ترحيب أميركي بـ«محادثات بناءة» بين بغداد وأربيل

TT

ترحيب أميركي بـ«محادثات بناءة» بين بغداد وأربيل

رحب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، مساء أول من أمس، بـ«اللقاءات والاجتماعات البنّاءة التي تجرى بين وفود إقليم كردستان والحكومة العراقية بهدف معالجة المشكلات».
وأعلن موقع حكومة إقليم كردستان في بيان أن تيلرسون أكد أن «أميركا تهتم بعلاقاتها مع إقليم كردستان دائماً». وتابع البيان الذي أوردته شبكة «رووداو» أن الوزير الأميركي «عبر عن سعادته باللقاءات والاجتماعات البناءة التي تجرى بين وفود إقليم كردستان والحكومة العراقية بهدف معالجة المشكلات، وأكد أن الدستور العراقي هو السبيل لتسوية الخلافات، وأبدى استعداده لدعم الحوار بين أربيل وبغداد». كما لفت الوزير الأميركي إلى «أهمية التعاون والمزيد من التنسيق بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية وأميركا، لمواجهة أي مخاطر بعد إنهاء (داعش)، ومنع إثارة أي نوع من العنف».
وجدد تيلرسون خلال المكالمة التأكيد على الدعم الأميركي للعملية الديمقراطية والانتخابية في العراق وإقليم كردستان، آملاً أن تنجح حكومة إقليم كردستان في تجاوز الأزمات التي تواجهها، وأكد دعم بلاده من هذه الناحية.
من جانبه، قدم بارزاني شكره لوزير الخارجية الأميركي على دعمه إقليم كردستان، معلناً أن «خطر تجدد العنف لا يزال قائماً حتى الآن»، وأشار إلى «وجوب أن يتفق إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية والولايات المتحدة على آلية عمل مشتركة لمواجهته (الخطر) في الحاضر والمستقبل». وشدد على أن إقليم كردستان لطالما كان مستعداً لبدء الحوار وحلحلة المشكلات مع بغداد، واصفاً مفاوضات وفود بغداد وأربيل خلال الأيام الماضية بـ«الإيجابية»، وأكد الحاجة لمساندة جميع الأطراف للمضي بالمباحثات قدماً.
كما ذكر رئيس حكومة إقليم كردستان أن «أربيل تعد واشنطن حليفتها، وهي بحاجة إلى مساعدة أصدقائها لتجاوز الأوضاع الراهنة»، موضحاً أن «العملية السياسية في إقليم كردستان وإجراء الانتخابات عملية جدية».
وتصدرت اللقاءات الأخيرة بين بغداد وأربيل لقاء جمع أمس رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم بنوابه نوري المالكي وإياد علاوي وأسامة النجيفي. وذكر بيان رئاسي أن «جدول الأعمال تضمن مناقشة عدد من الملفات المهمة ذات الصلة بالانتخابات المقبلة، وقانون الموازنة، والحوار ما بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان»، وأن الاجتماع «أشاد بالاستجابة إلى مبادرة رئاسة الجمهورية، وبالحوار المتواصل ما بين الوزارات في الحكومة الاتحادية والإقليم بشأن الجوانب الفنية العالقة، وصولا إلى تفاهمات مطلوبة لحل جميع الإشكالات، حيث تم التأكيد على ضرورة تفعيل وتكثيف الجهود للوصول إلى حلول عملية لمختلف جوانب الأزمة على وفق السياقات الدستورية».
وأعلن أول من أمس عن التوصل إلى اتفاق بشأن رفع الحظر عن مطاري أربيل والسليمانية الذي فرضته بغداد بعد استفتاء الاستقلال الذي أجري في الإقليم في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، وذلك بعد مفاوضات بين وفد من الحكومة الاتحادية وآخر من حكومة الإقليم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.