أكبر شركة نفط صينية تتوقع تباطؤ نمو الطلب في 2018

TT

أكبر شركة نفط صينية تتوقع تباطؤ نمو الطلب في 2018

سينمو الطلب في الصين في العام الحالي بصورة صحية، ولكن بوتيرة أقل عن العام الماضي، حسبما أوضح التقرير السنوي لشركة النفط الوطنية الصينية «سي إن بي سي»، الصادر بالأمس. ومن المتوقع أن ترتفع الطاقة التكريرية للبلاد، حسبما أوضح التقرير، مما يجعل شكل الطلب على النفط بصورة عامة في العالم في 2018 بحالة جيدة، خصوصاً أن الصين تجاوزت الولايات المتحدة كأكبر مستورد للنفط في العالم في 2017.
ومن جهة أخرى، من المتوقع أن يتم تأجيل بدء تداول عقود النفط الآجلة باليوان في بورصة النفط الجديدة التي ستنطلق في شنغهاي حتى شهر مارس (آذار) المقبل، بعد أن تناقلت بعض الصحف الصينية انطلاق التداولات يوم 18 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وفيما يلي ملخص بأبرز الأخبار عن السوق الصينية هذا الأسبوع:
الطلب على النفط
أظهر التقرير السنوي لشركة «سي إن بي سي» أن الطلب على النفط في الصين من المتوقع أن ينمو في العام الحالي بنحو 4.6 في المائة، أي ما يعادل 615 طناً مترياً. وسوف يكون هذا النمو أقل من النمو الذي سجلته الصين في العام الماضي بنسبة 5.9 في المائة. وقال التقرير إن التباطؤ في الطلب سببه إصلاحات سوق العقار، والتغييرات الهيكلية الاقتصادية، والسياسات البيئية والمناخية التي تتبعها الصين لتحسين الأجواء في المدن، إضافة إلى نمو استخدام الطاقة البديلة.

الطاقة التكريرية
من المتوقع أن تضيف الصين طاقة تكريرية جديدة هذه السنة بنحو 36 مليون طن متري، ليبلغ إجمالي الطاقة التكريرية في البلاد 810 ملايين طن متري. وستستحوذ المصافي المستقلة الصغيرة في الصين، المعروفة باسم «أباريق الشاي»، على حصة 23 في المائة من إجمالي الطاقة التكريرية هذه السنة. ومن المتوقع كذلك أن يزيد معدل تكرير النفط في المصافي بواقع 5.2 في المائة، ليصل النفط المكرر إلى 598 مليون طن متري.
الطلب على المنتجات النفطية
قد تواجه الصين تخمة في حجم المواد البترولية التي سيتم إنتاجها هذا العام، مما سيجعل من مسألة تصدير هذه الفوائض في الإنتاج إلى الخارج مسألة ضرورية. ومن المحتمل أن يصل هذا الفائض إلى 46.8 مليون طن متري في العام الحالي، بزيادة قدرها 30 في المائة عن الفائض في العام الماضي. وسيزيد الطلب على المنتجات كذلك بنسبة 1.9 في المائة عن مستوى العام الماضي، ليصل إلى 331 مليون طن متري.
توقعات أسعار النفط
وتتوقع الشركة الصينية أن يبلغ متوسط أسعار نفط برنت هذا العام بين 60 و65 دولاراً في السيناريو الأساس للتوقعات للشركة. ورفعت الشركة توقعاتها لأسعار النفط تحت هذا السيناريو بنسبة بين 10 و20 في المائة عن توقعاتها للأسعار في العام الماضي. وتوقعت أن ينمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمعدل 1.4 مليون برميل يومياً، ليصل الإجمالي إلى 98.7 مليون برميل يومياً.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.