكية العين لدى مرضى الفصام بالفعل.

وأوضحوا، في بيان، الجمعة أنّ «العثور على هذا الخلل في العين يشير إلى أنّ العمليات في الشبكية والدماغ متشابهة جداً؛ وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية، لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ».

في دراستهم السابقة، وجد باحثو معهد ماكس بلانك للطب النفسي، برئاسة فلوريان رابي، تغيّرات في شبكية العين لدى مرضى الفصام أصبحت أكثر حدّة مع زيادة المخاطر الجينية. وبناءً على ذلك، اشتبهوا في أنّ التغيرات الشبكية ليست نتيجة لأمراض مصاحبة شائعة مثل السمنة أو مرض السكري فحسب، وإنما قد تكون ناجمة عن آليات أمراض مدفوعة بالفصام بشكل مباشر.

إذا كانت هذه هي الحال، فإنّ معرفة مزيد عن هذه التغيّرات قد تساعد الباحثين على فهم الآليات البيولوجية وراء الاضطراب. وبالإضافة إلى الفصام، لوحظت تغيرات في الشبكية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والتصلّب المتعدّد ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.

باستخدام بيانات من دراسات كبيرة سابقة، دمج رابي والمؤلّف الأول إيمانويل بودريوت من معهد ماكس بلانك للطب النفسي وجامعة لودفيغ ماكسيميليان ميونيخ في ألمانيا، بيانات المخاطر الجينية من الاضطرابات العصبية النفسية مع بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي للشبكية.

أظهرت النتائج أنّ جينات المخاطر كانت مرتبطة بخلايا شبكية مختلفة في الاضطرابات المذكورة أعلاه.

كما ارتبط الخطر الجيني للإصابة بالتصلّب المتعدّد بخلايا المناعة في الشبكية، بما يتماشى مع الطبيعة المناعية الذاتية للاضطراب. وكذلك ارتبطت جينات الخطر للإصابة بالفصام بفئة محددة من الخلايا العصبية الشبكية تشارك في الوظيفة المشبكية، وتحدّد قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض.