السودان يغلق حدوده مع إريتريا وينشر قوات ضخمة على الحدود

الشرطة تفرق محتجين على ارتفاع أسعار الخبز

تضاعف سعر الخبز في السودان منذ أن ألغت الحكومة الدعم هذا الأسبوع (أ.ف.ب)
تضاعف سعر الخبز في السودان منذ أن ألغت الحكومة الدعم هذا الأسبوع (أ.ف.ب)
TT

السودان يغلق حدوده مع إريتريا وينشر قوات ضخمة على الحدود

تضاعف سعر الخبز في السودان منذ أن ألغت الحكومة الدعم هذا الأسبوع (أ.ف.ب)
تضاعف سعر الخبز في السودان منذ أن ألغت الحكومة الدعم هذا الأسبوع (أ.ف.ب)

أقرت الحكومة السودانية رسمياً بغلق حدودها مع دولة إريتريا ونشر قوات كبيرة من الدعم السريع التابع للجيش السوداني على الحدود بين البلدين، رغم أن والي ولاية كسلا، التي لها حدود مع إريتريا، قد نفى أمس وجود أياتجاه لإغلاق الحدود.
وقال شهود عيان من مدينة كسلا على مواقع التواصل الاجتماعي: إن الآلاف من قوات الدعم السريع، التابعة للجيش الحكومي، قد وصلت بأعداد كبيرة على متن سيارات الدفع الرباعي وآليات عسكرية ثقيلة، منها دبابات تم نشرها على الحدود مع إريتريا.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن والي كسلا، آدم جماع آدم، خلال تفقده رفقة قيادات عسكرية ولجنة الأمن معبري اللفة وعواض الحدوديين قوله، إن القوات التي وصلت إلى ولايته، تأتي في إطار إعلان الطوارئ الذي أصدره الرئيس السوداني عمر البشير، والخاص بجمع السلاح وتقنين السيارات غير المرخصة، والتصدي لعمليات تهريب البشر والسلاح والبضائع، مضيفاً أن هذه الإجراءات لا علاقة لها بإغلاق الحدود، وأن العلاقات مع إريتريا جيدة. لكنه عاد بعد ساعات من تصريحه ليصدر قراراً بإغلاق المعابر الحدودية مع الجارة إريتريا.
واستند الوالي إلى المرسوم الجمهوري، الذي صدر مع نهاية العام الماضي 2017 بإعلان الطوارئ، وقال نص قرار الوالي القاضي بإغلاق جميع المعابر الحدودية مع دولة إريتريا اعتباراً من مساء أول من (الجمعة) لحين توجيهات أخرى.
وتقول المعلومات المتوفرة: إن الحكومة السودانية أرسلت قوات كبيرة إلى الحدود الشرقية على الحدود مع إريتريا التي تم إغلاقها، في حين تتخوف الخرطوم من تحركات من قِبل الحركات المسلحة التي كانت تقاتل في دارفور بعبور الحدود إلى السودان وبدء عمل مسلح.
وأوضح الوالي آدم جماع، الذي وقف على سير العمل بمعبري اللفة وعواض، أن الزيارة تأتي للوقوف على مواقع إيرادية، وقال: إن الإجراءات المتعلقة بإنشاء ميناء بري بين الدولتين لم تكتمل، موضحاً أن حكومته تسعى لإكماله، في حين أشارت بعض المصادر المطلعة إلى أن سبب نشر القوات السودانية هو تخوفات من عبور قوات الحركات المسلحة التي تقاتل في دارفور والمعارضة الإثيوبية.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أعلن حالة الطوارئ في ولايتي كسلا وشمال كردفان، بُررت بأنها لإسناد عملية نزع السلاح قسرياً، وتقنين السيارات غير المرخصة، علماً بأن الحدود الشرقية للسودان تعد منطقة عمليات تهريب السلع والاتجار بالبشر وتجارة الأسلحة والمخدرات، إلى جانب وجود أكبر معسكرات اللاجئين الإريتريين.
من جهة ثانية، قال شهود لـ«رويترز» إن الشرطة السودانية أطلقت الغاز المسيل للدموع، أمس، لتفريق نحو 400 متظاهر نظموا مسيرة في مدينة سنار للاحتجاج على ارتفاع أسعار الخبز، ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين.
وتضاعف سعر الخبز في السودان منذ أن ألغت الحكومة الدعم هذا الأسبوع في ميزانية عام 2018. وقال اتحاد المخابز، أول من أمس، إن سعر رغيف الخبز ارتفع من نصف جنيه إلى جنيه سوداني بعد ارتفاع أسعار الدقيق. وقال متظاهر في سنار، التي تبعد نحو 300 كيلومتر جنوب الخرطوم: «نحتج اليوم على زيادة أسعار الخبز، وندعو الحكومة إلى إلغائها»، وأضاف المتظاهر الذي طلب عدم ذكر اسمه: «لا يمكننا أن نتحمل دفع جنيه كامل مقابل رغيف واحد». ولم يتسن الوصول لمسؤولين في وزارة الداخلية للتعليق.
ودعت أحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد إلى احتجاجات سلمية على ارتفاع الأسعار، وتجمعت حشود خارج مخابز في الخرطوم، أول من أمس، للتعبير عن إحباطها من الخطوة التي اتخذتها الحكومة. وبدأت الحكومة السودانية سلسلة إصلاحات اقتصادية، تماشياً مع توصيات من صندوق النقد الدولي تهدف إلى انتشال اقتصاد البلاد المنهك من عثرته. ويعاني الاقتصاد السوداني منذ انفصال جنوب السودان في 2011، آخذاً معه ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط، وهو المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية وللدخل الحكومي.
وانخفضت قيمة الجنية السوداني في أكتوبر (تشرين الأول)، بعد أن رفعت الولايات المتحدة حظراً تجارياً فرضته لمدة 20 عاماً، مما دفع الشركات لزيادة الواردات وزاد الضغوط على العملة الأجنبية الشحيحة أصلاً. وفي أول أيام العام الجديد، خفض السودان قيمة عملته في سعر الصرف الرسمي إلى 18 جنيهاً مقابل الدولار من 6.7 جنيه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.