الحكومة المغربية تصادق على اتفاقية للتعاون الأمني مع قطر

خبير أميركي: استراتيجية الرباط في محاربة الإرهاب حققت نتائج ملموسة

عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية
عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية
TT

الحكومة المغربية تصادق على اتفاقية للتعاون الأمني مع قطر

عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية
عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية

وافق مجلس الحكومة خلال اجتماعه بالرباط، أول من أمس، برئاسة عبد الإله ابن كيران على مشروع قانون تقدمت به مباركة بوعيدة، الوزيرة في وزارة الخارجية، يوافق بموجبه على اتفاقية التعاون في المجال الأمني بين الحكومة المغربية وحكومة قطر.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز وتطوير علاقات التعاون القائمة بين المغرب وقطر، وتبادل المعلومات والخبرات الأمنية والفنية والتقنية من أجل منع ومكافحة الإرهاب والجريمة بكافة أشكالها.
وتنص الاتفاقية على تبادل الرباط والدوحة المعلومات المتعلقة بالجرائم، التي يجري الإعداد لارتكابها، أو التي جرى ارتكابها في أراضي إحدى الدولتين، كما ستعملان على تقديم التسهيلات المتبادلة في مجالات التعليم والتدريب، والزيارات للمعاهد والكليات والمؤسسات المختلفة التابعة لوزارة الداخلية، والأجهزة الأمنية المماثلة في كل من البلدين. كما تتوخى الاتفاقية محاربة الاتجار غير المشروع بالأسلحة والذخائر والمتفجرات والمواد النووية والمشعة والكيماوية والبيولوجية.
وينتظر أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بعد استكمال الدولتين إجراءات المصادقة التشريعية، وتسري الاتفاقية لمدة أربع سنوات، وتجدد تلقائيا لمدة أو مدد أخرى مماثلة، ما لم يخطر أحد الطرفين الطرف الآخر كتابة عبر الطرق الدبلوماسية برغبته في إنهائها.
وكان البلدان قد وقعا على هذه الاتفاقية بالرباط في 11 مارس (آذار) الماضي.
وفي موضوع ذي صلة، قال بول هاميل، مدير الشؤون الخارجية بمجموعة التفكير الأميركية «أميركان سيكيوريتي بروجيكت»، التي يوجد مقرها في واشنطن، إن الاستراتيجية التي وضعها المغرب من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف الديني «تعطي ثمارها»، وذلك بفضل القيادة الرشيدة والمتبصرة للملك محمد السادس.
وأوضح هاميل، في تصريح له أوردته أمس وكالة الأنباء المغربية، على هامش مشاركته في ندوة حول (الرهانات الأمنية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، نظمها «أميركان سيكيوريتي بروجيكت» أول من أمس بواشنطن، أن «الجهود التي بذلها المغرب في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف تجسدت من خلال نتائج ملموسة، لا سيما بفضل «دينامية الإصلاحات على الصعيدين السوسيواقتصادي والديني».
وأضاف أن الاستراتيجية المغربية، التي ترتكز على وضع مشاريع تنموية اجتماعية - اقتصادية، وتشجيع الإسلام المعتدل الذي ينهل من قيم الوسطية والاعتدال، تشكل «دليلا على أن كل شيء ممكن» في المنطقة، موضحا أن المملكة «رسمت بالتالي الطريق لبقية البلدان»، التي تطمح إلى نموذج تنموي مجتمعي يستجيب لتطلعات السكان.
وفي هذا السياق، لاحظ الخبير الأميركي أن المغرب وضع خبرته، خاصة في المجال الديني، رهن إشارة عدد من البلدان الأفريقية والعربية، مبرزا أن بلدان مالي ونيجيريا وكوت ديفوار وغينيا وتونس وليبيا قررت الاستفادة من تجربة المملكة في تكوين الأئمة على مبادئ وقيم الإسلام المعتدل.
وفي السياق ذاته، قال سعيد التمسماني، الباحث في مركز «ميريديان إنترناشيونال سانتر» بواشنطن، إن المغرب «كسب الرهان» في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، عبر تبني مقاربة «شاملة»، وإطلاق دينامية إصلاحية في الحقل الديني، مشيرا إلى برامج تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات الدينيين، الذي ساعد على ترسيخ الثوابت الدينية والروحية للمملكة، خاصة ما يتعلق بالعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني، وكذا دور معهد دار الحديث الحسنية في تكوين الباحثين في مجال الدراسات الإسلامية العليا المتخصصة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».