رحالة روسي يستعد لرحلة على أكبر منطاد في التاريخ

لتسجيل أكثر من رقم قياسي في جولتين حول العالم

كونيوخوف خلال جولته حول العالم على متن منطاد
كونيوخوف خلال جولته حول العالم على متن منطاد
TT

رحالة روسي يستعد لرحلة على أكبر منطاد في التاريخ

كونيوخوف خلال جولته حول العالم على متن منطاد
كونيوخوف خلال جولته حول العالم على متن منطاد

يستعد الرحالة الروسي فيدور كونيوخوف لتسجيل أرقام قياسية جديدة في عالم الترحال جواً وبحراً. ولا يجد هذا الرجل الذي دخل النصف الثاني من العقد السابع من العمر مشكلة في أن يمضي نحو عام من عمره على متن زورق تجديف في جولة جديدة حول العالم، بل على العكس، يجد في الأمر متعة، وهو الذي طالما اعتاد المغامرة في جولات حول العالم، جعلته جديراً بوسام شرف قلده إياه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، وهو وسام يمنح عادة «لقاء دراسة قدرات الإنسان في الظروف القاهرة، والتفاني». ويتميز كونيوخوف عن غيره من الرحالة بجولات بحرية حول العالم وحيداً على متن قارب تجديف، وجولات جوية على متن منطاد، منها جولته عام 2016، وانطلق المنطاد حينها من أستراليا يوم 12 يوليو (تموز) وهبط غربها يوم 23 يوليو، أي أن الرحلة حول العالم استغرقت 11 يوماً، و4 ساعات و20 دقيقة، وهو رقم قياسي عالمي جديد.
وفي الوقت الحالي يجري كونيوخوف التحضيرات لتسجيل أكثر من رقم قياسي في رحلتين حول العالم، واحدة بحرية وحيدا على متن قارب صغير، والثانية جوية على متن منطاد عملاق، ينوي أن يحلق فيه حتى ارتفاع 25 ألف متر، أي أعلى بثلاث مرات من قمة إيفريست، ويطلق على الطبقات الجوية عند ذلك الارتفاع «الفضاء القريب» علما بأن الرقم القياسي العالمي الحالي لأعلى ارتفاع بلغه منطاد هو 21 ألف متر. ولبلوغ مثل هذا الارتفاع يحتاج كونيوخوف إلى منطاد، مواصفاته التقنية بحد ذاتها تشكل أيضاً أرقاما قياسية، إذ يعمل فريقه الفني على تصنيع منطاد حجم بالونه الهوائي يعادل مائة مليون لتر، ويتسع البالون في داخله لطائرتين من نوع «بوينغ - 777»، ويزيد ارتفاعه على مبنى من 25 طابقاً. ويقول مدير جولات كونيوخوف، إن هذا المنطاد حتى لو لم يحلق إلى أي مكان، فهو في حد ذاته رقم قياسي، لأن بالونه الهوائي هو الأكبر في تاريخ المناطيد في العالم.
ويواجه الرحالة كونيوخوف تحديات عدة خلال الاستعداد للجولة الجوية الجديدة، لعل أهمها أنه اختار ارتفاعا يكون فيه ضمن طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي، وهي طبقة تتميز بندرة غاز الأوكسجين، العنصر الضروري والرئيسي لعملية الاحتراق. ومعروف أن المنطاد يعتمد في التحليق على مبدأ تسخين الهواء بواسطة موقد مفتوح، ولن يكون من السهل الحفاظ على شعلة الموقد واستمرار عملية تسخين الغاز في ظل غياب الأوكسجين. لذلك يعكف المصممون حاليا على إيجاد حل لهذه المعضلة، وتوفير مصادر أوكسجين بديل للمنطاد العملاق، تضمن له تحليقا آمنا.
الرحلة على متن المنطاد العملاق ليست المغامرة الوحيدة التي يستعد كونيوخوف للإقدام عليها عام 2018، وبموازة العمل على تصنيع المنطاد، يقوم فريق آخر بتصنيع قارب للرحالة الروسي، ينوي استخدامه في رحلة حول العالم «وحيداً على متن قارب تجديف» تستمر 250 يوماً.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.