«مدام توسو»... متحف المشاهير في لندن

تماثيل العائلة المالكة البريطانية في {متحف الشمع}
تماثيل العائلة المالكة البريطانية في {متحف الشمع}
TT

«مدام توسو»... متحف المشاهير في لندن

تماثيل العائلة المالكة البريطانية في {متحف الشمع}
تماثيل العائلة المالكة البريطانية في {متحف الشمع}

متحف «مدام توسو» مكان شهير يعرض تماثيل مصنوعة من الشمع لمشاهير رحلوا أو لا يزالون على قيد الحياة. ويعد هذا المتحف واحدا من أهم الأماكن والمزارات السياحية في لندن.
ولدت ماري غروشولز، وهو اسم «مدام توسو» قبل زواجها، في ستراسبورغ بفرنسا عام 1861 (التاريخ الصحيح 1761)؛ وتُوفي والدها وهي في السادسة من العمر، وعملت والدتها مديرة منزل لدى طبيب كان فناناً أيضاً يجيد تشكيل الشمع، وهو من علّم ماري أصول هذا الفن. انتقلت ماري للإقامة في باريس، وبدأت تصنع أعمالا من الشمع وتعرضها، وتزوجت من مهندس مدني يدعى فرنسوا توسو عام 1795 وانتقلت إلى لندن عام 1802، وأقامت معرضا يضم تماثيل شمع لشخصيات شهيرة، وتنقلت به في أنحاء البلاد. وفي عام 1835 أنشأت متحفا دائما للشمع في شارع «بيكر ستريت».
توفيت توسو عام 1850، لكن واصلت أسرتها ما بدأته، وأقامت المقر الحالي في شارع «مارليبون رود»، الذي تم افتتاحه عام 1884، وأصبحت مجموعة «ذا بلاكستون»، وهي شركة أسهم خاصة أميركية، هي الجهة المالكة للمتحف حالياً. وتستهدف المجموعة المعاصرة الموجودة في المتحف جذب انتباه زائر يرغب في رؤية المشاهير الذين يعرفهم. تبدأ الجولة بالمرور على مساحة مخصصة لتماثيل نجوم السينما وغيرهم من الشخصيات العامة الشهيرة مثل مارلين مونرو، وديفيد وفيكتوريا بيكهام، وكيم كاردشيان. تضم قاعات عرض أخرى تماثيل لمشاهير الرياضة مثل بيليه، لاعب كرة القدم البرازيلي، الذي اشتهر خلال حقبة الستينات، ومحمد علي، لاعب الملاكمة الشهير، والعدّاء محمد فرح. كذلك هناك قاعة عرض أخرى مخصصة لشخصيات من العائلة المالكة البريطانية مثل الملك هنري الثامن، الذي تزوج 6 مرات، والملكة فيكتوريا، التي حكمت البلاد لأكثر من 60 عاماً خلال القرن التاسع عشر. ويوجد قسم خاص يحتوي على تماثيل تصور أفراد العائلة المالكة البريطانية حالياً ومنهم الملكة إليزابيث، وزوجها الأمير فيليب، والأمير تشارلز، ابنهما الأكبر، وابناه ويليام وهاري.
من الممكن للزائر الوقوف في كل أجزاء المتحف إلى جوار التماثيل والتقاط الصور معها. ولم يكن من المستغرب أن يختار كثيرون التقاط الصور مع الملكة.
يوجد أيضاً قسم مخصص للمشاهير في عالم السياسة، ومنهم تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية الحالية. ولا تقتصر تلك الشخصيات على الشخصيات البريطانية، بل تمتد لتشمل شخصيات من مختلف أنحاء العالم، مثل دونالد ترمب، الرئيس الأميركي الحالي، إلى جانب عدد من الرؤساء السابقين للولايات المتحدة الأميركية، مثل باراك أوباما، وجون كيندي. هناك مساحة عرض مخصصة للشخصيات الشهيرة في بريطانيا أثناء حقبة الحرب العالمية الثانية؛ من بينهم ونستون تشرشل، رئيس الوزراء الأسبق. وحتى وقت قريب كان هناك تمثال لأدولف هتلر، يقف إلى جانب تشرشل، لكن تم إبعاده بعد اعتراض الزائرين على مشاهدته.
يقع متحف «مدام توسو» بالقرب من محطة «بيكر ستريت»، وقد اشتهرت تلك المنطقة من خلال أعمال السير آرثر كونان دويل، المؤلف الذي عاش في القرن التاسع عشر، وكتب سلسلة من القصص البوليسية المثيرة بطلها محقق خاص يدعى شارلوك هولمز. لذا سيجد الزائر قسما في المتحف مخصصا لشارلوك هولمز وشخصيات أخرى ظهرت في رواياته.
وقرب نهاية الزيارة يمكن للزائر الاستمتاع بجولة رائعة تشبه تلك التي تقدمها مدن الملاهي، حيث يمكنه الجلوس داخل عربة تشبه سيارة أجرة لندن ليتنقل بذلك، عبر سلسلة من الصور المعروضة، بين جنبات شوارع لندن في عصور مختلفة، وتشمل استعراضا لفترة حكم الملكة إليزابيث الأولى خلال القرن السادس عشر، وحريق لندن الكبير عام 1666، والنصر البحري الشهير للقائد نيلسون على الفرنسيين عام 1805، والحياة في لندن خلال العصر الفيكتوري في القرن التاسع عشر، وقصف لندن أثناء الحرب العالمية الثانية، وتصويرا لكيفية تعافي لندن من آثار الحرب في نهاية القرن العشرين. ونظراً لأن الجولة تشبه جولات مدن الملاهي، فإنها تحظى بشعبية كبيرة لدى من يشعر بالإرهاق من السير والتجول في المعرض، وكذلك لدى الأطفال.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».