يترقب المهتمون بالاقتصاد شرق السعودية بدء الجولة الأخيرة في انتخابات الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية، التي يصفها مراقبون بـ«الجولة الحاسمة»، إذ يُفتح الباب لناخبي الدمام والخبر للإدلاء بأصواتهم صباح اليوم، وهم يمثلون نصيب الأسد من مجمل الناخبين البالغين 48 ألف ناخب، الأمر الذي دفع اللجنة المشرفة على الانتخابات لمنحهم 3 أيام للاقتراع، تبدأ اليوم في مركز معارض الظهران (إكسبو).
ورغم أن اليومين الماضيين شهدا حالة من الرضا العام عن أجواء الحراك الانتخابي في رحلة السباق على انتزاع مقاعد مجلس إدارة غرفة الشرقية، فإن سخونة الانتخابات بدأت ليلة أمس مع كثافة نشاط حملات الترويج الانتخابي، على اعتبار أن القادرين على جمع أكبر عدد من أصوات ناخبي الدمام والخبر هم قاب قوسين أو أدنى من الفوز.
وبدا بعض المرشحين متكئين على «الفزعة» في استقطاب أكبر عدد من الناخبين، إذ احتضنت شبكات التواصل الاجتماعي نداءات قبلية ومناطقية تنادي بدعم مرشحين محددين على اعتبار أنهم يمثلون هذه الشريحة، في محاولة للتكسب الانتخابي من وراء العاطفة والانتماء الذي لعب على وتره بعض المرشحين قبل ساعات من دخول جولة الحسم.
وشكّل بعض المرشحين تحالفات ثنائية فيما بينهم، من خلال دعم مرشح لآخر في الجولات الانتخابية، بالنظر إلى أن من حق الناخبين اختيار مرشحين اثنين من فئة التجار البالغ عددهم 19، ومرشحين اثنين من فئة الصناع البالغ عددهم 9، ما يعني إتاحة المجال لكل ناخب لاختيار 4 أسماء.
ووصفت سميرة الصويغ، عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية، المشهد الانتخابي بأنه «حراك مهم جداً لأبناء المنطقة»، مؤكدة أن «الجميع متفاعل ويترقب النتائج، والأكيد أن التنافس بين الجميع هو تنافس شريف، وهناك روح طيبة تسود الجو الانتخابي العام، إلى درجة أنه بات مألوفاً رؤية مرشح يحضر الحملة الانتخابية لمرشح آخر، أو مرشح يسوّق لآخر».
وأضافت الصويغ لـ«الشرق الأوسط»: «لمسنا هذا العام حضوراً كبيراً لفئة الشباب، وهذا يعطي صورة تتسم مع (رؤية المملكة 2030) في كون الشباب باتوا يلعبون دوراً مهماً في اقتصاد البلاد والنمو الاقتصادي والاجتماعي، وهو أمر يدعو للتفاؤل مع التطلعات الإيجابية التي ترافق هذه الانتخابات».
واتفق معها خالد بارشيد، عضو اللجنة العقارية بغرفة الشرقية، الذي أشار إلى أن الشباب يمثلون نحو 70 في المائة من الشعب السعودي، وهذا الحراك الجاد والديناميكي وانعكاسه على الانتخابات مؤشر جيد، إذ إن ما يميز الشباب روح الطموح والتغيير، ولعل هؤلاء الشباب يغيرون أوضاع الغرفة إلى الأحسن.
وتمنى بارشيد من المرشحين أن «يأخذوا على عاتقهم متطلبات الأعمال التجارية والصناعية، فنحن الآن في زمن مختلف؛ خصوصاً في ظل (رؤية المملكة 2030) و(التحول الوطني)، ونطمح للأفضل والمغاير عن الأطروحات الاقتصادية القديمة».
وتأتي انتخابات هذه الدورة من أعمال «غرفة الشرقية» أكثر زخماً عن سابقتها من دورات انتخابية، سواء من ناحية عدد الناخبين أو المرشحين، أو من ناحية فئاتهم التي تغلب عليها الشبابية، وهو ما يُشير إلى أن الانتخابات ستشهد منافسة قوية، كان للتعديلات الجديدة على النظام الانتخابي دور كبير في ذلك، كونها فتحت المجال لمديري المؤسسات بالانتخاب.
وتحتوي مراكز الاقتراع على مناطق مخصصة، ليتعرف الناخبون فيها عن قرب على المرشحين من فئتي التجار والصناع، وما يقدمونه من برامج، ومناطق أخرى لفحص الاشتراكات والتأكد من أن منشأة الناخب ضمن قائمة الناخبين، وكذلك مناطق لفحص سريان السجل التجاري لكل ناخب، وأخيراً بعد تسلم الناخب بطاقة التصويت الممغنطة ينتقل إلى منطقة التصويت للاقتراع.
السعودية: انتخابات «غرفة الشرقية» تدخل جولة الحسم... وسيناريوهات «الفزعة» تتكرر
ناخبو الدمام والخبر يحددون اليوم بوصلة الاقتراع
السعودية: انتخابات «غرفة الشرقية» تدخل جولة الحسم... وسيناريوهات «الفزعة» تتكرر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة