البنك المركزي المغربي يتوقع تضخماً بمعدل 1.9 % خلال 2018

TT

البنك المركزي المغربي يتوقع تضخماً بمعدل 1.9 % خلال 2018

توقع عبد اللطيف الجواهري، والي (محافظ) بنك المغرب، ألا يتجاوز معدل التضخم خلال العام الحالي نسبة 1.9 في المائة، مع تبني البلاد سياسة مرنة لسعر الصرف.
وقال الجواهري، الذي كان يتحدث أول من أمس خلال لقاء صحافي مشترك مع وزير الاقتصاد والمالية المغربي بالرباط حول نظام مرونة سعر الصرف: «كنا نتوقع أن يرتفع معدل التضخم خلال العام الحالي إلى 1.5 في المائة، غير أن بداية العمل بنظام الصرف المرن وأخذه بعين الاعتبار في توقعاتنا أدت إلى زيادة هذه النسبة بنحو 0.4 في المائة، وهو الأثر المتوقع لانخفاض قيمة الدرهم بنحو 2.5 في المائة، أي أقصى ما يمكن في إطار النظام الجديد للصرف».
وبدأ المغرب العمل بالنظام الجديد للصرف انطلاقاً من الاثنين الماضي. وأوضح الجواهري أن هذا النظام يحافظ على قاعدة تحديد السعر المرجعي للدرهم على أساس سلة من العملات تتكون بنسبة 60 في المائة من اليورو و40 في المائة من الدولار، مع السماح له بالتقلب في إطار نطاق أقصاه زائد 2.5 في المائة، وأدناه ناقص 2.5 في المائة.
وأشار الجواهري إلى أنه بعد أربعة أيام من اعتماد الهامش الجديد للتقلب ظل سعر الدرهم مستقراً نسبياً، كما أن حجم المعاملات بقي في الحدود العادية للاحتياجات التجارية للمغرب، مشيراً إلى أن حجم المعاملات اليومية تراوح بين 3 و4 ملايين دولار.
من جانبه، اعتبر محمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية، أن بداية العمل بالنظام الجديد لسعر الصرف كانت بداية موفقة ومطمئنة. وقال: إن الحكم في هذا المجال هو السوق، مشيراً إلى أن توجهات السوق خلال هذه الأيام الأولى أظهرت ثقة كبيرة في العملة المغربية وفي الاقتصاد المغربي.
وأضاف بوسعيد: إن سلوك المتعاملين أظهر أن سعر تداول الدرهم متوازٍ مع قيمته الحقيقية، وبالتالي فإن نسبة تقلبات أسعار الصرف بقيت في مستوى جد منخفض، لم تتجاوز 0.3 في المائة، مقارنة مع الحد الأقصى للتقلب الذي حددته الحكومة في 2.5 في المائة.
وقال بوسعيد: «نحن لسنا في وضعية التعويم. هذا الأمر يجب أن يكون واضحاً للجميع. فنحن ما زلنا في إطار نظام سعر صرف ثابت، مستند إلى قيمة سلة من العملات تعكس تركيبة تجارتنا الخارجية، مع إدخال هامش من التقلب محدد في نسبة 2.5 في المائة صعوداً وهبوطاً». وأضاف بوسعيد قائلاً: «يجب التأكيد على أن البنك المركزي لم يستقل. فهو ما زال يتدخل في السوق عن طريق العرض والطلب بهدف حصر سعر الدرهم داخل النطاق المحدد».
وأعلن بوسعيد أن المنشور المتعلق بإدارة الحماية من تقلبات سعر الصرف أصبح جاهزا، مشيراً إلى أن مكتب الصرف (مكتب مراقبة تحويل العملات) سينشره خلال الساعات المقبلة. وأضاف أن بنك المغرب شدد رقابته على وكالات صرف العملات، وكذلك على البنوك، التي ألزمها بمده بتقارير يومية حول جميع عملياتها المتعلقة بصرف العملات.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.