ساوثغيت يحيي ذكرى أوغو إيهيوغو

مدرب إنجلترا لم ينس زميله المدافع الصلب الذي سقط متوفياً بأزمة قلبية في ملعب التدريب

ساوثغيت يشارك إيهيوغو الاحتفال بالفوز بكأس الرابطة عام 2004 مع ميدلزبره
ساوثغيت يشارك إيهيوغو الاحتفال بالفوز بكأس الرابطة عام 2004 مع ميدلزبره
TT

ساوثغيت يحيي ذكرى أوغو إيهيوغو

ساوثغيت يشارك إيهيوغو الاحتفال بالفوز بكأس الرابطة عام 2004 مع ميدلزبره
ساوثغيت يشارك إيهيوغو الاحتفال بالفوز بكأس الرابطة عام 2004 مع ميدلزبره

يتذكر غاريث ساوثغيت مدرب منتخب إنجلترا زميله السابق أوغو إيهيوغو، الذي توفي في أبريل (نيسان) الماضي إثر أزمة قلبية مفاجئة خلال إشرافه على حصة تدريبية لفريق الشباب بنادي توتنهام، وكيف كان قلب دفاع «أستون فيلا» و«ميدلزبره» والمنتخب الإنجليزي لاعباً قوياً ومثابراً، ومتواضعا لم ينس قط جذوره في حي هاكني اللندني الفقير.
ويقول ساوثغيت: التقيت أوغو إيهيوغو للمرة الأولى عام 1995 عندما وقعت عقد الانضمام إلى أستون فيلا، كنا مدافعين شابين ولعبنا معاً في مركز قلب الدفاع. وقضينا معاً خمس سنوات داخل أستون فيلا، ثم التقينا من جديد في ميدلزبره، حيث لعبنا جنباً إلى جنب على امتداد خمسة مواسم أخرى. عندما تدخل في شراكة داخل مركز قلب الدفاع، فهذا يعني أن يضع اللاعبان جسدهما في صف واحد لتغطية بعضهما البعض. خلال هذه الشراكة، تعترض الكرات وتعيق كرات الخصم ويحرص كل لاعب على تغطية ظهر زميله، معنوياً وبدنياً. وبالفعل، نشأ بيننا نوع من التفاهم عن بعد. بيد أن المفاجأة أنك بعد أن تلعب إلى جانب شخص ما طيلة 10 سنوات تكتشف أن ثمة الكثير بينكما لم يقل. وتظل هناك الكثير من جوانب حياة كل منا لا يعرفها عنه الآخر. لقد عايشت أوغو على نحو أكثر اجتماعية في أستون فيلا. في ذلك الوقت كنا أصغر سناً واعتادنا الخروج معاً لتناول العشاء كثيراً. وكان أوغو بطبيعة الحال منطوياً بعض الشيء، لكنه كان شخصا قد تولى لتوه مهام عمله على نحو شديد المهنية. وأتذكر أنه كان شديد الاهتمام بالتفاصيل إزاء ما يأكله، الأمر الذي كان يثير الضحك والتسلية بيننا آنذاك. وكان أحياناً يعد الطعام لكن دائماً ما كانت لديه معايير رفيعة يتمسك بها واستقلالية في الفكر بدرجة كافية لأن تجعله لا يأبه لما يظنه الآخرون. ومع هذا، فإنه كان ملتزماً السلوك المحترم.
ورغم هدوء شخصيته، فإنه كان لاعباً قوياً قادراً على فرض نفسه بدنياً. كان جسده ممشوقاً ومتناسقاً كما لو كان منحوتاً. كانت واحدة من أكبر الصدمات التي ألمت بي عندما سمعت خبر وفاته أنه كان الرياضي الأقوى الذي عرفته على الإطلاق. ومع أنني أدرك بالطبع أن اللياقة البدنية لا تمنع التعرض لمشكلة صحية بالقلب، تملكتنا جميعاً الحيرة إزاء فكرة أنه كيف يمكن لشخص كنا نتطلع نحوه جميعاً باعتباره نموذجاً للياقة البدنية أن يموت في ريعان شبابه.
كان أوغو قد نشأ في حي هاكني وحافظ على القيم المجتمعية الراسخة التي نشأ عليها، والتي تربى عليها مع أسرته. وكانت آخر رسالة نشرها عبر «تويتر» عن تقديمه 10 جنيهات إسترلينية لفتاة مشردة في هاكني. ومع أن هذا ربما بدا للبعض عملاً عشوائياً ينم عن طيبة القلب، فإنه في حقيقته لم يكن عشوائياً. كان هذا هو الأسلوب الذي عاش به أوغو حياته، فقد سبق وأن اضطلع بالكثير من جهود جمع التمويل لأغراض خيرية. وكنا (زملاؤه) بالفريق نضحك مع حلول كل موسم لأعياد الميلاد لأنه كان يحرص على تنظيم حفل يانصيب لناديه القديم الذي كان يلعب فيه خلال صباه. ومع هذا، كنا نشارك جميعاً لأننا كنا نعي ما يحاول تحقيقه، كان يحاول تقديم شيء لكيان كان جزءاً منه وهو صغير.
لقد قدم الكثير من الدعم ومن وقته للصبية الصغار - ليس فقط من يتولى تدريبهم في «توتنهام هوتسبير»، لكن كذلك بعض من شاركوا في أعماله الموسيقية. ومع هذا، فإنه لم يكن يخبر الصبية ما يودون سماعه، وإنما كان يسلط الضوء على المجالات التي يتعين عليهم العمل على التحسن فيها. في الواقع، كان نموذجاً رائعاً.
كما كان شخصاً على درجة بالغة من الشجاعة. لقد أشرفت أيضاً على تدريبه على مدار عام كامل عندما توليت مسؤولية فريق «ميدلزبره»، وكان الأمر صعباً لأنه كان يعاني من إصابات مروعة، منها تمزق في نقرة العين واضطر إلى إجراء جراحة دقيقة للغاية في الرأس وعانى تمزقاً في الرئة بسبب إصابة في أحد أضلاعه. وكانت بسالته في العودة إلى الملاعب والانتظام في المشاركة مبهرة.
دائماً ما نحكم على الرياضيين خصوصا لاعبي كرة القدم، من المباريات التي يخوضونها والبطولات التي يفوزون بها. إلا أنه في نهاية الأمر يجري الحكم علينا جميعاً كبشر. وتكشف التعازي التي انهالت بمجرد إعلان نبأ وفاة أوغو عن قدر الاحترام الذي حظي به كشخص لطبيعة شخصيته وتواضعه وقيمه. وكم أتمنى الآن لو أنني جلست معه وأخبرته بشعوري نحوه. لقد جعلتني وفاته أفكر في عدد المرات التي نصارح فيها من نحبهم ونحترمهم بمشاعرنا تجاههم. وكم كنت أتمنى لو أنني حظيت بفرصة كي أفعل هذا معه.
ويذكر أن إيهيوغو الذي توفي في عمر الـ44 عاما قد بدأ مسيرته الكروية الاحترافية عام 1989 مع وست بروميتش ألبيون، قبل الانتقال إلى أستون فيلا الذي دافع عن ألوانه من 1991 حتى 2000. ثم ميدلزبره الذي بقي في صفوفه حتى 2007 (لعب موسما واحدا مع ليدز يونايتد على سبيل الإعارة).
ومر إيهيوغو في نهاية مشواره الكروي برينجرز الاسكوتلندي 2007 - 2008 وشيفيلد يونايتد 2008 - 2009 وويمبلي 2012، وتوج خلال مسيرته بلقب كأس الرابطة ثلاث مرات 1994 و1996 مع أستون فيلا و2004 مع ميدلزبره، وشارك في أربع مباريات دولية مع المنتخب الإنجليزي.


مقالات ذات صلة

بريست يتألق أوروبياً ويعاني محلياً

رياضة عالمية فرحة لاعبي بريست بالفوز الأخير أوروبياً على آيندهوفن (رويترز)

بريست يتألق أوروبياً ويعاني محلياً

مع إحدى أصغر الميزانيات في الدوري الفرنسي، يحقق فريق بريست نجاحا كبيرا في النسخة الحالية بدوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (بريست)
رياضة عالمية دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي (د.ب.أ)

كالابريا قائد ميلان: أرفض التشكيك في التزامي

رفض دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي الانتقادات التي واجهها عبر الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)

أرتيتا: سأمنح سترلينغ مزيداً من دقائق اللعب

قال ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، إنه يعتزم منح رحيم سترلينغ فرصة اللعب مزيداً من الدقائق خلال فترة الأعياد المزدحمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».