استرضاء حوثي لـ«حاشد» بإطلاق سراح قياديين من «المؤتمر»

«زينبيات» الجماعة قمعن مظاهرة في صنعاء... وأنباء عن خطف نجل علي محسن

تجمع لمجندات الحوثيين في صنعاء (رويترز)
تجمع لمجندات الحوثيين في صنعاء (رويترز)
TT

استرضاء حوثي لـ«حاشد» بإطلاق سراح قياديين من «المؤتمر»

تجمع لمجندات الحوثيين في صنعاء (رويترز)
تجمع لمجندات الحوثيين في صنعاء (رويترز)

أفرجت ميلشيات الحوثي الانقلابية، أمس، عن اثنين من الزعماء القبليين البارزين مع عدد من أتباعهم الذين اعتقلتهم على خلفية اتهامهم بالمشاركة في الانتفاضة التي دعا إليها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وانتهت بمقتله والتنكيل بأقاربه والمئات من أنصاره.
ووصف مراقبون الخطوة الحوثية بأنها استرضاء من الجماعة لقبيلة «حاشد»، فالقيادي الأول كان وزيراً للاتصالات في حكومة الانقلاب غير المعترف بها وقيادي في حزب المؤتمر الشعبي، وأطاحت به الجماعة بعد مقتل صالح، وأودعته بأحد معتقلاتها بعد اتهامه بمساندة الانتفاضة، والآخر زعيم قبلي تربطه علاقة مصاهرة مع الرئيس السابق، وفجرت الميليشيات منزله بعد نهبه واعتقاله مع عدد من أتباعه.
وأفادت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» بأن رئيس مجلس الانقلاب الحوثي صالح الصماد استقبل أمس في صنعاء أعيان محافظة عمران ومشايخ «حاشد»، وامتدح أدوارهم في الوقوف إلى جانب الجماعة في مواجهة ما وصفه بـ«العدوان»، وأمر بالإفراج عن الشيخ جليدان محمود جليدان والشيخ مبخوث المشرقي.
في الأثناء، تداولت مواقع إخبارية عربية ويمنية أنباء عن إيقاف الحوثيين أبناء نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر. ونقلت «العربية.نت» عن مصادر في صنعاء أن عناصر من الميليشيات اقتحمت منزل نائب الرئيس، وخطفت نجله محسن وعشرات من حراس المنزل، بيد أن مكتب النائب لم يؤكد ذلك أو ينفيه، كما أن الحوثيين لم يعلنوا النبأ أو ينفوه.
وتداول ناشطون مقطع فيديو يظهر فيه عنصران يشتبه بأنهما حوثيان يهددان حارسين، ثم يفتح لهما باب منزل اتضح أنه مليء بالحراس، وراح يخيرهم بين تسليم أنفسهم، أو إفراغ الرصاص في رؤوسهم، ثم ينادي شخص آخر من المهاجمين وسط تداخل المتحدثين بصوت عال قائلاً: «يا محسن»، وهو ما دفع للتكهن بأن ذلك المنزل هو منزل نائب الرئيس، ومحسن هو نجله.
إلى ذلك، قمعت ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية أمس في صنعاء، مظاهرة نسائية خرجت للتنديد بالجماعة في مناسبة مرور أربعين يوماً على مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
ودعت المظاهرة النسائية التي خرجت إلى ميدان التحرير وسط صنعاء إلى «العصيان المدني»، رداً على انتهاكات الحوثيين. وطالبت المشاركات فيها الميليشيات الحوثية بتسليم جثمان صالح الذي أشاعت الجماعة أنها دفنته في مسقط رأسه في وقت سابق من الشهر الماضي.
وأوكلت الجماعة مهمة قمع المظاهرة وتفريقها إلى قوة أمنية نسائية ممن يطلق عليهن «الزينبيات»، إذ استخدمن العصي والصواعق الكهربائية في الاعتداء على المتظاهرات، ما أدى بحسب شهود تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» لإصابة عدد منهن بجروح متفاوتة.
وأكدت ناشطات في المظاهرة لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر الميليشيا بمساعدة «الزينبيات» اقتدن 10 متظاهرات على الأقل إلى قسم شرطة الجديري، بعد الاعتداء عليهن بالضرب وإطلاق الشتائم، ومن بينهن: حميدة الخولاني ووهبية الهمداني ونبيلة الهمداني وأروى الأغبري وآمنة البخيتي وثلاث شقيقات من عائلة الكوماني.
وكان ناشطون من أنصار صالح دعوا إلى إحياء «أربعينيته» بـ«عصيان مدني» شامل في صنعاء والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، إلا أن القبضة الأمنية للميليشيات جعلت الاستجابة بين المواطنين لتنفيذه محدودة، حيث أقفلت بعض المحلات التجارية وسط العاصمة أبوابها في ساعات الصباح، لتعود الحركة إلى طبيعتها ظهراً.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.