موسكو تصف المؤتمر بأنه «خطوة مهمة»

TT

موسكو تصف المؤتمر بأنه «خطوة مهمة»

وصف الكرملين مؤتمر الحوار السوري، الذي سيُعقد في مدينة سوتشي اليوم، بالمحطة المهمة على درب التسوية السورية. وأكد ألكسندر لافرينتيف، المبعوث الرئاسي الروسي إلى الأزمة السورية، مشاركة الأكراد في المؤتمر، وترك الأبواب مفتوحة أمام مشاركة الهيئة التفاوضية العليا المعارضة، وعبّر عن أمله بتراجعها عن قرار المقاطعة.
وأظهر مسؤولون روس حرصهم على تأكيد مشاركة كل أطياف المجتمع السوري وقواه السياسية في المؤتمر، في وقت نفت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، أن تكون وثائق المؤتمر جاهزة مسبقاً.
ويلقي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر رئيس اتحاد غرف التجارة السورية غسان القلاع. وأكد المنظمون لمؤتمر سوتشي، في بيان أمس، أن المشاركين سيعملون بصورة رئيسية على تشكيل لجنة دستورية، وأنهم سيقومون بتسليم نسخة من البيان الختامي للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، ممثل الأمم المتحدة في المؤتمر.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين، إن مؤتمر سوتشي خطوة مهمة على درب التسوية السورية، وقلل من تأثير غياب قوى معارضة عن المؤتمر. وفي إجابته عن سؤال الصحافيين حول نتائج عمل المؤتمر في ظل غياب الجزء الأكبر من المعارضة، قال إنه «من المستبعد أن يؤدي عدم مشاركة البعض إلى تقويض المؤتمر، وتقويض شأنه وأهميته». وأشار في الوقت ذاته إلى «إدراك لدى الجميع بأن أي اختراق آنيٍّ سريع لعملية التسوية السياسية للأزمة السورية غير ممكن»، وعبّر عن قناعته بأن «الممكن فقط هو العمل الشاق المنهك على درب التسوية» وفي هذا السياق فإن «مؤتمر سوتشي سيكون خطوة ملموسة على ذلك الدرب».
وتنطلق أعمال مؤتمر سوتشي اليوم الساعة الثانية عشرة. وحسب الجهات المنظِّمة للمؤتمر، سيلقي القلاع، رئيس اتحاد غرف التجارة، الكلمة الافتتاحية، ثم ستُجرى نقاشات وجلسة عامة. وقال المنظمون، في بيان رسمي أمس، إن «أكثر من 1600 شخصية تم توجيه الدعوة إليها للمشاركة في المؤتمر، ويمثل هؤلاء كل شرائح المجتمع السوري. ومن ناحية التركيبة القومية للمشاركين، فإن العرب هم الأغلبية الساحقة ويشكلون نسبة 94.5%»، وإلى جانبهم ممثلون عن القوميات الأخرى في سوريا بما في ذلك الأكراد والشركس والأرمن والآشوريين وغيرهم. ويتوقع مشاركة 680 شخصية عن النظام السوري، سيصلون من دمشق ومدن أخرى، وكذلك 400 آخرين يمثلون المعارضة السياسية الداخلية في البلاد. وكان ممثلو «حزب البعث الاشتراكي» وأحزاب الجبهة الوطنية قد وصلوا إلى سوتشي ليل أول من أمس، على متن طائرتين، الأولى نقلت 175 مشاركاً والثانية 169. ويغطي فعاليات المؤتمر أكثر من 500 صحافي يمثلون وسائل إعلام عالمية ومحلية.
وأعلن معظم القوى الكردية مقاطعتها مؤتمر سوتشي، بينما أكد لافرينتيف مشاركتها في المؤتمر، وقال إن «جميع فئات المجتمع السوري ستكون ممثَّلة في المؤتمر»، موضحاً أن الدعوات تم توجيهها إلى مجموعات إثنية ودينية، وكذلك إلى شخصيات على أساس فردي، بما في ذلك شخصيات كردية. وتوقف لافرينتيف عند إعلان الهيئة التفاوضية المعارضة مقاطعتها سوتشي، وأشار في هذا السياق إلى أن شخصيات وقوى ممثلة في الهيئة قررت المشاركة، وعبّر عن أمله بعودة الهيئة عن قرارها والذهاب إلى سوتشي، وقال: «ما زلنا نأمل (...) ولا نستبعد إمكانية هذا الأمر، والدعوات تبقى على الطاولة». ونوه بأن «المسائل الرئيسية خلال المؤتمر ستكون بحث الوضع الراهن في سوريا، وإيجاد سبل للتسوية، واختيار شخصيات للمشاركة في عمل اللجنة الدستورية»، وشدد على أهمية هذه المسألة، والعمل على إعداد دستور جديد، وأكد أنه سيتم نقل كل تلك الوثائق إلى المبعوث الدولي للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا لمتابعة العمل عليها. وسيتم كذلك عرض الوثائق على الحكومة والمعارضة الداخلية والخارجية والمسلحة. ووفق البرنامج المعلن يُتوقع أن يتم خلال المؤتمر تشكيل مجلس رئاسة للمؤتمر، وعدد آخر من اللجان بينها اللجنة الدستورية، ولجنة تنظيمية، ولجنة عليا.
من جانبه أكد أليكسي بوردافكين، مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في جنيف، وصول 71 شخصية من قوى المعارضة المعتدلة على متن طائرة من جنيف إلى سوتشي. وأوضح أن هؤلاء يمثلون حركة «من أجل المجتمع التعددي»، و«المؤتمر الوطني السوري» أي (حركة «قمح») التي يتزعمها هيثم مناع، وحركة «الغد السوري»، وحركة «الكتلة الوطنية». ولم يكشف عن أسماء أيٍّ من تلك الشخصيات، لكنه أشار إلى أنهم قرروا المشاركة «على الرغم من الضغط الهائل من جانب أولئك الذين يسعون إلى استمرار اقتتال الإخوة في سوريا، بهدف الحيلولة دون مشاركة المعارضة في مؤتمر سوتشي».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.