ظل الإنجاز الكبير الذي حققه النجم البرتغالي فرناندو بيروتيو بتسجيله أكثر من 60 هدفا في موسم واحد عام 1938 هو المعيار الذي يقاس عليه صاحب أكبر عدد من الأهداف في عام ميلادي واحد. وكان حفيد أنطونيو سيزار دي فاسكونسيلوس كوريا - وهو الحاكم رقم 93 لما كان يسمى بالهند البرتغالية آنذاك - قد انضم لنادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي في الصيف السابق لهذا العام بعدما انبهر كشافة النادي بمهاراته الفائقة وهو يلعب في بلده الأم أنغولا. ونجح بيروتيو في عام 1968 في تسجيل 69 هدفا في 33 مباراة، وهو رقم مذهل بكل تأكيد.
وأصبح بيروتيو ثالث لاعب في تاريخ كرة القدم يتجاوز حاجز الستين هدفا خلال عام ميلادي، بعد أن سبقه لهذا الإنجاز التاريخي اللاعب المجري إيمري شلوسر، الذي أحرز 64 هدفا عام 1912. ولاعب إيفرتون ديكسي دين الذي أحرز 62 هدفا عام 1927. ولعل الشيء المذهل حقا يكمن في أن بيروتيو قد عاد لتحقيق هذا الإنجاز الكبير بعد ذلك بثمانية أعوام، حينما سجل 62 هدفا في 32 مباراة، بل وسجل تسعة أهداف كاملة في مباراة واحدة آنذاك وقال كانديدو دي أوليفيرا: «لقد كان فرناندو ماكينة أهداف».
وقد تطورت الخطط الدفاعية كثيرا في الأعوام التالية بكل تأكيد، لكن الأسطورة البرازيلية بيليه والألماني غيرد مولر قد نجحا حتى في كسر حاجز السبعين هدفا لأول مرة عامي 1958 و1972 على الترتيب. ومع تألق البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي والمنافسة الشرسة بينه وبين صاروخ ماديرا كريستيانو رونالدو، ظهرت معايير جديدة في كرة القدم الأوروبية. ومنذ دخول ميسي لقائمة اللاعبين الذين سجلوا 60 هدفا فأكثر عام 2010 بتسجيله 60 هدفا، فقد تجاوز هو وغريمه اللدود هذا الحاجز أربع مرات، بل ونجح ميسي في إحراز 91 هدفا في 69 مباراة عام 2012، بمعدل 1.32 هدف في كل مباراة، كما سجل في هذا العام هاتريك (ثلاثة أهداف) في ست مناسبات مختلفة - وبهذا يحتفظ اللاعب الأرجنتيني بالرقم القياسي كأكثر لاعب تسجيلا للأهداف في عام ميلادي واحد.
ورغم أن ميسي قد لا يصل لهذا العدد من الأهداف خلال العام الحالي، فإنه أخرج رونالدو وثلاثة لاعبين آخرين من المنافسة على لقب صاحب أكبر عدد من الأهداف في عام 2017. ولم يتبق سوى هاري كين نجم توتنهام في منافسة هي الأكثر شراسة وقوة من أي عام مضى.
وقد نجح كل من البولندي روبرت ليفاندوفسكي والأوروغواياني إدينسون كافاني والإنجليزي هاري كين في كسر الكثير من الأرقام القياسية مع أنديتهم ومنتخبات بلادهم هذا العام، حيث تساوى ليفاندوفسكي وكافاني وكين في تسجيل 53 هدفا حتى الآن وبفارق هدف واحد خلف ميسي. لكن وحده كين الذي لا تزال هناك فرصة قوية أمامه لإحراز مزيد من الأهداف لأنه سيخوض مباراة مع ناديه توتنهام هوتسبير أمام ساوثهامبتون قبل نهاية العام بينما أنهى المتنافسون مشوارهم مع دخول أنديتهم للعطلة الشتوية. ونجح كين في معادلة رقم آلان شرار القياسي المسجل في عام 1995 (36 هدفا في الدوري خلال عام واحد) بفضل ثلاثيته في مرمى بيرنلي السبت. وقبل ثلاثية بيرنلي فشل كين في تسجيل أهداف في آخر مباراتين له، وهو ما أبعده قليلا عن المنافسة، لكنه عاد بقوة معوضا تأخره وكانت أهدافه الثلاثة هي التي يحتاجها لكسر الرقم المسجل باسم شيرار.
وبعدما فشل في الحصول على لقب هداف الدوري الألماني الذي ذهب للغابوني بيير إيمريك أوباميانغ في مايو (أيار) الماضي، نجح ليفاندوفسكي في تعويض ذلك عن طريق تحطيم أرقام قياسية أخرى. ففي سبتمبر (أيلول) الماضي، وصل اللاعب البولندي لرقم 82 هدفا خلال أول 100 مباراة له في الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ، وهو ما يعني أنه كسر الرقم القياسي الذي كان مسجلا باسم رودي فولر، الذي كان قد سجل 72 هدفا. وعلاوة على ذلك، أصبح ليفاندوفسكي أول لاعب يسجل 16 هدفا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كبرى، عندما قاد منتخب بلاده للتأهل لنهائيات كأس العالم القادمة بروسيا.
