رئيس وزراء الجزائر: لن أترشح ضد بوتفليقة

TT

رئيس وزراء الجزائر: لن أترشح ضد بوتفليقة

أكد رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، أمس (السبت)، أنه لن يترشح ضد رئيس البلاد، عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات الرئاسة المقررة في ربيع 2019، نافياً وجود صراعات بين أجنحة الحكم داخل النظام، حسبما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.
وقال أويحيى، الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، في مؤتمر صحافي عقب أشغال الدورة العادية الرابعة للمجلس الوطني للحزب أمس: «لقد قلت مراراً وتكراراً إنني لن أترشح أبداً ضد الرئيس، وسأكون إلى جانبه إذا ترشح لعهدة خامسة، وهذا لسببين: أولاً لأنني ساندته في أربع مرات لقناعتي بأنه قام بعمل كبير لفائدة البلاد، وثانياً لاعتبارات شخصية. فزيادة على التزامي السياسي معه، حظيت بمكانة رفيعة مع فريق عمله، بدليل أنه عينني رئيساً للوزراء للمرة الثالثة».
وبشأن معارضة الرئيس بوتفليقة لتوجه الحكومة نحو خصخصة الشركات المملوكة للدولة، لفت أويحيى إلى أنه «يحظى بثقة الرئيس بوتفليقة، الذي بوسعه إنهاء مهامه؛ لأنه هو من تولى تعيينه». كما كذب وجود صراع أجنحة داخل أركان النظام أو في الجهاز التنفيذي، ملمحاً إلى أن الأمر ليس نفسه ربما داخل «مطبخ سفينة الأغلبية (الموالاة)»، لأن هناك آراء مختلفة، رغم تأكيده أن حزب جبهة التحرير الوطني (الحزب الأول في الجزائر) هو «حليف استراتيجي» لحزبه في دعم برنامج رئيس الجمهورية من أجل مصلحة الجزائر.
ونفى أويحيى ما تم تداوله من وجود تقرير وتحقيق لمصالح الأمن الداخلي، يشير إلى اعتماده على خطاب التخويف والترهيب، منوهاً إلى أنه لم يقل إلا الحقيقة للشعب الجزائري حتى يعرف الوضع الحقيقي للبلاد، وقال بهذا الخصوص: «حتى وإن لم أقم بأي شيء منذ مجيئي على رأس الحكومة قبل 5 أشهر، فإنني أخرجت الجزائريين من وهم البحبوحة المالية».
واعترف أويحيى بأن الجزائر لا تزال تعيش أوضاعاً مالية صعبة، موضحاً أنه قبل أشهر قليلة تم إحصاء 70 مليار دولار ديوناً مستحقة على الحكومة للشركات، فضلاً عن تجميد 3000 مشروع عمومي، من بينها مشروعات في قطاع التعليم. كما كشف عن أن الخزينة العمومية لم تكن تتوفر سوى على 500 مليون دولار في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، في حين أن احتياجات البلاد تقدر بملياري دولار شهرياً، مبرزاً أن الحكومة اتخذت فيما بعد إجراءات سمحت بتسديد كامل المستحقات للشركات، ورفع التجميد عن 1500 مشروع تنموي.
من جهة ثانية، منعت الشرطة الجزائرية أمس متقاعدي ومصابي الجيش من دخول العاصمة الجزائر، وتنظيم وقفة احتجاجية بوسط المدينة، ثم التوجه في مسيرة نحو قصر الحكومة.
ووضعت الشرطة المدعومة بوحدات جهاز الدرك الوطني، حواجز أمنية على محاور الطرق الرئيسية باتجاه العاصمة الجزائرية، لمنع المحتجين من الوصول إليها؛ مما أدى إلى اختناق وازدحام مروري كبيرين.
وذكرت مصادر إعلامية أن مشادات وقعت بين المحتجين وعناصر الدرك الوطني بولايتي سطيف وميلة شرقي البلاد، مرجحة سقوط جرحى وسط المحتجين.
وكان رئيس الوزراء أحمد أويحيى قد أكد في مؤتمر صحافي أمس أن المظاهرات ممنوعة في العاصمة الجزائر بموجب القانون، وأنه ليس مع القمع، وإنما ضد الفوضى التي تلحق الأذى بالممتلكات العمومية والخاصة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».