البرلمان الأوروبي يقر قواعد جديدة لمكافحة تمويل الإرهاب

تشمل تسريع إجراء مصادرة الأموال وتوزيعها على الضحايا

TT

البرلمان الأوروبي يقر قواعد جديدة لمكافحة تمويل الإرهاب

أيدت لجنة الحريات المدنية في البرلمان الأوروبي، عقب تصويت أمس، قواعد جديدة تسهل تجميد ومصادرة الأموال أو الأصول ذات الصلة بجرائم مختلفة، وفي مقدمتها الإرهاب.
واعتبر البرلمان الأوروبي أنه من شأن الإجراءات الجديدة أن تسهّل على السلطات الوطنية أن تجمد الأصول المستخدمة في الجريمة المنظمة في مختلف دول الاتحاد. وصوت 47 عضواً لصالح القواعد الجديدة مقابل صوتين فقط، وامتناع عضو واحد عن التصويت.
كما صوّت الأعضاء لصالح آلية للتفاوض في هذا الملف، وبالتالي ستنطلق المفاوضات بين البرلمان الأوروبي والمجلس الوزاري الأوروبي والمفوضية، لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون جديد يتضمن القواعد الجديدة، وسيطرح للتصويت عليه فيما بعد خلال جلسة عامة في البرلمان الأوروبي. ومن المتوقع أن يدخل التشريع الجديد حيّز التنفيذ في الدول الأعضاء بعد 6 أشهر من إقراره.
وقال البرلمان الأوروبي، في بيان أمس: «أصبح الآن من السهل على الدول الأعضاء طلب مصادر أصول إجرامية في بلدان أخرى، وتعويض الضحايا سيحظى بالأولوية، خصوصاً أن الأرقام تشير إلى أن ما يقرب من 99 في المائة من العائدات الإجرامية في الاتحاد الأوروبي لم تصادر أبداً. وصودر 1.1 في المائة فقط منها، بحسب أرقام وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول)».
وتابع البيان أن القواعد الجديدة تتضمن لائحة تساعد في الاستيلاء على الأرباح غير المشروعة للإرهابيين وغيرهم من المجرمين، وسيكون من الأسرع والأسهل الدخول في هذه الإجراءات، مقارنة مع التدابير الحالية.
كما تشمل القواعد الجديدة مواعيد نهائية أكثر صرامة، وشهادة موحدة للتعجيل بالإجراءات وتوسيع نطاق نوع الأصول التي يمكن مصادرتها وتجميدها. وقال البرلمان الأوروبي إن النواب حرصوا على ضمان التزام الدول الأعضاء التي تتلقى أوامر تجميد أو المصادرة بتنفيذ الأمر في غضون 20 يوماً، مقابل 60 يوماً كما اقترحت المفوضية الأوروبية.
وبرر البرلمان ذلك لتفادي توفر عنصر الوقت للمجرمين لنقل أصولهم، مع الأخذ في الاعتبار تأجيل الموعد، إذا كان ذلك سيضر بالتحقيق الجنائي.
كما سيكون الضحايا أول من سيحصل على التعويض عند توزيع الأصول المصادرة. وفي حال بلغت قيمة الأصول المصادرة أكثر من 10 آلاف يورو، يتم تقاسم المال المتبقي بعد صرف التعويض للضحايا بين الدولة المصدرة للأمر والأخرى المنفذة، وذلك بنسبة 70 في المائة للأولى و30 في المائة للثانية.
وبهذا الصدد، قالت البرلمانية ناتالي غريزبيك، مقررة مشروع القرار، إن «القواعد الجديدة ستشكل إدارة رئيسية لمكافحة تمويل الإرهاب والأنشطة الإجرامية الأخرى، كما أن المفوضية الأوروبية اعتمدت موقفاً طموحاً يعجل بمصادرة وتجميد الأصول بين الدول الأعضاء، مما يؤدي إلى استجابة أوروبية قوية في هذا المجال، كما يعزّز موقف البرلمان الساعي لإعادة استخدام الأصول المجمدة والمصادرة لأغراض اجتماعية».
من جانبه، قال البرلماني إيميليان بافل، عضو كتلة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية، إن القواعد الجديدة تعد خطوة هامة أخرى في مكافحة الإرهاب وتمويله، كما أن تجميد ومصادرة الأصول المكتسبة بصورة غير مشروعة هو أحد أكثر الوسائل فعالية لمكافحة الجريمة المنظمة.
وتابع البرلماني الأوروبي أن وجود قوانين معترف بها بصورة متبادلة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي سوف يسهل على السلطات الوطنية معالجة هذه المسألة بشكل عام، وقال بافل إنه «كان من الضروري بالنسبة لنا كنواب في الكتلة الديمقراطية الاشتراكية التأكد من أن هذه الأدوات الجديدة لا يمكن استخدامها إلا للغرض المقصود منها، ولذلك تمكنا من تأمين تعديلات هامة لحماية الحقوق الأساسية، وتوفير ضمانات إجرائية قوية. ومن المهم الآن أن تنفذ الدول الأعضاء تلك الإجراءات بسرعة وفعالية».


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.