ناشطون يمنيون متفائلون برحيل موظف أممي اتهموه بالانحياز

غادر أمس المنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة في اليمن، جيمي ماكغولدريك، العاصمة اليمنية صنعاء، بعد انتهاء مهمته الأممية التي كلف بها أواخر عام 2015، في ظل تفاؤل بين الناشطين اليمنيين بأن يكون خلفه المنتظر أقل انحيازا للميليشيات الحوثية الانقلابية.
وكان مسؤولو الحكومة اليمنية الشرعية وجهوا الاتهام أكثر من مرة لـ«ماكغولدريك» بأنه منحاز لجماعة الحوثيين في بياناته وتقاريره في مقابل التغاضي عن آلاف الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات في عموم المناطق التي تسيطر عليها بما فيها العاصمة صنعاء.
وقال ماكغولدريك في بريد إلكتروني لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقابلات الإعلامية التي أجريتها استندت إلى مصادر موضوعية وموثوقة وقابلة للتحقق على أرض الواقع وليس من خارج اليمن».
وحظي المسؤول الأممي بحفاوة بالغة من قيادات الميليشيا الانقلابية قبل مغادرته صنعاء إذ التقى من يسمى رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي وكذا رئيس المجلس السياسي (مجلس الحكم الانقلابي) صالح الصماد الذي قام بتكريمه وامتدح الأدوار التي قام بها أثناء مهمته الأممية كما أبدى أسف الجماعة الشديد لانتهاء فترة عمله في اليمن.
وقال ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي إن قبول المسؤول الأممي بالتكريم من قيادات الميليشيات الانقلابية يؤكد انحيازه إليها وخروجه عن وظيفته الأممية كما يضع أكثر من علامة استفهام أمام التقارير التي كان يزود بها الأمم المتحدة من صنعاء بما تحمله من تحامل واضح على الحكومة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها.
وعقد «ماكغولدريك» لدى مغادرته أمس مطار صنعاء مؤتمرا صحافيا مقتضبا، قال فيه إنه «يشعر بالحزن واليأس الشديدين لما يعانيه اليمنيون، وإنه لم يستطع القيام بكثير مما كان يأمل فيه لجهة مساعدة المحتاجين». على حد قوله.
وكانت الحكومة اليمنية طلبت نهاية السنة الماضية على لسان مصدر مسؤول من الأمم المتحدة أن تعين منسقا جديدا لها في اليمن معتبرة المنسق الحالي «شخصا غير مرغوب فيه» لجهة انحيازه إلى جانب الميليشيات الحوثية الانقلابية.
وعلى صعيد منفصل واصل قادة الجماعة الانقلابية أمس تحركاتهم المستميتة في أوساط القبائل في عمران والحديدة وإب لجهة حضهم على رفد جبهات القتال بأبنائهم وأقاربهم لجهة الحيلولة دون انهيار ما تبقى للجماعة من ميليشيات في مواجهة الجيش الوطني.
وقال مصدر قبلي لـ«الشرق الأوسط» إن بعض زعماء القبيلتين طلبوا من الصماد الإفراج عن عشرات المعتقلين من المدنيين والعسكريين الموالين للرئيس السابق وتعهدوا له بأنهم سيعملون على جعلهم موالين للجماعة.
وحض القيادي الحوثي صالح الصماد الزعماء القبليين على إرسال المقاتلين إلى الجبهات وحذرهم - طبقا للمصدر - من خطورة انتصار القوات الحكومية الشرعية المدعومة من التحالف العربي لجهة ما سينتج عنه من تهديد للقبيلة اليمنية وتماسكها وإلغاء دورها في مستقبل اليمن.