انطلاق «آستانة - 8» اليوم وتوقعات بالتركيز على «سوتشي»

انطلاق «آستانة - 8» اليوم  وتوقعات بالتركيز على «سوتشي»
TT

انطلاق «آستانة - 8» اليوم وتوقعات بالتركيز على «سوتشي»

انطلاق «آستانة - 8» اليوم  وتوقعات بالتركيز على «سوتشي»

تنطلق اليوم الجولة الثامنة من المشاورات في آستانة حول الأزمة السورية، بمشاركة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وممثلين عن الولايات المتحدة والأردن. وقالت وزارة الخارجية الكازاخية إن وفود الدول الضامنة أكدت مشاركتها في الجولة الحالية من المشاورات.
وتوقعت مصادر أن تشهد «آستانة - 8» تحولاً من التركيز على الملفات العسكرية، التي كانت الموضوع الرئيسي لعملية آستانة منذ بدايتها، إلى مسائل من ملفات التسوية السياسية. وقال مصدر مطلع على سير التحضيرات للقاء «آستانة - 8»، إن وفود الدول الضامنة ستستعرض الوضع وما تم تحقيقه في مناطق خفض التصعيد في سوريا، ورجح لـ«الشرق الأوسط» الانتقال في سياق بحث الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب، إلى ملف من ملفات التسوية السياسية، موضحاً أن «الحديث يدور حول التصدي للإرهاب، وتحديداً (جبهة النصرة) في إدلب، وكيفية معالجة هذه المشكلة، بغية تمهيد الأجواء بشكل أفضل للعملية السياسية»، لافتاً إلى توجس في أوساط سياسية، لم يحددها، من «احتمال أن تتحول مناطق خفض التصعيد إلى عامل تقسيم كأمر واقع إن فشلت الدول الراعية للتسوية السورية في دفع عجلة المفاوضات السياسية نحو نتائج ملموسة». ولم يستبعد المصدر إثارة ملف التصدي للإرهاب بصورة خاصة من جانب وفد النظام السوري.
وقالت «ريا نوفوستي» نقلا عن مصدر مطلع إن المشاركين في «آستانة - 8» سيركزون اهتمامهم بصورة خاصة على مؤتمر الحوار السوري في سوتشي، ورجح أن «يعمل المشاركون على بعض القضايا التي يقترح بحثها في سوتشي، مثل الدستور والانتخابات»، وأكد أن الموضوع الثاني الذي سيبحثونه هو الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب. وتشهد المحافظة مواجهات، وتتعرض لقصف جوي، تحمل المعارضة القوات الروسية والنظام السوري المسؤولية عنه، بما في ذلك حملت قوات الدفاع المدني والمرصد السوري لحقوق الإنسان طائرات إما روسية أو تابعة للنظام المسؤولية عن قصف مركز سكني في معرشورين في محافظة إدلب، سقط نتيجته 19 قتيلا من المدنيين، بينهم 6 أطفال. ونفت وزارة الدفاع الروسية أمس قصفها المركز السكني وقالت في تصريحات رسمية إن مقاتلاتها لم تشارك في عمليات في تلك المنطقة.
ويتوقع أن يصل دي ميستورا اليوم الخميس إلى موسكو، حيث سيجري محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، حول التسوية السورية. وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروس أمس، إن «دي ميستورا سيصل موسكو لبحث مجمل مجموعة المسائل المتصلة بالتسوية السورية، بناء على نتائج الجولة الثامنة من المفاوضات في جنيف، وآفاق الدعوة لمؤتمر الحوار السوري»، وأشار إلى أن «موسكو ستدعو دي ميستورا لدفع العملية السياسية بقدر أكبر من الموضوعية والنشاط، وأن يكون أكثر توازناً في تقديراته، وأن يعمل بنشاط مع المعارضة، حتى لا تضع أي شروط مسبقة للحوار مع وفد الحكومة». وكانت موسكو حملت وفد المعارضة السورية المسؤولية عن فشل الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، بينما حمل دي ميستورا المسؤولية صراحة لوفد النظام السوري، وقال: انتهى طرح شروط مسبقة ما يعني أنه غير مستعد للمفاوضات المباشرة. ورفض وفد النظام بحث أي من القضايا التي طرحها دي ميستورا، مثل الدستور والانتخابات وأصر على بحث التصدي للإرهاب فقط، بينما أجرى دي ميستورا محادثات موسعة حول تلك المسائل مع وفد المعارضة، وأثنى على تجاوبهم.
إلى ذلك، قال ديميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، إن الكرملين على قناعة بأن كل الدول القادرة على الإسهام بقسطها في التسوية السياسية في سوريا يجب أن تدلي بدلوها، وذلك في معرض تعليقه على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول رأس النظام السوري، وتحميل باريس دمشق المسؤولية عن فشل «جنيف - 8». وقال بيسكوف إن «الكرملين لا يريد التدخل في تبادل الآراء بين دمشق وباريس»، لافتاً إلى أن الكرملين يرى أن «الأسد نفسه كان ولا يزال رئيسا شرعيا للجمهورية العربية السورية». وكان الرئيس ماكرون قال إن «بشار الأسد عدو للشعب السوري. أما بالنسبة لي فعدوي هو تنظيم داعش»، وأضاف أن «بشار الأسد سيبقى هناك بسبب حمايته من قبل من حقق الانتصار مباشرة على الأرض، إن كانت إيران أو روسيا. ولا يمكننا القول إننا لا نريد أن نتكلم معه أو مع ممثليه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.