خرجت مؤسسات ثقافية ومبادرات تهتم بنشر ثقافة القراءة من عزلتها ونخبويتها إلى المشاركة في المعارض الاستهلاكية التي باتت تنتشر في السعودية وتنظمها الهيئة العامة للترفيه في مدن عدة، إذ بدا واضحاً أنّ هذه الجهات تبحث عن موطئ قدم في زحمة الفعاليات الشبابية، ليزاحم الكتاب عربات «الفود ترك»، وأركان بيع المشغولات اليدوية، والعروض الاستعراضية والفنية.
ويعزو القائمون على هذه الجهات سبب نزول الكتاب من برجه العاجي إلى معترك ساحات بيع البخور وقناني العطور والمخلّلات ومكائن القهوة، إلى الرغبة في الحضور داخل التجمعات التي صارت تستهوي الشباب وتستقطب الأسر السعودية، توظيفاً للصّخب الجماهيري الذي تحظى به هذه الفعاليات المفتوحة في الترويج لثقافة القراءة وعرض أحدث الكتب، خصوصاً الأدبية منها، بصفتها الأعلى مقروئية بين الشباب، حسب ما يفيد القائمون على هذه المؤسسات.
ويمتد الأمر إلى إقامة حفلات لتوقيع الكتب ضمن الفعاليات الترفيهية، استثمارا للزخم الكبير الذي تحظى به هذه المناشط. وتحدث عن ذلك عبد الله الحواس المدير التنفيذي لنادي «كتابي» في المنطقة الشرقية الذي شارك قبل أيام بفعالية ترفيهية مفتوحة نظمتها الهيئة العامة للترفيه على ضفاف شواطئ الخبر، واصفاً هذه المشاركة بأنّها «كانت محل تعجب من زوار المعرض».
وقال الحواس لـ«الشرق الأوسط»: «رسالتنا في النادي هي نشر ثقافة القراءة، وكنا نركز على القرّاء أنفسهم، لكن وجدنا أنّه يتطلب علينا استقطاب شريحة جديدة من القرّاء والخروج إلى الميدان، وكانت تجربتنا الأولى في المشاركة بمعرض ترفيهي استهلاكي (الخبر فايبز)، وعلى الرغم من استغراب الزوار من تواجدنا، فإنّهم أبدوا حماسة كبيرة لزيارة ركننا في المعرض».
ولفت إلى أنّ «الكل يريد أن يقرأ ويقتني الكتب، لكن ربما لا يجد الوقت الكافي للذهاب إلى المكتبة، فعندما يجدنا الفرد في حدث ترفيهي فهذا يُسهّل مهمة وصول الكتاب إلى يده».
وأكّد وجود حالة من التعطش للقراءة والاطلاع لدى الجيل الجديد، لكن لا تزال الحاجة إلى جهد أكبر لتعزيز ذلك.
وداخل أحد معارض هيئة الترفيه شرق السعودية، عرضت دور نشر ثقافية كتبها في المعرض، وأجمع مسؤولوها على أنّ إقبال الزوار على التفاعل مع أركانهم يعطي دافعاً أكبر لهم للاستمرار في الحضور والوجود بهذه الفعاليات.
وأبدى القائمون على الجهات المعنية بالقراءة، تطلعاتهم إلى أن تحتضهنم الهيئة العامة للترفيه ضمن خطّطها الترفيهية، بحيث يكون حضورهم ثابتاً في مختلف الفعاليات التي تستهدف الشّباب والأسرة السعودية، داعين الهيئة إلى أن تتجه لفعاليات ثقافية بروح معاصرة، تسهم في إنعاش الحراك الثقافي بين الجيل الجديد، وبما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تركز كثيراً على فئة الشباب.
وعلى الرغم من أنّ معدّلات قراءة الشعوب العربية مخيبة للآمال، حسبما كشفت تقارير منظمة «يونيسكو» التي تظهر انحسار القراءة في الدول العربية والتراجع المستمر بعدد ساعات القراءة لدى القارئ العربي، فإنّ ذلك لم يحد من انتشار الأنشطة والمبادرات الثقافية في السعودية على وجه التحديد، التي تحاول أن تشق طريقها، ويؤكد العاملون عليها أنّ مقروئية الشباب مطمئنة إلى حد ما.
السعودية: مؤسسات ثقافية تخرج من عزلتها إلى المعارض الاستهلاكية
تحاول أن تجد موطئ قدم على خريطة فعاليات «هيئة الترفيه»

مشاركة جهات ثقافية في معرض استهلاكي لهيئة الترفيه بالخبر
السعودية: مؤسسات ثقافية تخرج من عزلتها إلى المعارض الاستهلاكية

مشاركة جهات ثقافية في معرض استهلاكي لهيئة الترفيه بالخبر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة