لجنة لتسريع تقاضي الموقوفين في سجن دمشق المركزي

سجناء أمضوا أكثر من خمس سنوات في السجن ولم تنته محاكمتهم

TT

لجنة لتسريع تقاضي الموقوفين في سجن دمشق المركزي

شكل النظام السوري لجنة لمعالجة أوضاع الموقوفين في سجن دمشق المركزي المعروف باسم (سجن عدرا) الذي يعد أحد أكبر السجون في سوريا، وستعمل اللجنة التي بدأت أعمالها على «متابعة الدعاوى الخاصة المنظورة أمام الجهات القضائية المختلفة ومعالجتها ذلك لاختصار أمد التقاضي». ويحق للجنة بحسب التعميم الخاص بتشكيلها، الاستعانة «بمن تراه مناسبا» على أن ترفع تقارير أسبوعية عما توصلت إليه وما تم معالجته.
وجاء قرار تشكيل اللجنة الصادر عن وزير العدل القاضي هشام الشعار إثر زيارته برفقة وزير الداخلية لسجن عدار المركزي والاجتماع مع عدد من السجناء. حسب بيان الصادر عن الوزارة، والذي أوضح أن اللجنة تتألف من المحامي العام الأول بدمشق رئيسا، والمحامي العام بريف دمشق ورئيس النيابة العامة لدى محكمة قضايا الإرهاب، أعضاء.
وأظهرت تقارير رسمية مصورة وزيري العدل والداخلية يتجولان داخل سجن عدرا ويتحدثان إلى السجناء، أحدهم قال إنه مسجون منذ خمس سنوات، وإن محاكمته لم تنته.
وقال وزير العدل إن الزيارة تهدف للوقوف على «وضع السجناء قانونيا وتقصير فترة التقاضي».
وفي تصريح لجريدة «الوطن» المحلية، قال رئيس اللجنة المحامي العام الأول بدمشق ماهر العلبي إن اللجنة «ليس لها علاقة بالموقوفين الذين يقضون عقوبتهم». مضيفا أن «العدلية كانت تستقبل شهريا نحو 30 طلب شكاوى للسجناء يتم توزيعها على قضاة النيابة لمعالجتها». لافتا إلى أنه يحق للجنة استدعاء القاضي للاستفهام منه عن قضية سجين في «حال قدم شكوى عن التأخير»، مؤكدا أن هذا «لا يعتبر تدخلا في قناعة المحكمة بل الاستفهام من القاضي».
ويعد سجن عدرا المركزي أكبر السجون السورية المدنية، ويتبع لوزارة الداخلية وشعبة الأمن السياسي، حيث يضم موقوفي الجنح والجنايات، والمعتقلين السياسيين، ممن ينتظرون تقديمهم للمحاكمة أمام محكمة الإرهاب. ولا تتوفر أي أرقام رسمية عن عدد الموقوفين في سجن دمشق المركزي المؤلف من أربعة عشر جناحا، فيما تفيد تقارير الهيئة العامة لحقوق الإنسان، بأنه يضم أكبر عدد من المسجونين في سوريا، والذين يعانون من الازدحام الشديد في ظروف بالغة السوء بسبب تقنين الكهرباء وشح المياه، خلال السنوات الأخيرة التي شهدت موجات اعتقال غير مسبوقة لمعارضي النظام.
وكان النظام السوري قد أطلق سراح نحو 672 سجينا من سجن دمشق المركزي عدرا، في يونيو (حزيران) 2017 غالبيتهم اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في أعمال مناهضة للنظام وبينهم عشرات النساء. حيث تقدر مصادر بالمعارضة عدد المعتقلات السياسيات في عدرا بخمسمائة معتقلة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.