ويمتلك ليفاندوفسكي مهارة كبيرة للغاية في تنفيذ ركلات الجزاء، حيث لم يهدر سوى ثلاث ركلات جزاء من أصل 38 ركلة سددها خلال مسيرته في عالم الساحرة المستديرة. وخلال الموسم الحالي، نجح المهاجم البولندي في تسجيل 10 أهداف من ركلات، بنسبة نجاح بلغت 100 في المائة. وعلاوة على ذلك، نجح ليفاندوفسكي في إحراز عدد كبير من الأهداف بقدمه اليسرى على غير العادة (11 هدفا في عام 2017 مقارنة بالعام السابق)، بما في ذلك هدف الفوز أمام كولون الأسبوع الماضي، وكذلك الهدف الذي أحرزه في المباراة التي فاز خلالها بايرن ميونيخ على باريس سان جيرمان بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، فإن فشله في هز شباك نادي شتوتغارت في المباراة الأخيرة الأسبوع الماضي تعني أنه لم يعد أمامه فرصة لزيادة حصيلته التهديفية خلال العام الميلادي الحالي.
أما لاعب باريس سان جيرمان إدينسون كافاني فخاض مباراته الأخيرة خلال العام الميلادي الحالي أمام نادي كاين الأسبوع الماضي، بعدما وضع حدا لخمس مباريات عجاف من دون تسجيل أهداف ونجح في هز الشباك. ويعتمد كافاني في تسجيله للأهداف على قدمه اليمنى، إذ لم يسجل سوى أربعة أهداف فقط بقدمه اليسرى خلال هذا العام. وبالنسبة لركلات الجزاء، فيتقاسم كافاني تسديدها مع النجم البرازيلي نيمار، بعد الخلاف الشهير الذي أثير بينهما على تسجيل ركلة الجزاء أمام ليون في سبتمبر الماضي.
وربما يكون هدف ميسي في مباراة «الكلاسيكو» بين برشلونة وريال مدريد له الدور الأكبر في تحديد الفائز بلقب الهداف خلال عام 2017، حيث دخل ميسي هذا اللقاء بعدما نجح في الوصول للرقم القياسي المسجل باسم مولر كصاحب أكبر عدد من الأهداف لناد واحد في الدوريات الأوروبية الكبرى، وذلك عندما سجل الهدف رقم 525 لنادي برشلونة في مباراة فياريال خلال الشهر الحالي. ولو كان ميسي قد نجح في تسجيل هدف واحد من الثلاث كرات التي اصطدمت بالقائم والعارضة في مباراة برشلونة أمام ديبورتيفو لاكورونا الأسبوع الماضي (فضلا عن ركلة الجزاء التي أهدرها أيضا)، لكان قد ضمن إنهاء العام دون منافس على رأس قائمة الهدافين.
وكان فشل ميسي في إحراز ركلة الجزاء أمام ديبورتيفو لا كورونا يعني أن النجم الأرجنتيني أصبح أول لاعب في برشلونة يهدر ثلاث ركلات جزاء في عام ميلادي واحد بعد النجم الكاميروني صامويل إيتو في عام 2005. لكن نجاح ميسي في صناعة 17 هدفا وإحراز 54 هدفا مع برشلونة ومنتخب الأرجنتين يعني أنه اللاعب الأكثر مساهمة في إحراز الأهداف بفارق كبير عن أقرب منافسيه، زميله السابق في برشلونة، نيمار، الذي أحرز 33 هدفا وصنع 29 آخرين عام 2017.
ونجح رونالدو في إحراز 53 هدفا، رغم أنه شارك في أربع مباريات أقل - وهو أقل معدل تسجيل للأهداف للاعب البرتغالي منذ عام 2010 - كما صنع 13 هدفا مع ريال مدريد، الذي حصل على خمسة ألقاب خلال العام الميلادي الحالي. وأحرز رونالدو سبعة أهداف في آخر ست مباريات، لكنه لن يستطيع تجاوز ميسي وبقية المنافسين لفشله في التسجيل بمباراة الكلاسيكو، رغم أنه نجح منذ أسابيع قليلة في معادلة رقم ميسي كأكثر اللاعبين حصولا على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.
هاري كين في منافسة شرسة مع ميسي على لقب هداف 2017
مهاجم توتنهام تساوى مع رونالدو وكافاني وليفاندوفسكي وهدف واحد يفصله عن نجم برشلونة
هاري كين في منافسة شرسة مع ميسي على لقب هداف 2017
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة