«حماس» و«الجهاد» تردان على انتقادات الرئيس الفلسطيني

الرئاسة تدعو إلى «الوقوف صفاً واحداً أمام الهجمة»

TT

«حماس» و«الجهاد» تردان على انتقادات الرئيس الفلسطيني

لم يقتصر الهجوم على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الإسرائيليين، بل انتقدته فصائل فلسطينية هاجمها عباس بقوة.
وكان عباس انتقد بشدة حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لرفضهما المشاركة في اجتماع المجلس المركزي. وقال إنه لا يلوم «الجهاد» لأنها لا تتحدث في السياسة أو تعمل بها، لكنه هاجم بالاسم القيادي في «حماس» محمود الزهار، وقال إنه «كان قبل بانتخابات من دون القدس، ولا يراها مهمة، وقد تساوقت حماس معه بعدم حضورها الاجتماع». ولمح إلى أن الحركتين لم تحضرا الاجتماع بناء على تعليمات خارجية.
ورفضت «الجهاد الإسلامي» تصريحات عباس، إذ قال القيادي في الحركة بالضفة الغربية جعفر عز الدين إنها «لا تنتظر من أحد أن يقيّم نشاطها السياسي وغير السياسي». وجددت «الجهاد» الدعوة إلى عقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير «ومراجعة الأداء السياسي ومعالجة كل ما اعتراه من خلل وعبث أوصلنا إلى المأزق الراهن».
واستنكرت «حماس» ما وصفته بـ«تطاول» الرئيس على الزهار. وقالت في بيان إنّه «تقديراً لحساسية المرحلة التي تمر بها قضية فلسطين، وحفاظاً على وحدتنا الوطنية في مواجهة المشاريع التصفوية، واحتراماً لتضحيات شعبنا وتاريخه العريق، فإن حركة حماس ستترفع عن الرد على هذا التطاول». وأكدت الحركة أن «تاريخ والد الشهداء القائد الزهار وتضحياته ونضالاته وجهوده ومواقفه المسؤولة من أجل تحقيق المصالحة أكبر بكثير من أن تنال منها بعض العبارات المنفلتة».
وانتقدت كذلك «الجبهة الشعبية» و«الجبهة الديمقراطية» خطاب عباس، وقالتا إنه لم يرتق إلى المستوى المطلوب.
وردت الرئاسة الفلسطينية على الانتقادات عبر الناطق باسمها نبيل أبو ردينة الذي قال إن «الموقف الفلسطيني المقاتل من أجل القدس، والذي يتحلى بالجرأة والشجاعة العالية، نجح في مواجهة السياسة الأميركية المنحازة، وكشف المؤامرة على القدس جوهر القضية الفلسطينية وعنوانها، كما استطاع إفشال التطبيع المجاني الذي يعتبر خروجاً على مبادرة السلام العربية».
ورأى أن «المطلوب من الجميع الآن الوقوف صفاً واحداً أمام الهجمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، الأمر الذي تطلب انعقاد المجلس المركزي، لاتخاذ قرارات بمستوى خطورة المرحلة». وأوضح أن «المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية والمنطقة تتطلب تغييراً في المفاهيم السائدة لدى البعض، بشأن طبيعة الصراع الأساسي مع الاحتلال الإسرائيلي باعتباره التناقض الرئيسي، وما يراد تمريره لخدمة مشاريع مرفوضة، بالتمركز حول أجندات غير وطنية، ولا تخدم القضية والمصالح الوطنية».
واعتبر أن «قوة الموقف الفلسطيني بشأن القدس وما تتعرض له من مشاريع تهويدية وتصفية لهويتها، تمثلت بعقد المجلس المركزي على الأرض الفلسطينية، بما يؤكد على فلسطينية القرار الوطني واستقلاليته، وهذه رسالة على الجميع استيعابها داخلياً وإقليمياً ودولياً».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».