تركيا تسلم لبنان أحد المتورطين باغتيال قيادي حماس

TT

تركيا تسلم لبنان أحد المتورطين باغتيال قيادي حماس

تسلّم الأمن اللبناني من السلطات التركية، أحد المشتبه بهم بمحاولة اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمد حمدان، بتفجير سيارته في مدينة صيدا (جنوب لبنان) يوم الأحد في الرابع عشر من الشهر الحالي، بتكليف من جهاز الموساد الإسرائيلي، فيما لا يزال الرأس المدبّر للعملية حرّاً، ويرجّح فراره إلى هولندا بعد ساعات من وقوع التفجير.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية)، بأن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي تسلم من الجانب التركي في مطار رفيق الحريري الدولي، اللبناني محمد يوسف الحجار المشتبه به، بالاشتراك في تفجير سيارة حمدان ومحاولة اغتياله. وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن «وفدا أمنيا تركيا اقتاد الحجار من إسطنبول حيث ألقى القبض عليه، ونقله بطائرة خاصة وسلّمه إلى ضباط في فرع المعلومات والأمن العام داخل حرم مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت».
وأوضح فيه مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «شعبة المعلومات والأمن العام اللبناني، زوّدا الجانب التركي بالمعلومات المطلوبة، المتعلّقة بتوقيت سفر هذا الشخص جوّا من بيروت إلى إسطنبول، ورقم الرحلة وتاريخ الإقلاع والوصول، وذلك بإيعاز من النيابة العامة التمييزية، وهو ما سهّل على السلطات التركية مهمّة تعقّب الشخص المطلوب وتوقيفه خلال ساعات».
في هذا الوقت، أوضحت مصادر تيار «المستقبل» أن «الاستجابة التركية السريعة لتسليم المطلوب عكست ارتياحا في الأوساط السياسية والأمنية اللبنانية». وأكدت أن هذا الأمر «سيكون على جدول أعمال الزيارة التي سيقوم بها الحريري إلى أنقرة الأسبوع المقبل، التي تندرج في سياق تعزيز التعاون بين البلدين على صعيد مكافحة الإرهاب».
وكان فرع المعلومات في الأمن الداخلي تمكن من تحديد هويات المتورطين بتفجير صيدا الأخير، من خلال ضبط كاميرات المراقبة الموجودة في مكان التفجير ومحيطه، وتعقب حركة الاتصالات الهاتفية، حيث تبيّن لها أن المشتبه به الرئيسي في العملية اللبناني أحمد بيتيّة (38 عاماً)، وهو من سكان مدينة طرابلس (شمال لبنان)، وصاحب سجل أمني نظيف، ويعمل في التجارة ويتنقل بين لبنان وهولندا. وأدت عمليات الاستقصاء والتحري إلى معلومات، تؤكد أن بيتيّة ومجموعته قاموا فجر اليوم الذي وقع فيه الانفجار، بزرع عبوة ناسفة أسفل سيارة حمدان التي كانت مركونة في أحد أحياء مدينة صيدا، استخدموا سيارتين في العملية تمت مصادرتهما لاحقاً. وأفادت المعلومات بأن بيتيّة غادر لبنان غروب اليوم الذي وقع فيه التفجير، وتوجه إلى أمستردام، ورجّحت أن تكون الاستخبارات الإسرائيلية تعرّفت عليه خارج الأراضي اللبنانية، وجنّدته هناك.
وحذّرت المديرية العامة لأمن الدولة المواطنين، لدى استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي، من «التواصل مع أشخاص إسرائيليين تحت أي شعار كان، منعا لاستدراجهم وتجنيدهم لصالح العدوّ، أو الوقوع في فخّ التطبيع، لما يرتّبه ذلك عليهم من عقوبات».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».