الجيش اليمني يأسر 7 انقلابيين بعد استكمال تحرير الصلو في تعز

الطيران الإماراتي يقصف آليتين عسكريتين تابعتين للميليشيات قرب الحديدة

جانب من عمليات نزع الألغام في الساحل الغربي لليمن (وكالة وام)
جانب من عمليات نزع الألغام في الساحل الغربي لليمن (وكالة وام)
TT

الجيش اليمني يأسر 7 انقلابيين بعد استكمال تحرير الصلو في تعز

جانب من عمليات نزع الألغام في الساحل الغربي لليمن (وكالة وام)
جانب من عمليات نزع الألغام في الساحل الغربي لليمن (وكالة وام)

أكدت مصادر عسكرية يمنية، أمس، أن قوات الجيش الوطني اليمني أسرت 7 عناصر من الميليشيات الحوثية الانقلابية، بعد استكمالها تحرير الصلو في تعز.
وكانت قوات الجيش الوطني قد أطلقت الأحد الماضي عملية عسكرية لاستكمال تحرير ما تبقى من الصلو في إطار العملية العسكرية الواسعة التي أعلن عنها لاستكمال تحرير تعز. وتمكنت قوات الجيش الوطني المدعومة من طيران التحالف العربي، من تحرير جميع المواقع وأبرزها تبة المنيا وقرى الحود والصافح والزنح والضعة والشرف، ولم يتبق سوى بعض الأوكار والجيوب التي تختبئ فيها الميليشيات الانقلابية في أطراف مديرية الصلو، باتجاه دمنة خدير، جنوبا، ويقوم الجيش بعملية تمشيط واسعة، طبقا لما أكده مصدر عسكري في اللواء 35 مدرع لـ«الشرق الأوسط». وقال المصدر إن «قوات الجيش الوطني باتت على بعد أمتار من أولى مناطق دمنة خدير، التي فر إليها الانقلابيون، وينتظرون الأوامر لشن عمليتهم العسكرية عليها».
وتابع أن «مقاتلات التحالف العربي ساندت الجيش الوطني، وساعدته على تحرير الصلو من خلال شن غاراتها الجوية والمباشرة على مواقع وتجمعات الانقلابيين سقط على أثرها قتلى وجرحى، وأسرت القوات 7 انقلابيين في الصلو»، مؤكدا استهداف «مقاتلات التحالف العربي تعزيزات لميليشيات الحوثي في الراهدة ومنطقة ورزان ومفرق الصلو، فجر الاثنين».
بدوره، قصف الطيران الإماراتي العامل ضمن قوات التحالف العربي، آليتين عسكريتين لميليشيات الحوثي في غرب مديرية حيس باليمن، حيث أسفر القصف عن تدمير الآلية الأولى التي كانت تضم كمية من الأسلحة والذخائر، كما نتج تدمير الآلية الثانية عن سقوط عشرات القتلى في صفوف الميليشيات الحوثية. وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، بأن الآليتين كانتا متجهتين لتعزيز إمدادات ميليشيات الحوثي، في الوقت الذي تواصل فيه القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية تنفيذ عملية الإسناد الناري واللوجيستي والاستطلاع، الذي توفره لقوات دعم الشرعية في اليمن خلال تقدمها نحو مديرية حيس الواقعة في محافظة الحديدة (غرب اليمن).
في شأن متصل، قالت الإمارات إن الفرق الهندسية التابعة للقوات المسلحة التابعة لها العاملة ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، واصلت تمشيط مناطق الساحل الغربي اليمني، وذلك في إطار العمليات المستمرة التي يتم تنفيذها لنزع الألغام من المناطق المختلفة لحماية أرواح الشعب اليمني. وحسبما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية، تمت عمليات نزع الألغام والتخلص منها التي قامت ميليشيات الحوثي بزرعها في العديد من المناطق وتستهدف المدنيين. وعملت الفرق الهندسية التابعة للقوات المسلحة الإماراتية وقوات دعم الشرعية في اليمن على تجميع كميات من الألغام والصواريخ والقذائف والعبوات الناسفة وتفجيرها في منطقة آمنة. وتتنوع أشكال الألغام التي يقوم الحوثيون بزرعها، حيث منها صناعة يدوية على شكل صخور إذا كانت المنطقة جبلية، وعلى شكل كتل رملية، بالإضافة إلى الألغام المعروفة الأخرى بأنواعها كافة.
وبحسب المعلومات الصادرة أمس، فإن ميليشيات الحوثي تعمل على زراعة الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي في الطرقات والمنازل والمزارع من المناطق التي يتم طردها منها، دون مراعاة للمدنيين من أطفال وشباب ونساء وكبار السن.
وتسببت ألغام ميليشيات الحوثي في سقوط مئات الضحايا، كما تسببت أيضا في تسجيل إعاقات للعديد من الأطفال، الذين تعرضوا لبتر أيديهم وأقدامهم، وذلك بسبب الألغام.
وفي محافظة البيضاء (وسط اليمن)، حققت قوات الجيش الوطني تقدما في جبهة ناطع وحررت جبال النشيف والكتاف وباعرف بعد مواجهات مع الميليشيات الحوثية، حيث قتل 5 انقلابيين وسقط عدد آخر جرحى إضافة إلى إحراق طاقم عسكري تابع للحوثيين. كما أحبطت قوات الجيش الوطني عدة هجمات عليها من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية التي حاولت استعادة عدد من المواقع الخاضعة لسيطرة قوات الجيش الوطني في محافظة صعدة أبرزها استعادة سلسلة جبال الضب الاستراتيجية في جبهة البقع.
وقال مصدر ميداني لـ«الشرق الأوسط»، إن «الميليشيات الانقلابية تستميت لاستعادة سلسلة جبال الضب، قبل يومين، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات قتل خلالها عدد من الانقلابيين، إضافة إلى تدمير عربات عسكرية لهم، وذلك ضمن العملية العسكرية الواسعة التي أعلنت لتحرير مركز مديرية كاف في البقع من سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية»، إضافة إلى «تصدي قوات الجيش في جبهة البقع الحدودية لهجوم على سلسلة جبال أضيق في محاولة لاستعادته بعد سيطرة الجيش عليه قبل ثلاثة أيام».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.