البحرين: خطة لتنمية أكثر من 6300 مؤسسة متوسطة وصغيرة

TT

البحرين: خطة لتنمية أكثر من 6300 مؤسسة متوسطة وصغيرة

أعلن زايد بن راشد الزياني وزير الصناعة والتجارة والسياحة في مملكة البحرين أمس، عن خطة وطنية ستنفذها الوزارة بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية وصندوق العمل «تمكين» وبنك البحرين للتنمية تستهدف تنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وتمثل المؤسسات المتوسطة والصغيرة نحو 30 في المائة من الاقتصاد البحريني فيما يصل عددها إلى 6335 مؤسسة.
وأكد الزياني أن الخطة في مراحلها الأخيرة، حيث تستعد وزارة الصناعة والتجارة والسياحة لرفعها إلى مجلس إدارة مجلس التنمية الاقتصادية لاعتمادها لخطة رسمية لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، متوقعاً أن ترى النور خلال النصف الأول من العام الحالي 2018. وبين الزياني أن الخطة الوطنية الجديدة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ستشمل جميع محاور العمل في هذا القطاع من كل الجوانب التشريعية والتطبيقية، إضافة إلى استحداث قوانين مثل قانون الإعسار والإفلاس، وقنوات التمويل وتشجيع الصادرات وتقديم كل أنواع المشورة.
وأكد وزير الصناعة والتجارة والسياحة أن الخطة الوطنية الجديدة تستهدف إعطاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بيئة متكاملة قادرة على تهيئة جميع أسباب النجاح لها، حتى تكون دافعا للمبدعين ورواد الأعمال من البحرينيين من كلا الجنسين للتألق في هذا المجال.
وكان الوزير الزياني يتحدث على هامش رعايته تخريج 5 أفواج من متدربي برامج تطوير ريادة الأعمال التابعة لمنظمة «اليونيدو»، بدوره قدر جعفر الصائغ عضو جمعية الاقتصاديين البحرينيين حجم المؤسسات المتوسطة والصغيرة بين 28 إلى 30 في المائة من الاقتصاد البحريني. كما أشار الصائغ إلى أن عدد المؤسسات المتناهية الصغر في السوق البحرينية يبلغ 85 ألف مؤسسة، في حين يبلغ عدد المؤسسات الصغيرة 5485 مؤسسة والمؤسسات المتوسطة يصل عددها إلى 950 مؤسسة في حين يبلغ عدد المؤسسات الكبيرة جدًا نحو 176 مؤسسة.
من جانبه قال الدكتور هاشم حسين مدير برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» في البحرين، إن الشراكة الطويلة والعميقة مع وزارة الصناعة والتجارة والسياحة حققت نجاحات متعددة، أولها النموذج البحريني والذي يطبق حاليا في 52 دولة حول العالم. ولفت الدكتور هاشم حسين إلى أن الأعداد المتزايدة لرواد الأعمال في البحرين ترجع بصورة أساسية إلى بيئة الأعمال والخدمات التي تقدمها حكومة المملكة بهدف الارتقاء بالاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة والشاملة والتكامل في إطار المنظومة الخليجية.
كما أوضح أن النموذج البحريني نجح في دعم أكثر من 8 آلاف رائد عمل بموجودات وصل مجموعها إلى ملياري دولار، كما خلق أكثر من 17 ألف وظيفة على مستوى البحرين، لافتا إلى أن اليونيدو سيصل إلى تدريب الفوج رقم 100 خلال الأسبوع المقبل، والذي يعتبر من أهم الأفواج لما فيه من الإبداع والابتكار والريادة في الأعمال.
وذكر هاشم حسين أن العام الحالي 2018 سيشهد التعاون مع 15 دولة حول العالم للاستفادة من النموذج البحريني، حيث سيتم التعاون مع جمهورية مصر العربية من خلال العمل مع البنك المركزي وعدد من البنوك التجارية، إضافة إلى إفادة دول الساحل الخمس في أفريقيا وهي: بوركينافاسو ومالي والنيجر وتشاد وموريتانيا، إضافة إلى السودان، وذلك لدعم وتمكين رواد الأعمال للمساهمة في الحد من مشكلات الهجرة والإرهاب وغيرها من المشكلات التنموية امتدادا من البحر الأحمر وحتى المحيط الأطلسي. وتوقع مدير برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» في مملكة البحرين أن يتم تعميم النموذج البحريني في أكثر من 90 دولة حول العالم بنهاية عام 2020، مع الاستفادة من المشاركة في «إكسبو دبي 2020».



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.