الرئيس الإسرائيلي يحذّر من كارثة إنسانية في غزة ويحمّل «حماس» المسؤولية

70 % من السكان لاجئون في المخيمات و75 % يشترون الغذاء بالدين

TT

الرئيس الإسرائيلي يحذّر من كارثة إنسانية في غزة ويحمّل «حماس» المسؤولية

حذر الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين، «من اقتراب ساعة انهيار البنى التحتية في غزة، وترك كثير من المواطنين يواجهون الضائقة من دون شروط صحية، ومع التعرض إلى تلوث المياه الجوفية والأوبئة».
لكن رفلين تجاهل دور إسرائيل وحصارها المستمر منذ 10 سنوات وحروبها الثلاث على قطاع غزة في هذه الضائقة، وألقى باللائمة على حركة حماس وحدها. وقال رفلين الذي كان يتحدث في مدرسة «نوفي هبسور»، في إحدى البلدات المجاورة لقطاع غزة: «إن من يمنع إعادة إعمار غزة هم رجال حماس وليس إسرائيل». وأضاف: «إسرائيل هي العامل الوحيد في المنطقة الذي ينقل في كل الأحوال، الاحتياجات الأساسية إلى السكان لكي يتمكنوا من العيش. لن نتحمل توجيه أصابع الاتهام إلينا. أتوجه إلى كل شعوب العالم، إلى كل من يملك القدرة والتأثير، للضغط على الجهاز السلطوي في غزة، على حماس، كي تتحمل المسؤولية عن أعمالها وعن حياة السكان».
وكان منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية، الجنرال يوآب مردخاي، قد نشر على صفحته في «فيسبوك»، في نهاية الأسبوع، شريطاً يظهر فيه مسؤول حماس الكبير محمود الزهار، وهو يعترف، في لقاء مع قناة القدس، بأن حماس فشلت خلال كل سنوات حكمها لقطاع غزة، وتستجدي المال من إيران وحزب الله، ولذلك استعادت علاقاتها معهما. وكتب مردخاي معلقاً: «منظمة حماس فشلت في فرض إرادتها على القطاع وتستعطف للمصالحة مع فتح كي تنقذ نفسها من الغزيين الغاضبين».
يذكر أن أكثر من مليوني نسمة يعيشون في قطاع غزة، بينهم 1.3 مليون (أي 70 في المائة) يعيشون في 8 مخيمات لاجئين في ظروف مأساوية، من جميع النواحي؛ الاقتصادية والغذائية والصحية. ووفقاً لتقارير رسمية لسلطة النقد الفلسطينية، فإن 97 في المائة من المياه فيها غير صالحة للشرب، وعدد العاطلين عن العمل زاد من 85 ألف عاطل عام 2007 إلى 250 ألف عاطل عام 2017، بزيادة نسبية قدرها 194 في المائة، ناهيك بأن أكثر من نصف الفئة الأعلى إنتاجية ضمن القوى العاملة (الفئة العمرية 18 - 34) عاطلون عن العمل. ونحو 70 في المائة يعيشون تحت خط الفقر، و53 في المائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر المدقع.
وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 75 في المائة من الأسر في غزة تشتري ما يلزمها للمعيشة اليومية بالدين. ويعيش المواطنون في ظل انقطاع في التيار الكهربائي 3 أرباع كل يوم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.