العراق يسعى لاستعادة أمجاده في كأس الخليج

«أسود الرافدين» أول منتخب كسر احتكار الكويت للقب الإقليمي

جانب من لقاء العراق والإمارات الودي استعداداً لخليجي 23 («الشرق الأوسط»)  -  مدرب المنتخب العراقي باسم قاسم («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء العراق والإمارات الودي استعداداً لخليجي 23 («الشرق الأوسط») - مدرب المنتخب العراقي باسم قاسم («الشرق الأوسط»)
TT

العراق يسعى لاستعادة أمجاده في كأس الخليج

جانب من لقاء العراق والإمارات الودي استعداداً لخليجي 23 («الشرق الأوسط»)  -  مدرب المنتخب العراقي باسم قاسم («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء العراق والإمارات الودي استعداداً لخليجي 23 («الشرق الأوسط») - مدرب المنتخب العراقي باسم قاسم («الشرق الأوسط»)

ربما اعتاد لاعبو المنتخب العراقي لكرة القدم عبر سنوات طويلة مضت على المشاركة بالبطولات في أحلك الظروف بسبب ما مرت به بلادهم من أزمات سياسية وحروب كثيرة، لكن عزيمة لاعبي الفريق كانت دائما هي العنصر الحاسم في تحقيق أفضل النتائج الممكنة.
وتأتي مشاركة العراق في كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 23) وسط أزمة محلية شديدة وطموح مشروع لاستعادة أمجاد جيل الثمانينات والسبعينات المتوج باللقب ثلاث مرات، حيث جاءت مشاركة المنتخب العراقي بعدما أصدرت اللجنة الأولمبية العراقية قرارا بتعليق كافة أنشطة اللجنة لحين إيجاد حلول قانونية بعد صدور حكم قضائي باعتبارها «كيانا منحلا».
وأعلن عدد كبير من الاتحادات الرياضية تعليق المشاركات الخارجية وإيقاف الأنشطة الداخلية تضامنا مع اللجنة الأولمبية ومن بينها اتحاد كرة القدم، داعية إلى الحوار حتى تتجنب الرياضة العراقية الدخول في نفق العقوبات.
لكن علي جبار نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم أكد أن النشاط سيعلق عقب المشاركة في خليجي 23، وأضاف جبار: «ملتزمون تماما بقرارات اللجنة الأولمبية بعد تعليق جميع الأنشطة لكن المشاركة في خليجي 23 لن تتأثر. نلتزم تماما بقرار اللجنة الأولمبية لأنها هي المشرف الحقيقي على الرياضة العراقية بما فيها اتحاد كرة القدم».
ونجح العراق في اقتناص اللقب أعوام 1979 و1984 و1988 لكنه غاب عن التتويج لنحو ثلاثة عقود، ولذلك ستكون مشاركته في النسخة التي تنطلق في الكويت يوم الجمعة وتستمر حتى الخامس من الشهر المقبل تاريخية حال تتويجه باللقب.
وودع المنتخب العراقي مسيرتهم بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 صفر اليدين، بعدما احتل الفريق المركز الخامس قبل الأخير في مجموعته بالدور النهائي من التصفيات ليهدر الفريق فرصة جديدة لبلوغ المونديال.
ولهذا، تمثل النسخة المرتقبة من بطولات كأس الخليج (خليجي 23) والمقرر إقامتها بالكويت بمثابة غاية ووسيلة في آن واحد، فيما تبدو وتبدو هذه النسخة غاية كبيرة أمام المنتخب العراقي، حيث يتطلع الفريق للفوز بلقبها من أجل تعويض غيابه عن المونديال الروسي من ناحية واستعادة أمجاد الماضي في البطولة الخليجية.
كما تمثل خليجي 23 وسيلة أمام أسود الرافدين للاستعداد الجاد والقوي على جميع المستويات فنيا وبدنيا ومعنويا قبل عام واحد على خوض الفريق فعاليات كأس آسيا 2019 بالإمارات.
ورغم غيابه عن عدة بطولات خليجية إما للانسحاب أو للابتعاد بسبب الأوضاع السياسية لبلاده، كان للمنتخب العراقي نصيب رائع من تاريخ البطولة، حيث أحرز لقب البطولة ثلاث مرات في أعوام 1979 و1984 و1988، وكان أول من كسر احتكار المنتخب الكويتي للقب الخليجي. ولكن أسود الرافدين عانوا كثيرا من الظروف السياسة لبلادهم ما أبعدهم عن منصة التتويج لفترة طويلة بلغت 25 عاما.
وبعد فترة من الغياب عن المشاركة في البطولة، عاد أسود الرافدين للساحة الخليجية من خلال النسخة السابعة عشر التي استضافتها قطر في أواخر عام 2004 ولكنه خرج من الدور الأول لثلاث بطولات متتالية منها بطولة 2007 رغم فوزه في نفس العام بلقب كأس آسيا.
ورغم ذلك، وصل الفريق للدور قبل النهائي في البطولة التي استضافتها اليمن عام 2010 وأصبحت الخطوة التالية على طريق استعادة وضعه الطبيعي في كأس الخليج هو الوصول للنهائي والمنافسة على اللقب بقوة.
وبالفعل، أحرز الفريق المركز الثاني في النسخة التالية التي استضافتها البحرين في 2013 ولكنه خرج صفر اليدين من دور المجموعات في النسخة الماضية عام 2014 بالسعودية.
ولهذا، أصبح هدف الفريق في النسخة الجديدة (خليجي 23) هو الفوز باللقب رغم الصعوبات التي ينتظرها الفريق في رحلة البحث عن اللقب الغائب عنه منذ 1988.
ويمتلك المنتخب العراقي الكثير من المقومات التي تساعده على هذا وإن لم تكن نتائج الفريق في المباريات الودية بالفترة الماضية على النحو المطلوب. كما يعول الفريق كثيرا على خبرة لاعبيه الكبار أمثال علاء عبد الزهرة ومحمد قاصد.
ولكن الفريق سيفتقد جهود لاعبيه أحمد ياسين لاعب آيك السويدي وجاستن ميرام نجم كولمبوس كرو الأميركي لعدم سماح ناديهما بمشاركتهما في البطولة الخليجية.
ويستهل المنتخب العراقي مسيرته في البطولة بلقاء نظيره البحريني، وذلك ضمن فعاليات المجموعة الثانية التي تضم معهما منتخبي قطر واليمن. وتمثل المباراة الأولى اختبارا صعبا لأسود الرافدين في هذه المجموعة، كما تعد مؤشرا على ما يمكن للفريق أن يقدمه في البطولة.
يذكر أن الاتحاد العراقي تأسس 1948م، وانضم للاتحاد الآسيوي 1970 وذلك بعد عقدين من انضمامه للاتحاد الدولي 1950، ويرأس اتحاد الكرة عبد الخالق مسعود، بينما حل في المركز 79 في تصنيف الفيفا، وكان أفضل تصنيف سابق له بالمركز 39 أكتوبر (تشرين الأول) 2004، فيما كان أسوأ تصنيف سابق بحلوله بالمركز 139 في يوليو (تموز) 1996م.
ويعد اللاعب حسين سعيد الهداف التاريخي للمنتخب العراقي بـ78 هدفاً، بينما انحصرت مشاركة أسود الرافدين بالمونديال لمرة واحدة عام 1986، وكانت أفضل النتائج التي حققها في نهائيات كأس العالم الخروج من الدور الأول، فيما شارك منتخب العراق في كأس آسيا ثماني مرات أعوام 1972 و1976 و1996 و2000 و2004 و2007 و2011 و2015، وكانت أفضل نتائجه في البطولة القارية حصد اللقب عام 2007.
وشارك المنتخب العراقي في 13 نسخة للبطولة الخليجية، وكان أفضل إنجازاته بها الفوز بلقب البطولة ثلاث مرات، فيما خاض 53 مباراة في تاريخ مشاركاته في البطولة فاز في 24 وتعادل في 18 وخسر 11 وسجل 96 هدفاً مقابل 52 في مرماه.
وكان العراق بطل آسيا 2007 استعد للمشاركة في البطولة على عجل بخوض مباراة ودية واحدة أمام الإمارات في دبي خسرها 1 - صفر. ورغم ظهور الفريق العراقي بشكل جيد فإنه خسر بهدف من هجمة مرتدة، لذلك وصف قاسم الخسارة «بالمؤلمة».
وأضاف مدرب العراق: «الآن أنا مطمئن على فريقي والتشكيلة التي سأخوض بها مباراتنا الأولى في كأس الخليج بالكويت. حققنا الفائدة المنتظرة من التجربة الودية قبل البطولة الخليجية التي نخوضها في غياب سبعة لاعبين أساسيين وبفريق من الشباب».
وأوضح قاسم أن «البطولة الخليجية ستكون قوية جدا في ظل مشاركة باقي المنتخبات بالصف الأول باستثناء السعودية. كأس الخليج بمثابة كأس عالم مصغرة بمشاركة خمسة منتخبات على مستوى عال، وكلها تتنافس على اللقب، ومنها المنتخب العراقي».


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».