نظارات إلكترونية تراقب حالات الإرهاق الفكري والبدني

نظارات إلكترونية تراقب حالات الإرهاق الفكري والبدني
TT

نظارات إلكترونية تراقب حالات الإرهاق الفكري والبدني

نظارات إلكترونية تراقب حالات الإرهاق الفكري والبدني

النظارات العصرية الجديدة «جنس ميمي» JINS MEME من تصميم شركة «جنس» التي مقرها طوكيو، تبدو كنظارات عادية من اللمحة الأولى، بيد أنها تقدم أكثر بكثير من الراحة والزي الأنيق، فقد صممت خصيصا لرصد صحتك ومراقبتها.
ونظارات «ميمي» هذه هي نتاج التعاون القائم بين المصممين الصناعيين والأكاديميات، التي تركز على عامل التعب أو الإرهاق.
تعمل هذه النظارات عن طريق تعقب العلاقة بين تعب العيون والإرهاق، لتقدم بيانات ومعلومات حول التعب الفكري والبدني لمرتديها عن طريق وصلها بالهاتف الذكي. ويمكن لمستخدميها تعقب مستويات طاقتهم اليومية لأخذ قسط من الراحة عندما تلاحظ النظارة هذا التعب، أو تفادي الأوضاع الخطرة، مثل قيادة السيارات لدى الشعور بالإرهاق.
وبغية تقرير مدى تعب الشخص المعني، تقوم النظارة بمراقبة حركات العين وتحديقها. وتحتوي النظارات هذه على مستشعرات معدنية صغيرة تعمل بالتخطيط الكهربائي موضوعة ضمن أجزاء من إطاراتها التي تلامس الوجه، مثل جسر النظارة، والوسائد التي تستند بها على الأنف، والساعدين اللذين يرتكزان على الأذنين. ويمكن لهذه المستشعرات قياس الجهد الكهربائي، وتغيراته، وبالتالي جمع كل ذلك ضمن بيانات تقيس المعايير، كالتغيرات الحاصلة، أو درجة التعب.
وعلاوة على كل ذلك تأتي النظارة مجهزة بمستشعر تعقب ومراقبة سداسي المحاور مشيد داخل الإطار الذي يقوم بحساب حركات الجسم المختلفة، ووضعه، وتوازنه طوال اليوم. ولدى المشي والعدو، تقوم «ميمي» بتأمين معلومات عن السعرات الحرارية المستهلكة، وسرعة التمارين الرياضية.
والنظارة هذه خفيفة الوزن، وتعمل على بطارية «ليثيوم - أيون» يمكن إعادة شحنها لتقدم ثماني ساعات من الخدمة المستمرة. وهنالك رباط رأس ببطارية من شأنه إطالة حياة البطارية إلى 16 ساعة. ومن المتوقع أن تكون النظارة متطابقة مع «ماك»، و«ويندوز»، و«آي أو إس»، وأجهزة «أندرويد»، وتتوفر باللغتين الإنجليزية واليابانية، رغم عدم توفر معلومات عن المبيعات خارج اليابان قبل حلول العام المقبل، موعد إطلاق النظارة.



«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً